الأحد 5 مايو 2024

«الصحافة القومية».. وتجربة الـ7 سنوات

مقالات15-6-2021 | 21:03

كانت ومازالت الصحافة القومية فى «ضهر» الوطن، تحملت مسئوليتها التاريخية، خاضت بشجاعة معركتى البقاء والبناء، ونقلت للمصريين رؤى ورسائل القيادة السياسية التى التف حولها جموع المصريين، وتصدت لكل دعاوى الباطل والتحريض والأكاذيب وحملات الإعلام المعادي.

الصحافة القومية هى المخزون والاحتياطى الاستراتيجى للإعلام المصرى، وهى إحدى القوى الناعمة المصرية التى أسست وقادت ومازالت وبجدارة الصحافة العربية.

الرئيس السيسى قدم الدعم غير المحدود للصحافة القومية، ومن هنا انطلقت بوعى وشرف فى تشكيل وبناء الوعى الحقيقى للشعب، وهو ما وفر أهم أسلحة التصدى والنصر ضد المؤامرات والمخططات والإرهاب.

الصحافة القومية تشهد تطوراً ومواكبة للإعلام الحديث من خلال حالة تكاملية، للاستفادة من الكم الوفير من القامات والكوادر والخبرات التى تشكل عقل الإعلام المصري.

خاضت كل معارك الوطن بنزاهة وشرف وشجاعة.

الصحافة القومية.. وتجربة الـ7 سنوات

لم تنل الصحافة القومية كل هذا الدعم غير المحدود إلا فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، لإيمانه القوى وثقته أن لمصر صحافة وطنية تستطيع أن تدافع عن حق الوطن فى البقاء والبناء، وأنها جديرة بأن تعود إلى قيادة الصحافة العربية من جديد بما تتمتع به من إمكانيات وقدرات وكوادر وقامات صحفية وطنية يمكنها التعبير عن التحديات التى يخوضها الوطن، وأيضاً جهود بناء الدولة الحديثة وتغيير حياة المواطن إلى الأفضل، كذلك التصدى للحملات الشعواء فى ترويج الأكاذيب والشائعات والتشكيك فى محاولة يائسة لهز وحدة والتفاف وتماسك واصطفاف المصريين.

الحقيقة أن الدعم غير المحدود على كافة الأصعدة من الرئيس السيسى للمؤسسات والصحافة القومية، كان له مفعول وتأثير كبيرين فى أداء الصحافة القومية وتميزها خلال الـ7 سنوات فكان لها موقف وطنى تاريخى فى مواكبة مسيرة الدولة خلال 2555 يوماً هى عمر تجربة «مصر ــ السيسي».

خاضت مع الوطن تحدياته، وكانت فى منتهى الأمانة والوعى فى نقل رؤى ورسائل القيادة السياسية إلى المصريين، وتحلت بشجاعة فريدة فى التصدى لقوى الشر والتنظيمات الإرهابية، والأبواق المعادية للوطن، والمحرضة على هدمه واختطاف أمنه واستقراره واصطفاف شعبه، أجهضت خطاب التحريض والفتنة والتطرف والإرهاب الإخوانى المجرم.

قامت الصحافة القومية بكافة الأدوار لتحقيق الوعى الحقيقى لدى المصريين، فقدمت الكوادر المؤهلة وذات الخبرات القديرة، وأتاحت كافة إمكاناتها وقدراتها لمختلف وسائل الإعلام، لينتشر أبناء الصحافة القومية فى مختلف وسائل الإعلام الأخرى ما بين مذيعين ورؤساء قنوات ومعدين ومحررى نشرات ورؤساء لتحرير برامج ذات تأثير كبير.

كذلك كان ضيوف البرامج والمتحدثون فى مختلف القضايا من القامات الصحفية والكتاب الذين ينتمون للصحافة القومية سواء فى مداخلات تليفزيونية أو إذاعية وكانوا ضيوفاً فى البرامج معلقين ومحللين على الأحداث والقضايا التى تهم الوطن، وتبصير المواطنين وتوعيتهم بما يحاك لمصر وشعبها فى أكبر عملية تنوير ووعى قادتها الصحافة القومية بمساعدة مختلف وسائل الإعلام، لتشكل الصحافة القومية المخزون والاحتياطى الاستراتيجى للإعلام المصري.

كانت الصحافة القومية مواكبة لكل خطوات وإجراءات وقرارات ورؤى القيادة السياسية عملت على مدار الساعة فى تهيئة جموع الشعب لقرارات صعبة مثل الإصلاح الاقتصادي، وحقق ذلك وعياً شعبياً غير مسبوق بحتمية الإصلاح، وهو ما نتج عنه صبر وعمل وتضحية من المصريين، وحقق نجاح الإصلاح الاقتصادى المبهر طموحاتهم وتطلعاتهم وآمالهم فى توفير الحياة الكريمة ورفع وتحسين مستوى معيشتهم وأيضاً الخدمات المقدمة لهم، وزيادة غير مسبوقة فى دخولهم الشهرية، وهيأ لهم الوطن القوى القادر الذى يمتلك اقتصاداً قادراً على مواجهة الصدمات وتحقيق النمو فى زمن الجوائح والتحديات.

الصحافة القومية أيضاً تصدت بشجاعة، واصطفت مع الدولة المصرية فى مواجهة أخطر هجمة إرهابية فى تاريخ مصر مدعومة من قوى وأجهزة مخابرات دولية، سواء فى تثمين التضحيات التى يقدمها رجال الجيش والشرطة الشرفاء، ونبل وعظمة التضحية للشهداء الأبرار.

ومن ناحية أخرى تصدت وعرت وفضحت وكشفت حقيقة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابى وارتباطاته وعلاقاته الشيطانية مع قوى الشر المعادية لمصر، وقدمت للمصريين الأدلة والبراهين أن تنظيم الإخوان ضالع وترس فى مؤامرة خبيثة تقودها قوى دولية وإقليمية معادية لمصر تريد إسقاطها وإضعافها وإفشالها وإدخال شعبها فى مستنقع الفتنة والفوضى والانفلات، وأكدت الصحافة القومية لشعبها بما لا يدع مجالاً للشك أن جماعة الإخوان الإرهابية ليست لها علاقة من قريب أو بعيد بالدين الإسلامى بل تسيئ إليه، وتعمل على تشويه نصوصه وتعاليمه، ولا تعترف بالأوطان أو الوطنية أو قدسية الأرض والتراب الوطني، وتم تجنيدها وتأسيسها منذ 1928 لتعمل ضد المصالح العليا للوطن وتتآمر عليه، وتروج لكل دعاوى الفتنة والتقسيم والتعصب والتطرف والعنف وهو ما تأكد منه المواطن المصرى وامتلك جداراً راسخاً من الوعى الذى أحبط كل محاولات التحريك والتفجير.

وقفت الصحافة القومية على خط المواجهة، وجبهة الوطن فى مواجهة المخططات والمؤامرات والعمليات الإرهابية والإجرامية التى تنفذها التنظيمات المجرمة فى حق الوطن وقدمت للمصريين كافة الحقائق، وأجابت عن تساؤلاتهم حول أسباب قيام تنظيم الإخوان الإرهابى باستهداف مصر وأمتها العربية ومتاجرتها بالدين ليكتشف المواطن المصرى ـ بعد تغييب خلال العقود الماضية ـ أنه أمام جماعة خانت الله والوطن، وأصبح الشعب يعرف كل التفاصيل عن حقيقة الإخوان ونجحت الصحافة القومية بمعاركها واشتباكاتها فى إسقاط قناع الإخوان المزيف.

لم تكن الصحافة القومية غائبة عن معركة البناء، وأفردت صفحاتها وملفاتها وتحقيقاتها لنقل الصورة والكلمة عن القلاع المصرية والمشروعات العملاقة وحالة السباق مع الزمن وجهود القيادة السياسية فى الداخل والخارج، ليتابع المصريون من على أرض الواقع بالصور والأرقام، كيف كانت مصر؟ وماذا أصبحت؟ ليدرك هذا الشعب الفارق الكبير والإنجازات والنجاحات غير المسبوقة التى تحققها الدولة المصرية.

كانت الصحافة القومية على مدار الـ7 سنوات ومازالت هى نبض المصريين، تنقل رؤاهم وأفكارهم وآلامهم وانطباعاتهم وسعادتهم فى كل ما يدور فى مصر فى كافة ربوع البلاد، وكانت صحافة المواطن حاضرة فى الصحافة القومية لتزيد من أواصر التواصل بين القيادة والشعب من خلال موضوعات وتحقيقات وملفات ومقالات تعبر عن الدولة المصرية.. وتقدم الأفكار والرؤى والمقترحات التى تصب فى خانة الوطن.

أعظم ما فى الصحافة القومية خلال الـ7 سنوات أنها تحلت بحكمة القيادة السياسية، فلم تكن صحافة متهورة أو مدفوعة أو مندفعة، بل كانت ومازالت صحافة رشيدة تمضى طبقاً لبوصلة الوطن وتخدم قضاياه وتجسد تحدياته، وتبرز إنجازاته وانتصاراته، شجاعة فى حربها ضد أعداء الوطن، تخندقت فى خندق المصريين دفاعاً عن حقهم فى البناء والبقاء.

كانت الصحافة القومية ومازالت هى المرآة الصادقة التى عكست ما وصل إليه الوطن من إنجازات غير مسبوقة، ولم تعمل الصحافة القومية على الإضرار بمصالح الوطن العليا ولم تسبق خطابه الرسمي، ولم تكن ضاغطاً على خططه وتصوراته ومفاوضاته، بل معبرة ومواكبة لخطواته، وتعامله مع كافة القضايا على الصعيدين الداخلى والخارجى.

الصحافة القومية هى «كنز الإعلام المصري ودرته»، وهى تدين للرئيس عبدالفتاح السيسى بالفضل والدعم مما جعلها تنفض عنها غبار العقود الماضية، وتنطلق بخطة إصلاحية مواكبة للتطور فى الإعلام العالمي، وتحدث حالة من التكامل بين الإعلام التقليدى والإعلام الجديد، لكن تظل «الصحافة القومية» هى رصيد الوطن فى التنوير وبناء الوعى، وستظل شامخة بإيمان ودعم الرئيس السيسى الذى لم يبخل عليها بالتشجيع والرؤى والدعم غير المحدود كونها إحدى القوى المصرية الناعمة التى أسست وقادت الصحافة العربية فى شتى البلدان الشقيقة، لذلك تشهد خلال الفترة المقبلة انطلاقة جديدة لتظل سنداً أو داعماً للوطن فى مواجهة كافة التحديات، ولسان حال المصريين الشرفاء، وتعبر عن أحلامهم وتطلعاتهم، وتنقل رسائلهم ورؤاهم إلى قيادتهم السياسية.

عراقة الصحافة القومية من عراقة وعظمة هذا الوطن.. ويحسب للصحافة القومية مواقفها التاريخية فى مؤازرة ومساندة الوطن والشعب فى أدق الفترات.

تحيا مصر

رئيس تحرير جريدة الجمهورية