قال الدكتور حسام الغايش، خبير أسواق المال ودراسات الجدوى الاقتصادية، إن المدن الذكية تؤسس نموذجا جديدا للحياة في مصر، يواكب أعلى مستويات التطور العالمي في هذا المجال بما يمثل قيمة مضافة نوعية للأجيال الحالية والمقبلة، حيث إن مصر تدخل بهذه المدن وعلى رأسها العاصمة الإدارية الجديدة عصر المدن العالمية "الجيل الرابع" وتنافس المدن الكبرى عالميا وعربيا بما تضمه من مناطق أعمال مركزية وخدمات ذكية مستدامة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن هذه المدن مخطط لها أن تستوعب أكثر من 30 مليون نسمة مما يعمل على مواجهة الزيادة السكانية المرتقبة وإنقاذ القاهرة الكبرى والمحافظات من كارثة حقيقية تهددها وتتمثل فى التكدس المرورى، فإن المدن الذكية تعد إحدى أهم نقاط القوة التي تؤدي إلى إحداث طفرة كبيرة في قطاعي الاتصالات والعقارات في مصر، وتسعى الحكومة بذلك لبناء جميع المدن الجديدة بنظام المدن الذكية من الجيل الرابع والذي يحقق التطور التكنولوجي في إطار التحول إلى المجتمع الرقمي الذي يسهل من الخدمات المقدمة للمواطن.
و أكمل قائلا: "لذلك فاإن أهمية المدن الذكية لا تكمن فقط في التطوير والابتكار والنقلة النوعية في نمط حياة المواطن بل بدونها ستظهر مشكلة جديدة وهي كيفية إدارة المدن التي يتزايد عدد سكانها، وتحتاج إلى كم هائل من الموارد والموظفين لإدارتها مما يمثل عنصرا هاما اقتصاديا ، حيث إن الهدف الرئيسى من المدن الجديدة ذات الخدمات الذكية هو تحسين جودة حياة المواطنين وتشجيع الاستثمار في القطاع العقاري حيث ستساهم هذه المدن في إنعاش السوق العقارية المصرية وتنشيط بيع العقارات للأجانب فيما يعرف بتصدير العقار مما يعنى توفير دخل بعملات اجنبية للاقتصاد المصرى".
و أشار إلى تقرير حديث للأمم المتحدة كشف أن 70% من سكان العالم سيقطنون في المناطق الحضرية بحلول عام 2050، وهناك توقعات كبيرة بأن تستحوذ دول الشرق الاوسط على أحد أعلى معدلات التجمع السكاني في المناطق الحضرية على مستوى العالم بنسبة تزيد عن 80%، وتسليط الضوء على المنافع وأهم ركائز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المدن الذكية، وأبراز أهمية الابتكار في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وأوضح أن التطورات التكنولوجية الجديدة ساهمت في مساعدة الحكومات على تحقيق حلم المدن الذكية إذ ساعدت تطورات إنترنت الأشياء القائم على ربط الأجهزة وتبادل البيانات وتدشين أنظمة تحكم مركزية في توفير استهلاك الطاقة وتحسين منظومة إدارة المرور وبالتالى خفض استهلاك الوقود مما يمثل عنصرا هاما اقتصاديا للعديد من الدول، هذا بالإضافة إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تقوم بتحليل قاعدة كبيرة من البيانات لإثراء عملية صنع القرار ويتم الاعتماد عليها بالفعل في مجالات عديدة منها البيئة والزراعة والمؤسسات المالية والمنشآت الصحية والتعليمية مما يمثل طفرة اقتصادية كبيرة لعدة مجالات متشابكة داخل الاقتصاد المصرى.
و أشار إلى أن هناك نماذج عديدة يمكن أن تسهم من خلالها المدن الذكية في تحسين جودة الحياة أبرزها الشبكات الذكية التي تستخدم تكنولوجيا الاتصالات في إدارة شبكات الكهرباء إذ توفر معلومات عن نمط استهلاك الطاقة وتوفير عدادات ذكية تساعد في تحسين استخدام الطاقة، كما أن هذه التطبيقات الحديثة تساعد على توفير بيانات عن مناطق الاختناقات المرورية بهدف تفاديها وتحسين حركة السيولة المرورية واستخدام أجهزة لقياس نسب التلوث والتحكم فيه مما يقلل من تكلفة التخلص من هذا التلوث.