الخميس 6 يونيو 2024

"من الفسيح شربات".. قصة إيناس خميس مع إعادة تدوير مخلفات الزراعة إلى فن جديد

مركز إعادة تدوير مخلفات الزراعة

الهلال لايت 13-6-2021 | 14:33

كتب: ندى محمود - تصوير: غادة شوقي

دائمًا نحتاج إلى إعطاء فرصة ثانية لكل شيء، إلى إعادة التفكير، إعادة صناعة الأشياء، إلى جعل أشياء عديمة الفائدة لأخرى صالحة للحياة، أو بالأخص إلى "إعادة تدوير"، إعادة تدوير كل ما هو غير صالح، لأشياء كثيرة الفائدة ونافعة.

مركز إعادة تدوير مخلفات الزراعة

بمجرد دخولك ذلك المركز البسيط، وتلامس عيناك بهجة الألوان التي ملأت الأرض والأرفف، والنظر إلى عملية صناعة الأشياء وإعادتها للحياة، تشعر وكأن هناك بداية جديدة لكل شيء، فقط هنا داخل إحدى مراكز إعادة تدوير مخلفات الزراعة، التي قامت بإنشائه الفنانة التشكيلية إيناس خميس، التي جعلت من مخلفات الزراعة ألوان فنية ولوحات مبهجة، فأصبح من مخلفات الزراعة عديمة الفائدة، صناعة ورق بشكل يدويي محترف، ومن ثم يُستخدم في صناعات أخرى مختلفة.

إيناس خميس

سيدة تتحلى بالرقة والحيوية، بداية من صوتها وروحها الجميلة، حتى نشاطها وصناعتها التي تتحلى بالفن والجمال والإبداع؛ فهي كما يُقال "تصنع من الفسيخ شربات"، هي فنانة تشكيلية تخرجت من كلية الفنون الجميلة قسم تصوير، عملت في أكثر من وظيفة، حتى بدأت بالتفرغ في البيت، قبل أن تنطلق في عالم إعادة التدوير.

بداية الفكرة

بدأ يدور في ذهن إيناس خميس بعض الأفكار التي تخرج من الطبيعة، وعلى رأسها صناعة الورق، وكيف يتم تصنيعه، وهل من مخلفات الزراعة يمكن صناعة الورق؟ ومن هنا بدأت استخدام المخلفات بأشكالها، وبدأت في صناعة الورق من قش الأرز وورد النيل والقصب وشجر الموز وغيره، ولكل نوع منهم قوة وميزة عن غيره، وعلى رأسهم قش الأرز الذي يُستخدم كثيرًا، ثم بدأت في عمل ورشة لصناعة الورق بأشكاله وأنواعه يدويًا، وصناعة من تلك الورق المنتجات المختلفة من note book وعبوات وعلب مختلفة الأحجام وفوانيس وكروت وأظرف؛ فقد قامت بتجربة أكثر من 150 منتج من الورق الذي يتم تصنيعه.

عملية الصناعة

لإعادة تدوير الورق حياة أخرى؛ تبدأ بالقش أولًا، ثم تجفيفه، ثم نقعه في مياه من يومين إلى أسبوع، ثم بعد ذلك طبخه على النار لمدة ثلاثة ساعات، وتأتي بعد ذلك مرحلة الطحن، وتنظيفه أكثر من مرة، وبعد طحنه تصفيته ووضعه في أحجام مختلفة، وذلك حسب السُمك والحجم الذي نريده، واللون أيضًا، فمن الممكن أن يكون "أوف وايت"، أو أن يتم وضع صبغة وألوان، ويترك حتى يجف.

العاملين والمتطوعين من الأجانب

وقالت راندا إحدى العاملات بمركز إعادة التدوير: "نحن قبل العمل هنا تدربنا على كل شيء في هذه الصناعة اليدوية، ويأتي إلينا متطوعين أجانب لتعلم هذه الحرفة وصناعتها ببلدهم، ويأتي طلبة للتعلم، خاصةْ ببلاد أفريقيا والهند، بالإضافة إلى اهتمامنا بمشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة من الصم والبكم، واستطعنا أن نصدر لألمانيا وإيطاليا وأمريكا، ولكن توقف كل شيء بسبب الكورونا".

"الكورونا" أزمة في حياة إيناس خميس

دائمًا لا تسير الرياح بما تشتهي السفن، "من أول ما ظهرت الكورونا وإحنا قافلين 4 شهور، بدأنا نرجع من قريب وكمان منتجنا قائم على السياحة، والسياحة قليلة، محتاجين نصدر ونسوق لصناعتنا المصرية"، هكذا قالت إيناس خميس، عن تأثير انتشار فيروس كورونا على صناعتها البسيطة، مؤكدة أن أكبر دعم للحرف اليدوية هو شرائها، وليس دعمًا ماديًا فقط.

نشر الثقافة بين الأطفال

أكثر ما تحلم به الفنانة إيناس خميس، هو فكرة نشر ثقافة إعادة التدوير في حياة الأطفال، فإذا قام البيت والمدرسة بتعليم الطفل كيفية إعادة التدوير لكل شيء بالحياة، فهذا يجعل الطفل يفكر كيف يكون أكثر انتاجًا، وأيضًا أقل إهدارًا للموارد.