يلجأ المواطنون في فصل الصيف إلى شراء المراوح والتكييفات لتخفف عنهم عناء الصيف وحرارته الشديدة، وخصوصًا أصحاب المحال والمكاتب والشركات، حيث تعتبر المبردات والمرواح من الأدوات المنزلية الهامة والأساسية لدى المصريين لتقليل حدة الحرارة التي تسود البلاد هذا العام.
وفي هذا السياق؛ قامت "الهلال اليوم" بجولة ميدانية بأسواق المراوح والتكييفات للتعرف على الأسعار بعد زيادة القيمة الدولارية، ومدى إقبال المواطنين عليها.
خسائر المحلات
وبداخل إحدى المحال بشارع عبد العزيز يجلس "أشرف خليل" صاحب محال أدوات منزلية، محاطاً بعدد من التكيفات والمراوح استعدادًا لبيعها في موسم الصيف، والذي حدثنا قائلًا: "الأسعار بقت نار من ساعة تعويم الجنيه والسوق ضايع مفيش زباين الأسعار الغالية بطفش الزبون والحال بقى واقف خالص وبترحم على أيام زمان"، لافتاً إلى أنه يقوم بدفع إيجار شهري للمحال يصل إلى 1400 جنيه، علاوةً على مرتبات العمال داخل المحل التي تصل يوميتهم إلى 70 جنيه، ولا يتجاوز مكسبه في اليوم الواحد الـ 700 جنيه، مما يزيد من عبء خسارته بشكل يومي مواجها شبح الإفلاس.
أسعار المرواح
ويوضح صاحب المحال، أن أسعار مراوح الفيرش تترواح بين 550 إلى 600 جنيه بعد أن كانت بـ350 جنيه العام الماضي، وتصل المروحة الأباجورة إلى 900 جنيه بعد أن كانت 500 جنيه، بينما يصل سعر المروحة البوكس توشيبا إلى 350 جنيه بعد أن كانت 120 جنيه، فيما يصل سعر المروحة 30 بوصة ذات الحجم الكبير التي يتم وضعها داخل المحال والمقاهي إلى 1500 جنيه بعد أن كانت 750 جنيه فى زيادة الضعف عن السنوات السابقة، مشيرًا إلى أن الأسعار ستواجه موجة غلاء الفترة القادمة بسبب موسم فصل الصيف واستيراد المرواح بأسعارها الجديدة بعد ارتفاع سعر الدولار، حيث تختلف الأسعار من يوم لآخر على حسب العملة الأجنبية.
معاناة أصحاب محال التكييفات
وعلى بعد عدة أمتار من محال "أشرف"، يقف "أيمن محمود" صاحب محال تكيفات وأدوات منزلية، أمام محاله آملًا في استقطاب زبائن لشراء أحد التكييفات دون اكتراث لحرارة الشمس المنهكة لسد حاجته وأقساط بضاعته التي هجرها الزبائن منذ شهور، والذي حدثنا قائلًا: "البضاعة مركونة مش لقيه الزبون اللي يشتريها والواحد تعب وبقى يشحت الزبون بعد مكان الشارع متعرفش تقف فيه بقى ميت ومفهوش روح والخساير بقت بالآلاف والملايين لصحاب المحلات اللي حالتهم بقت كرب"، موضحاً أن أسعار التكيفات تعتمد على العملة الصعبة لأنها يتم استيراد خامتها من الخارج علاوةً على الجمارك، مما جعل أسعارها تصل إلى ثلاث أضعاف ما كانت عليه في السابق، وهذا الأمر جعل أصحاب الشركات والموطنين يعزفون من شرائها لارتفاع الأسعار.
نار أسعار التكييف
ويضيف "أيمن" أن سعر التكييف الذي يعمل بالماء يبدأ سعره من 1700 جنيه حتى 3000 جنيه، بعد أن كان 1200 جنيه، فيما يصل سعر التكييف الواحد ونصف حصان إلى 7200 جنيه، ويصل سعر التكييف شارب 3 حصان إلى 11 ألف جنيه، و إل جي يصل سعره إلى 12 أبف جنيه في زيادة الضعف عن العام الماضي، لافتاً إلى أن ما يشهده سوق التكييفات من الغلاء لم يحدث من قبل وأن الوضع يزداد صعوبه بسبب تراكم الديون والأقساط لدى التجار والمستوردين ما قد يوصل أصحاب المحال إلى الحبس في حال عدم سداد مديوناتهم.
عاجز عن الشراء
وأمام إحدى المحال يقف "علي بيومي" موظف على المعاش في حيرة وإحباط من غلاء الأسعار التي لم يكن يتوقع أنها ستزداد بهذا الشكل الرهيب بحد وصفه، مشيراً إلى أن المبلغ الذي كان يدخره لن يكفي حتى لشراء مروحة صغيرة لتخفيف عناء حر الصيف مما يضطره إلى إصلاح أحد المراوح القديمة أو شرائها مستعملة لعجزة عن إيفاء ثمن المروحة الجديدة.
الأسعار فوق الجميع
وتابع حديثه قائلًا: "كده هروح البيت بإيد ورا وإيد قدام وكنت عاوز افرح العيال بمروحة جديدة بس للأسف الفلوس مش هتكفي حتى لو دفعت اللي في جيبى وروحت مشي عشان خاطر ابسط العيال"، مؤكدًا على غلاء أسعار المرواح التي لم تعد في متناول محدودي الدخل أو الطبقات الوسطى لتفادي حرارة الصيف لهذا العام.