الخميس 16 مايو 2024

سعد أردش.. موظف سكة حديد بدرجة عاشق للمسرح

سعد أردش

فن16-6-2021 | 01:05

محمد ابو زيد

فنان من طراز خاص ومختلف ، متعدد المواهب ما بين التمثيل والإخراج، يعد أحد أعمدة المسرح ومؤسسيه وقدم على خشبته العديد من الروائع المسرحية، الشاهدة على موهبته وإبداعه، وكان له الفضل  في اكتشاف المواهب الشابة التي أصبحت من رموز الفن، هو أحد رواد المسرح وشيخ المسرحيين الفنان القدير سعد أردش.

ولد سعد أردش في 16 يونيو 1924 في فارسكور بمحافظة دمياط، عشق التمثيل منذ طفولته، وما إن أتم تعليمه الإبتدائي والثانوي حتى عمل موظفا في مخازن السكك الحديدية، وهناك قدم عدة عروض مسرحية للهواة، سافر إلى القاهرة، ليلتحق بمعهد الفنون المسرحية، وبجانبه دراسته بالمعهد التحق بكلية الحقوق، وحصل علي الليسانس في منتصف الخمسينات، اتحيت له الفرصة للسفر إلي إيطاليا في بعثة ومن أكاديمية المسرح في روما حصل "أردش"على دبلوم التخصص في الإخراج.

بعد عودته إلي مصر ولإتقانه الإيطالية، قام بترجمة عدد من المسرحيات أبرزها "الحفلة التنكرية، بياتريس، انحراف في قصر العدالة، جريمة في جزيرة الماعز"، وبدأ في الإخراج للمسرح من خلال عدة عروض أولها "دائرة الطباشير القوقازية"، وبعدها توالت "السبنسة، لعبة النهاية، أنتيجون".

كانت السينما حاضرة في ذهنه وشارك ممثلا في عدة أفلام لعل أبرزها " الأسطى حسن" 1952 مع فريد شوقي، و"درب المهابيل" 1955، و"قنديل أم هاشم" 1958، وفي 1969 قدم "أردش" من إخراجه مسرحية "هاللو شلبي" واكتشف من خلالها أحمد زكي، ومحمد صبحي"، بعد تقديمهم في أدوار ثانوية، بينما جاءت انطلاقة مديحة كامل وسعيد صالح وثبتت أقدامهم بعد المسرحية،  وقام بإخراج عدة مسرحيات بارزة منها "الأرض، السبنسة، المسامير، الناس اللي تحت، مولد وصاحبه غايب".

توالت أعماله للسينما في عدة أفلام " لا تطفئ الشمس، ميرامار، موعد مع الرئيس، لعبة الإنتقام، الحجر الداير"، وتألق سعد أردش في التليفزيون وقدم عدة مسلسلات أبرزها "المال والبنون، البراري والحامول، في بيتنا رجل، جمهورية زفتى، أصل وخمس صور، الناس في كفر عسكر".

 وبرع في تجسيد أدوار الشر، وتجاوز رصيده تمثيليا لـ 100 عمل فني، وأخرج ما يقرب من 25 عرضًا مسرحيًا.

تولى "أردش" العديد من المناصب، منها أول رئيس لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح في 1986، وعمل أستاذا ورئيسا لقسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ورئيسا للبيت الفني للمسرح، رئيسًا لقطاع الفنون الشعبية والاستعراضية، مديرًا للمسرح القومي، وحصل على العديد من الجوائز والأوسمة  منها وسام العلوم والفنون 1967، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون 1990. 

تزوج من الفنانة التشكيلية الدكتورة نادية يوسف خفاجي، وأنجبا 3 أبناء "فريدة، محمد، هالة"، في أواخر أيامه عانى من المرض، ورحل عن عالمنا في 13 يونيو 2008 عن عمر ناهز 84 عاماً، وترك خلفه أعمالا شاهدة على فنه وإبداعه ما بين السينما والتليفزيون والمسرح.