في الوقت الذي تتابع فيه وسائل الإعلام واقعة تحرش سمسار عقارات بطفل في القطار، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي واقعة تحرش جديدة في مطار القاهرة، لتكون بذلك الواقعة الثالثة التي تجذب اهتمام الرأي العام في مصر خلال 3 شهور بعد واقعة مارس الماضي المعروفة بـ"طفلة المعادي".

 المثير للانتباه أن القاسم المشترك بين الوقائع الثلاث، هو التحرش بالأطفال، و لكن الواقعة الأخيرة كانت مختلفة، حيث كان التحرش من خلال التصوير لفتاة.

في التقرير التالي نرصد تفاصيل هذه الوقائع الثلاث، خلال الأشهر الماضية  ونعرض لوسائل حماية الأطفال من التحرش من قبل الخبراء .

واقعة التحرش بالتصوير

 رصدت أول أمس وحدة الرصد والتحليل، بإدارة البيان، بمكتب النائب العام،  تداول فيديو نشرته فتاة على مواقع التواصل الاجتماعي، عبرت فيه عن تضررها من شخص صورها علي نحو نال من حرمتها.

 ثم تلقت النيابة العامة في صباح اليوم التالي بلاغا من الفتاة ضد موظف بميناء القاهرة الجوي، لتصويرها أثناء إنهائها إجراءات وصولها بمطار القاهرة الجوي، فسألتها «النيابة العامة»، وشهدت بأنها فور تبينها فعل المتهم، أبلغت ذويها الذين كانوا معها، فواجهوا المتهم بفعله، وأبلغوا السلطات الأمنية بالواقعة، وأضافت أنها باطلاعها على هاتف المتهم آنذاك؛ رأت صورتيْنِ لها صوَّرهما المتهم، وصورًا لأخريات صُوِّرت بذات الطريقة، وقد شهد ذويها بمضمون شهادتها في التحقيقات.

وضُبِط المتهم متلبسًا بجريمته فاستجوبته «النيابة العامة» فيما هو منسوبٌ إليه من تعرضه للمجني عليها في مكان عام، بالتقاط صورتين لها بهاتفه المحمول دون رضائها، تظهر فيهما مواضع من جسدها بقصد الحصول على منفعة ذات طبيعة جنسية، فأنكر، وكانت «النيابة العامة» قد اطلعت على محتوى هاتف المتهم فشاهدت صورتي المجني عليها على نحو ما شهدت به في التحقيقات، وصورًا لأخريات ملتقطة بذات الطريقة فواجهته بها فأقرَّ بالتقاطه صورَ المجني عليها دون قصد إظهارها على نحو ما أُخذت، وادَّعى عدم علمه بكيفية وجود باقي الصور بهاتفه هذا.

واقعة طفل القطار

قبل واقة الفتاة بيومين تداولت مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو لواقعة تحرش سمسار العقارات، بطفل في عربة القطار المتجه من الجيزة إلي أسوان، مستغلا نوم الركاب، وتم القبض علي الجاني من خلال التعرف على هويته بمساعدة الفيديو، واعترف المتهم أمام النيابة .

واقعة طفلة المعادي

 وقائع التحرش المتتابعة، أعادت إلى الأذهان واقعة التحرش، التي هزت أركان المجتمع المصري، في منتصف مارس الماضي، المعروفة بقضية التحرش بطفلة المعادي، التي تبلغ من العمر7 سنوات، حيث كانت تبيع مناديل في الشارع، فاستدراجها رجل في عقد الأربعينات إلى إحدى العمارات، وبفضل كاميرات المراقبة لمعمل تحليل في مدخل العمارة كشفت هوية المتحرش، وتم القبض عليه واعترف المتهم أمام النيابة.

الدكتور ماجد أرنست، استشاري أول الطب النفسي، قال في تصريحات لـ"دار الهلال" إن التحرش بصفة عامة له صور مختلفة، والتصوير عموما من غير إذن ممنوع قانونا، فما بالك لو كان تصوير شخص بدون إذنه.

وأضاف، التحرش ينتج عن انحرافات سلوكية، فالشخص المتحرش هو شخص منحرف سلوكيا، ليس لدية قيم أو أخلاق، وتجده منحرفا في كل سلوكياته، فهو ذات الشخص الذي يتصرف تصرفات غير لائقة طوال الوقت، سواء لفظيا أو سلوكيا، هذا بجانب بعض المتحرشين المرضي غير المتزنين عقليا، وهم في الغالب يعانون من هوس أو فصام ، فكثيرا من المرضي تم إيداعهم في مستشفى الأمراض العقلية بسبب قضايا التحرش .

وقدم أرنست مجموعة من النصائح للأمهات والمدرسين في المدارس؛ من أجل توعية أبنائهم منها:

من واجب الأهل والمدرسين في المدرسة، توعية الأطفال بالتربية الجنسية الصحيحة، بداية من عمر 3 سنوات، تعليمهم التفريق بين اللمس البريء وغير المستحب، وتعريفهم بأماكن الجسد الحساسة، والتي لا ينبغي لأحد لمسها.

تعليم الأطفال وسائل الدفاع عن النفس، من خلال الصراخ، أو الهروب من الشخص، وغيرها من الوسائل. .

من سن 6 سنوات، من الضروري تعليم الأطفال خصوصية الجسد، وعدم تقبيل أحد، وعدم السماح لأحد بتقبيلهم سواء كان من الأقارب أو الغرباء .

حرص الأم أو الأهل على عدم ترك أطفالهم، طفلة كانت أو طفل، مع أحد سواء قريب أو غريب، فلا تتركي أبنائك مع الخادمة.