"نحن نرحب بهم فى مصر، وهم يعيشون بيننا فى أمان، ويعملون مثلهم مثل المصريين" بهذه العبارة التى وردت فى إحدى كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسى فى التعبير عن سياسة مصر فى تعاملها مع اللاجئين الذين يعيشون على أرضها وبين أهلها، والبالغ عددهم طبقا لإحصاءات مكتب مفوضية شئون اللاجئين فى مصر، أكثر من 254 ألف شخص من 56 دولة مختلفة، غالبيتهم من سوريا تليها السودان وجنوب السودان وإريتريا وإثيوبيا واليمن والصومال.
مناسبة هذا المقال هو الاحتفال باليوم العالمى للاجئين الذى يصادف 20 يونيو من كل عام، والذى يتزامن هذا العام مع مرور 60 عاما على اتفاقية عام 1951 المتعلقة بوضع اللاجئين، إذ يستذكر الجميع الجهود المصرية المتميزة فى كيفية دعمها للاجئين فى ضوء سياستها الرافضة لانشاء معسكرات أو مراكز احتجاز للاجئين أو طالبى اللجوء كما هو موجود فى دول أخرى، وإنما يتم دمجهم فى المجتمع، من خلال سياسة الاستمرار فى تقديم كافة الخدمات الأساسية التى يتمتع بها المصريون إلى جميع اللاجئين المقيمين على ارضها، فعلى سبيل المثال فى مجال الصحة، نصت اللائحة التنفيذية لقانون رقم 2 لسنة 2018 الخاص بالتأمين الصحى الشامل على شمول الأجانب المقيمين فى مصر واللاجئين بمنظومة التأمين الصحى الشامل، وتطبيقا لذلك تم توسيع نطاق العديد من الحملات الصحية لتشمل اللاجئين وطالبى اللجوء، منها "100 مليون صحة" لاكتشاف وعلاج “فيروس سي” التهاب الكبد الوبائي، وحملة مكافحة شلل الأطفال، وحملة الكشف عن السمنة والتقزم بين طلاب المدارس الابتدائية. وفى مجال التعليم كان لجميع الأطفال من الدول العربية الذين يتجاوز عددهم 65 ألف طالب، الحق فى الحصول على الخدمات التعليمية والالتحاق بالمدارس الحكومية دون تفرقة بينهم وبين المواطنين المصريين.
ولا يقتصر الجهد المصرى فى دعم اللاجئين على الداخل فحسب، بل يمتد إلى المستوى الاقليمى سواء على المستوى الافريقى حيث اطلقت المنتدى العالمى الأول للاجئين ومنتدى أسوان الدولى للسلام والتنمية أو على المستوى العربى، حيث دعمت الجهود المبذولة فى إطار جامعة الدول العربية لدعم اللاجئين، من خلال ثلاث استراتيجيات، الأولى الاستراتيجية العربية لحماية الأطفال اللاجئين فى سياق اللجوء فى المنطقة العربية والتى تم إطلاقها فى 2019. والثانية الاستراتيجية العربية للحماية من العنف الجنسى فى سياق اللجوء والنزوح، وثالثها الاستراتيجية العربية للوصول إلى خدمات الصحة العامة فى سياقى اللجوء والنزوح فى المنطقة العربية.
خلاصة القول إن مصر كما خلصت العديد من التقارير أصبحت نموذجا دوليا ناجحا فى دعم اللاجئين ومواجهة الهجرة غير الشرعية، الامر الذى يقدم تجربتها الفريدة إلى جوارها الاقليمى فى كيفية النظر إلى ملف اللاجئين الذى اعتبره الرئيس عبد الفتاح السيسى ملفا مهما يستوجب من الجميع العمل على توفير القدر المناسب من الامن والاستقرار للاجئ الذى يخرج من بلاده يبحث عن الامن والأمل.