السبت 4 مايو 2024

سارة وحيد.. «فراشة» الصعيد الجوانى تحلم بالأولمبياد

لاعبة الجمباز الصعيدية سارة وحيد

ملاعب الهلال14-6-2021 | 22:45

حسن محمود

ولا يزال الصعيد يلقي علينا بقصصه المشوقة والمعبرة، قصص النجاح والكفاح سواء رجاله أو سيداته، لكن هذه المرة هى قصة إحدى فتيات الصعيد الجوانى، وتحديداً من محافظة سوهاج، التى تكافح يومياً سعياً لتحقيق هدفها وحلم عمرها، هى لاعبة الجمباز سارة وحيد، التى تحدت الكثير وواجهت عادات مجتمع صعيدى متمسك بعادات وتقاليد وقناعات خاصة بجنس حواء، أثبتت جدارتها رغم الصعاب فى رياضة نادراً ما تتواجد فى محافظات الصعيد الجواني.

تحكى لاعبة الجمباز سارة وحيد خلف ابنة قرية الحريدية، التابعة لمركز المراغة بمحافظة سوهاج لـ"دار الهلال" أن أسرتها كانت مصدر الدعم والتحفيز الأول لها فى بداية مشوارها لممارسة الجمباز، على الرغم من أنها رياضة جديدة على المجتمع الصعيدى، فالإسرة البسيطة التى يسودها الود والاحترام والمكونة من (ابنتين وثلاثة أولاد والأم والأب) كانت مصدر الدعم والمساندة وخط الدفاع الأول عن الطالبة بكلية التربية الرياضية والتى تعشق رياضة الجمباز.

وتضيف سارة، أنها تتلقى دعما كبيرا من أسرتها رغم مرض والدتها، والتى لم تبخل عليها يومًا، بمال أو عرق أو مجهود لتسير معها فى رحلة طويلة من الكفاح والصبر وتؤيدها فى شتى قراراتها، حتى تحقق حلمها.

وكذلك فعل والدها متحديا عادات المجتمع الصعيدي المنغلق، فقد قرر أن يدعمها قلبا وقالبا برغم صعاب الحياة وكثرة المسئوليات إلا أنه –ومازال الكلام لسارة- لم يبخل بتقديم الكثير لها.

عن بداية اتجاهها لرياضة الجمباز، أكدت سارة وحيد أنها تعلمت فى كلية التربية الرياضية ممارسة الجمباز الفنى واتقنته، ثم عملت كمدربة جمباز بعد ذلك فى إحدى الأكاديميات الخاصة، ما دفعها لمزيد من التعلم فى الجمباز وبدأت بالفعل فى تعلم الجمباز الإيقاعى من خلال الفيديوهات عبر شبكة الإنترنت مما يساعدها فى تدريب الاطفال الموجودين فى الأكاديمية.

وعن المشاركة فى المسابقات المختلفة، تقول سارة، "كانت بداية شهرتى داخل كلية التربية هو مشاركتى فى ماراثون 100 متر والذى حصلت فيه على أحد المراكز، ومن هنا بدأت الانطلاقة وشهرتى داخل حرم الجامعة بقوتى فى ألعاب القوى، كما شاركت فى العديد من المسابقات فى جميع المحافظات وحصلت على عدة مراكز وميداليات، وشاركت فى مسابقه بمحافظة أسوان بسباق طريق 16 كيلو، وشاركت فى شاركت فى مسابقة الجامعات المصرية بالقاهرة.

 

وتقول سارة إن حبها لرياضة الجمباز يأتى من شغفها الشديد بتلك الرياضة ولا تسعى لجنى المال، فهى تقوم بتدريب الجمباز بدون مقابل.

وعن الخطوات التى أتخذتها لنشر اللعبة، ليس فقط فى مراكز ومحافظة سوهاج ولكن فى قراها حتى، تقول سارة وحيد أنها بدأت العمل فى أكاديمية فى سوهاج مع احد اعضاء هيئة التدريس بالكلية لمدة شهر فقط، وأصبحت أول مدرب جمباز فيها واستطاعت أن تكون فريق كبير بمهارات وقدرات كبيرة.

ثم اختارت سارة أكاديمية وعرضت لعبة"الجمباز" على مديرها ورحب بالفكرة كثيرا، وتضيف سارة: "كنت خائفة من ألا تلاقى اللعبة اقبالا مثل باقى الألعاب فى أى مكان، خاصة أنها رياضة جديدة فى الصعيد. ولكن بدا العدد معى بـ٦ لاعبات وتزايد إلى أن أصبح عدة فرق فى أقل من شهر ونصف وأصبح كل وقتى وتفكيرى لهم"، وأضافت أنها انتقلت إلى مركز المراغة لتنشر اللعبة فى كل المراكز والقرى ولكى لا تكون اللعبة قاصرة على أبناء المدينة فقط.

وعن المتطلبات التى يجب أن تتوافر فيمن يود ممارسة الجمباز، توضح سارة وحيد :"لعبة الجمباز، لعبة سهلة التعلم بتتطلب الذكاء والهدوء ولكن بتتطلب أيضاً مرونة وقوة تحمل وسرعة بديهه والارادة فوق كل شئ منعا للخطورة".

وعن طموحها وأهدافها فى قادم الأيام، أشارت سارة إلى أن من أحلامها المشاركة فى بطولة الجمهورية، كما تود أن يلقى الأطفال الذين قامت بتدريبهم الاهتمام والدعم اللازمين، فرغم ضعف الإمكانيات إلا أنهم يتمتعون بمهارات عالية جدا.

وأضافت سارة إلى أن مجهودها لم يذهب سدى والدليل على ذلك أنها لاقت إعجاب الكثيرين ولم ينتقدها أحد بل شجعوها كثيرا والدليل أنهم أرسلوا أبناءهم لتعليم الجمباز.

وعن التكريمات التى حصلت عليها، تقول سارة، تم تكريمى من وزارة الشباب والرياضة، و من محافظ سوهاج وتم تكريمى من جامعة الوادى الجديد وجامعة الاسكندريه وحصلت على لقب أفضل رياضيه فى سوهاج.

وشاركت فى بطولة الصعيد وحصلت على مركز أول شاركت أيضاً فتنس بالوادى الجديد.

وبسؤالها عن اللقب الأقرب لقلبها، كشفت سارة وحيد أن رئيس جامعة سوهاج لقبها بـ"الفراشة" وهو اللقب الأقرب لقلبي.

وعن الحلم الذى تحلم بتحقيقه يوم من الأيام، تقول فراشة الجمباز:"سوف يظل حلمى ان أمثل بلدي-سوهاج- فى بطولات الجمهورية المختلفة ومن بعدها المشاركة فى الأولمبياد.

Dr.Randa
Dr.Radwa