الأربعاء 27 نوفمبر 2024

مقالات

اجتماع الدوحة.. والفرصة الأخيرة

  • 13-6-2021 | 12:52
طباعة

"سنلجأ إلى كل الوسائل المتاحة حال لم يتم التوصل لاتفاق ملزم مع أثيوبيا".. جملة غاية فى الأهمية تصدر عن وزير الخارجية سامح شكرى فى وقت حاسم.. وهى جملة كاشفة عن قوة الموقف المصرى وتعدد أوراق الضغط بيديه تجاه التعامل مع التعنت الأثيوبى فى ملف سد النهضة.

وبعد ماراثون دبلوماسى داخل القارة الأفريقية أسس موقفا قاريا بدا اليوم على قناعة بأن مصر قدمت كل ما لديها من مرونة ممكنة للحفاظ على استقرار القارة والعلاقة التاريخية بين دولها ومصر التى كانت طوال التاريخ شريكا أساسيا فى دعم استقلال القارة ودفعها إلى آفاق التنمية والرخاء.

وعلى صعيد آخر فى استكمال الخناق الدبلوماسى والاستمرار فى تعرية النظام الاثيوبى ومسلكه الراغب فى التصادم جاء لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى والأمير محمد بن سلمان فى شرم الشيخ قبيل الإعلان عن لقاء طارئ لوزراء الخارجية العرب فى العاصمة القطرية الدوحة لمناقشة تطورات أزمة سد النهضة وهو الاجتماع الذى أراه لا يقل أهمية عن نظيره الذى عقد فى منطقة "العلا" بالسعودية والذى أعاد قطر إلى محيطها العربى ما مهد لاستئناف مشروط لعلاقتها بمصر والذى أفرز استجابة محمودة لشروط الأسرة العربية من أجل فتح صفحة جديدة مع النظام القطرى وإنهاء المقاطعة العربية الراغبة التى لم تنطلق إلا رغبة فى ايقاظ روح الأخوة وإعادة تفعيلها فى أجواء مجلس التعاون الخليجى بعد سنوات من التجاذب والنزاع.

من هنا يتنقل الحصار المصرى الدبلوماسى لأثيوبيا من محيطها القارى إلى المحيط العربى الذى بات لزاما عليه اليوم أن تكون له كلمة واضحة مسموعة ليس فقط من الجانب الاثيوبى بل من المجتمع الدولى الذى بات على قناعة اليوم بعدالة القضية المصرية وأن عزم قيادتها لا يلين فى الحفاظ على حقوق مصر المائية التاريخى فى مياه النيل الخالد مهما بلغت التحديات أو عظمت.

نقلة جديدة أظنها حاسمة سيخرج بها الاجتماع المرتقب لوزراء الخارجية العرب حيث ستضع مصر العالم أجمع بكل مؤسساته الأممية وعلى رأسها مجلس الأمن أمام مسئولياتها فى الحفاظ على السلم والأمن الدوليين إن كانوا صادقين حقا فى ذلك.

إن التحرك المصرى فى القضية بات نموذجا فى إدارة الصراعات بالعالم الجديد وهو العالم الذى يفضل أن تحقق أهدافك دون ضجيج ودون إحداث توتر عميق فى محيطك ومن هنا تأتى أهمية اجتماع الدوحة الذى سيكون رسالة العرب الحاسمة تجاه حقوق مصر وهو ما يقطع الطريق حول مزاعم ينشرها أهل الشر بأن دولا عربية كانت تساند أثيوبيا فى بناء السد.

إن اجتماع الدوحة هو بداية النهاية لقضية أزمة سد النهضة وبعد حصول مصر والسودان على دعم عربى لخياراتهما إزاء التعنت الأثيوبى سيكون من الصعب على مجلس الأمن والدول المؤثرة فى القرار الدولى أن تتجاهل تلك الموجة العارمة التى تحمل زخات من تأييد أفريقى وعربى وإقليمى وسيضق الخناق أكثر وأكثر على متخذ القرار الاثيوبى الذى سيجد نفسه أمام خيارين لا ثالث لهما الأول وهو التخلى عن أوهامه والانخراط فى اتفاق قانونى ملزم أو مواجهة تداعيات رفضه وتعنته بعيدا عن أى تعاطف قارى أو إقليمى أو عربى أو دولى وساعتها لن يلوم أحد دولتى المصب وهما تدفعان عن شعبيهما أضرار سد النهضة الذى تحول من مجرد محاولة للتنمية إلى منغص لاستقرار المنطقة بأسرها.

إن الآمال عريضة تجاه ما سيسفر عنه اجتماع الدوحة المرتقب الذى يكمل حلقات النجاح المصرى فى الدفاع عن مقدرات المصريين فى مياه النيل وكشف صورة التنمية المزيفة التى تستر خلفها المفاوض الاثيوبى طويلا أمام المجتمع الدولى للإضرار بمصر وبات العالم كله اليوم مدركا من هو المعتدى ومن هو فى خانة صد الاعتداء..لقد بتنا قريبين جدا من إنهاء أسطورة تعطيش مصر ولا عزاء لمن يصورون للأرعن مجرم الحرب آبى أحمد أنه قادر عن وقف جريان النيل أو أنه يتمتع بملاذ لا تصله أيادى المصريين.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة