يعاني الكثيرون من ضعف الذاكرة وعدم التركيز خاصة كبار السن، إذ يبحثون على مدار اليوم في أشياء من أجلها يمكن تقوية الذاكرة وتنشيط هرمون التركيز لدى الأبناء وكبرا السن، إذ تسبب نقص وسوء التغذية اضطرابات امتصاص الطعام في المعدة أو الأمعاء الدقيقة، ينتج عنها مضاعفات خطيرة منها زيادة احتمال الإصابة بتصلب الشرايين، بسبب تواجد فرط بالدم، وأكد الأطباء أن من أهم الفيتامينات الهامة للجسم ويغفل عنها الكثيرون فيتامين B12، لأنه المسؤول عن نقل خلايا الدم الحمراء الأكسجين من الرئتين إلى الأنسجة في جميع أنحاء الجسم، كما أنه يحمل ثاني أكسيد الكربون وهو منتج ثانوي سام لعمل الخلية. 

أسباب عدم التركيز

وقال الدكتورأحمد العلاليلي استشاري أمراض الباطنة وضعف المناعة بالقصر العيني، "إن السبب الرئيسي في عدم التركيز وضعف الذاكرة نقص فيتامين B12"، لافتا إلى أن الآباء والأمهات دائمي البحث عن مصدر هذا الفيتامين في الطعام لتقوية الذاكرة وتنشيط هرمون التركيز لدى أبنائهم، مشيرًا إلى أنه في  اللحم، والبيض ومنتجات الحليب ويرتبط الفيتامين في المعدة بالعامل المعدي الداخلي.

ضعف المناعة

وأضاف استشاري أمراض الباطنة وضعف المناعة بالقصر العيني، في تصريح خاص لـ«دار الهلال»، أن أهم أعراض نقص فيتامين B 12 التعب وانخفاض الوزن وفقدان الإحساس وتنميل الأطراف واضطرابات بالذاكرة والتركيز وتغييرات بالمزاج «فرط عصبية، اكتئاب»، واضطرابات نوم وضعف بالرؤية، بالإضافة إلى ارتفاع احتمال الإصابة بأمراض قلب خاصة وسط البالغين اضطرابات مختلفة بمجرى الهضم «نقص شهية، فرط حركية الأمعاء، غازات، إمساك، مشاكل خصوبة لدى الجنسين، واحتمال اختلال الجهاز المناعي».

وأوضح أن نقص فيتامين B 12 بسبب نقص وسوء التغذية واضطرابات امتصاص الطعام في المعدة أو الأمعاء الدقيقة، لافتا أن لنقص هذا الفيتامين مضاعفات خطيرة منها زيادة احتمال الإصابة بتصلب الشرايين، بسبب تواجد فرط بالدم، مشددا على ضرورة الاهتمام بعلاج نقص الفيتامين وله عدة طرق: أولها «الحقن» حيث يؤدي إعطاء حقنات فيتامين B12 لداخل العضلة لتصحيح النقص وتعبئة المخزون، وتأخذ حقنة يومية لمدة أسبوعين، أو حقنة في الأسبوع لـ4أو 6 مرات، مشيرا إلى أنه توجد هناك أدوية تعطى عن طريق الفم، مثل المص تحت اللسان، أو مرهم للدهن على الغشاء المُخاطي في الأنف، مضيفا أنه لا يمكن  تناول الفيتامين، لمعظم المرضى، بطريقة فموية، إذ يجب أن يكون ذلك مع إضافة عدة فيتامينات أخرى وهذا أمرًا كافيًا لتصحيح النقص، غير أن علاج نقص فيتامين B12 قادر على منع تقدم المرض لدى الأشخاص الموجودين في حالة خطر.

المظاهر العصبية والنفسية

في ذات السياق، قال الدكتور سعيد النويري استشاري الأمراض الجلدية، إن من أهم الفيتامينات الهامة للجسم ويغفل عنها الكثيرون فيتامين B12، لافتا أنه المسؤول عن نقل خلايا الدم الحمراء الأكسجين من الرئتين إلى الأنسجة في جميع أنحاء الجسم، كما أنه يحمل ثاني أكسيد الكربون وهو منتج ثانوي سام لعمل الخلية.

معدلات فيتامين B12 سيئة

وأضاف استشاري الأمراض الجلدية في تصريح لـ«دار الهلال»، أنه إذا كانت معدلات فيتامين B12 سيئة للغاية، فإن إنتاج خلايا الدم الحمراء يكون ضعيفا، ما يؤدي إلى فقر الدم الضخم، وبالتالي ظهور العديد من الأمراض المصاحبة لضعف المناعة، وكذلك  التعب، وصعوبة التركيز وجفاف الجلد.

وأوضح أن هناك فائدة أخرى لفيتامين B12 وهي أنه يمكن أن يبطئ ضمور الدماغ لدى كبار السن، لافتا أن ضمور الدماغ يعني انكماشا كليا في حجم المخ، وفقدان الخلايا العصبية، ما قد يتسبب في أمراض مثل: «الزهايمر»، ويجعل من الصعب العمل بشكل مستقل للأشخاص، مشيرا إلى أن نقص الفيتامين يفقد الجهاز العصبي القيام بدوره بشكل جيد.

هام جدا للنساء

وأشار إلى أن الأبحاث قد  أظهرت وجود صلة بين نقص فيتامين B12 والمظاهر العصبية والنفسية مثل الاكتئاب والوسواس القهري وتقلب المزاج ووجوده في الجسم يقلل من الإصابة بالاكتئاب، لافتا أنه هام جدا للنساء الحوامل لأن المركب قد يساعد في منع العيوب الخلقية الشديدة مثل الشلل الجزئي والجمجمة غير المتطورة، فالمراءة ذات مستويات منخفضة من B12، تزداد فرصها في ولادة طفل مصاب بعيب الأنبوب العصبي، لافتا أن هذه الفئة من العيوب الخلقية تؤدي لإنعدام الدماغ، وهي حالة قاتلة حيث يكون دماغ الطفل وجمجمته متخلفين بشدة، لافتا أنه يجب الحفاظ على مستويات فيتامين B12 المناسبة، ويمكن أن يؤدي تناول حمض الفوليك قبل الحمل وبعده إلى تقليل فرص إصابة الطفل بعيوب الأنبوب العصبي.

نمو الشعر والجلد والأظافر 

وأشار إلى أن الحفاظ على مستويات صحية من فيتامين B12 يمكن أن يساعد أيضا في نمو الشعر والجلد والأظافر من خلال توفير الأكسجين لهذه الأنسجة، وإذا كانت مستويات B12 لدى الاشخاص كافية فإن ذلك من شأنه الحفاظ على صحة الشعر والجلد والأظافر، مشيرا أن الأشخاص الذين يعانون من قلة الفيتامين في أجسامهم قد يظهر ذلك على شكل بهاق، وهي حالة يغير فيها الجلد لونه، أو بطء نمو الشعر، أو فرط تصبغ الجلد وفي هذه الحالة، قد يؤدي إضافة فيتامين B12 إلى النظام الغذائي أو تناول مكمل غذائي إلى تحسين الحالة.