حلت أمس الاثنين الرابع عشر من يونيو عام 2021، ذكرى الاحتفال باليوم العالمي للتبرع بالدم، إذ اختير هذا التاريخ تحديدا بمناسبة مولد كارل لاندشتاينر مؤسس نظام فصائل الدم ABO والذي حاز بسببه على جائزة نوبل، وتم الاحتفال بهذا اليوم لأول مرة في عام 2005.
بحسب المواقع الطبية فإن عملية التبرع بالدم لها العديد من الفوائد الصحية، ولكن بعد التأكد من قابلية جسد المتبرع لها، وعدم تأثيرها السلبي على صحته العامة.
وتؤكد الدكتورة نهى أبو شنب رئيس قطاع بنك الدم بهيئة المصل واللقاح، أن الفرد عندما يتبرع بالدم يحدث نشاط في جسده، وبالتالي فالخلايا التى تنشأ تكون أقوى من التي كانت موجودة من قبل، مشيرة إلى أنه ينصح بالتبرع بالدم كل ثلاثة أشهر، وإلى أن مرضى القلب والسكر غير المنضبط، لا يتبرعون بالدم خوفًا عليهم من أي مشكلات صحية.
أذكر منذ ستة أعوام، حين تعرضت زوجتى إلى عارض صحي، استلزم معه عملية نقل دم فيما لا يقل عن أربعة أكياس، وحدث هذا فى صبيحة يوم وقفة عرفات، ودخلت زوجتي إلى غرفة العمليات فى أحد المستشفيات الخاصة، وعلى باب الغرفة، أخبرتني الطبيبة أنه لزاما عليّ إحضار كيسين من الدماء الموافقة لفصيلة زوجتى مصطحبا عينة الاختبار، وكل هذا قبل أن تخرج من غرفة العمليات.
أسقط فى يدي وبدأت رحلة البحث عن كيس دم، بمساعدة أصدقائي الذين جابوا عدة مستشفيات، وما استلزم حينها من شرط القدوم بأربعة متبرعين على الأقل، إلى أن وجد الأصدقاء ضالتهم أخيرا فى بنك الدم التابع لهيئة المصل واللقاح.
وحكوا لي حينها عن حسن المعاملة التي لاقوها داخل المركز، ويسر إجراء اختبار العينة ومساعدة العاملين به لهم فى إنجاز مهمتهم بشكل عاجل.
استدعيت إلى الذاكرة، مبادرة أهلية عظيمة دشنها أبناء "ميت يعيش" فى محافظة الدقهلية، منذ أكثر من عامين، ونأمل أن تتحول إلى مبادرة قومية تتبناها الدولة، تقضى على عشوائية عملية البحث عن كيس دم أو بلازما، وعن البحث فى بنوك الدم عن فصيلة معينة نادرة وما يصاحب هذا من ألم نفسي ومعنوى على أسرة المريض محاولين إنقاذ حياته بأي سبيل وأي ثمن فى سيبل فصيلة دم وعينة متوائمة.
تقوم المبادرة على الاكتفاء الذاتى بين أهالى القرية من أكياس الدم فى حالات الطوارئ والاحتياج لفصائل مختلفة، بما يمنع تدهور حالة المريض من انتظار شراء أكياس من الخارج، وتعتمد على استحداث قاعدة بيانات لتدوين رقم هاتف محمول كل فرد من أبناء القرية يرغب فى التبرع بالدم وقت الحاجة إليه، وفصيلة دمه، عبر جروب القرية العام على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".
وبنهاية التسجيل يتم حصر كل فصائل الدم وأسماء أصحابها، وكتابة منشور عام يعلق فى الوحدة الصحية بالقرية والوحدة المحلية وعيادات الأطباء، للاتصال بالشخص المطلوب فصيلته وقت الحاجة إليه، توفيرا للوقت وعناء البحث فى وقت تكون الدقائق فاصلة فى إنقاذ حياة مريض أو مصاب.
إننا بحاجة إلى دعم تلك المبادرات الشعبية التى تساعد أولا فى إنقاذ حياة إنسان يحتاج قطرة دم أو كيس بلازما بصورة عاجلة، وثانيا تدعم فكرة التكافل الاجتماعي بين أهالي كل منطقة وقرية، وثالثا تخفف العبء عن بنوك الدم الحكومية، ورابعا تقضي على جشع بنوك الدم الخاصة فى البيع بأسعار مبالغ فيها لعلمهم بحاجة أهل المريض إلى هذا مهما طلبوا من أموال فى مقابله، فعلا "قطرة دم تساوي حياة". دمتم سالمين.