الرئيس عبدالفتاح السيسى راهن على الشعب المصرى وربح الرهان.. لأنه يدرك تماماً قدرة هذا الشعب على تحقيق المعجزات.. وتحويل الانكسارات إلى انتصارات.. فهو دائماً يفاخر بالمصريين فى كافة المحافل الدولية بأنهم وراء ما تحقق فى مصر من نجاحات وإنجازات خلال الـ7 سنوات.. من يقرأ التاريخ.. يدرك تماماً.. حقيقة رهان الرئيس الرابح.
المصريون لا يعرفون اليأس ولا الإحباط ولا الهزيمة.. على مدار العصور المختلفة سطروا تاريخاً حافلاً من التحدي، وتجلت قدرتهم وعبقريتهم فى مواجهة المواقف الصعبة.. يصنعون الفارق.. يحولون الانكسارات إلى أعظم انتصارات.. فمصر أمة لا تعرف إلا الخلود والمعجزات.. فى التاريخ المصرى الحديث مواقف ومعارك، تجسد معدن الشعب المصرى العظيم.. كان اليأس يخيم على كل شيء.. الإحباط يسكن الجدران.. ولكن من وسط الظلام يخرج النور الساطع.. وفى نهاية النفق دائماً يكون الضوء الذى ينير طريق المصريين إلى المجد وصناعة التاريخ.
فى كتب التاريخ تعلمنا أن جينات المصريين تقول إنهم شعب من نوع فريد.. لا تقهره الصعاب.. رغم طيبته وسماحته.. وكرمه وأخلاقه وصبره، إلا أنه غير قابل للكسر، مهما كانت التحديات.. قرأت عقب 1967 وما حدث خلالها من نكسة وانكسار.. وكأن التاريخ توقف.. أن بعض النُخب ساعتها كانوا يقولون دائماً.. ربنا يعوض علينا فى مصر.. ضاعت سيناء بلا عودة.. فقد كان المشهد ساعتها يبدو لغير المؤمنين بعظمة هذا الوطن أن كل شيء انتهي.. وأن مصر لن تقوم لها قائمة.. وأن سيناء لن تعود.. وكان هؤلاء يطلقون العنان للسخرية والاستهزاء، وإطلاق النكات ذماً وقدحاً فى الدولة المصرية.. واستخفافاً بقدراتها.
المؤمنون بهذا الوطن.. ممَّن تجرى فى دمائهم جينات الإرادة والصلابة، والشرف والتحدي.. لم يقفوا عند هذه التخاريف.. بل مضوا فى صمت يعملون ويقاتلون ويكافحون ويسابقون ويصلون الليل بالنهار.. لاستعادة كرامة ومجد مصر وشعبها.. وتحويل الانكسار إلى أعظم انتصار.
فى 6 سنوات نجح المصريون فى أن يقلبوا الطاولة فى وجه الجميع.. انطلق المارد وأعلن عن نفسه.. وأعلن فجأة ودون مقدمات أن المصرى حى لا يموت، ربما يمرض.. لكن سرعان ما يسترد عافيته وقوته.. جاء خبر إعلان العبور إلى الضفة الشرقية فى الثانية من ظهر يوم 6 أكتوبر 1973 مفاجأة مدوية زلزلت العالم.. لقد فعلها المصريون.. اقتحموا خط «بارليف» وأسقطوه.. ووصلوا إلى أرضنا التى كانت محتلة.. ودمروا النقاط الحصينة.. وسطروا بطولات وانتصارات، ولقنوا عدوهم درساً موجعاً فى فنون الحروب والقتال بعد أن استردوا ثقتهم، ورفعوا العلم عالياً.. وانطلقوا بإيمان وعزم لا يلين.. فأبهروا العالم، وسطروا أعظم انتصار فى التاريخ الحديث.. وسجلوا أول انتصار عربى ساحق على عدوهم الإسرائيلي، وأجبروه على الخضوع.. وأسقطوا أقنعة الغرور والصلف.. والجيش الذى لا يقهر.. أسقطوا نظريات.. وبنوا نظريات جديدة.. وأجبروا أعظم معاهد العلوم العسكرية واكاديمياتها أن تغير مناهجها.
لم يكن المصريون هم الأقوى أو الأفضل تسليحاً وعتاداً.. لكنهم كانوا الأقوى فى الإرادة والإصرار والرغبة فى الثأر والرد على كل المشككين والمرجفين وأصحاب النفوس الضعيفة، والذين فقدوا الثقة فى قدرة الوطن عندما توقف التاريخ.. فكانت العبرة.. وجاء الدرس للجميع أن مصر مهما حدث.. ومهما تعرضت لنكبات أو نكسة.. قادرة على استرداد قوتها.. وهو ما حدث بالفعل.
وفى يناير 2011.. فى ظل أخطر مؤامرة على مصر.. وبعد أن تمكن منها المتآمرون والأعداء والعملاء والإرهابيون والممولون، وكافة قوى الشر.. ظن الجميع أن مصر ضاعت ولن تقوم لها قائمة.. وذهبت إلى المجهول.. وسقطت دون عودة فى مستنقع الانفلات والفوضي، تمهيداً للتقسيم والابتلاع والضياع.. ومع وصول الإخوان المجرمين إلى الحكم فى غفلة من الزمن.. زاد يقين واعتقاد أصحاب النفوس الضعيفة من غير المؤمنين بالوطن.. والمرجفين والمحبطين أن مصر ضاعت.. وأصبحت فريسة فى أيدى الطامعين والموهومين.. ورهينة لدى خزعبلات استعادة أمجاد السلطان.. وإمبراطوريات الضلال.. لكن المصريين كان لهم رأى آخر.. ففى 30 يونيو 2013.. كان هذا الشعب على موعد مع تاريخ جديد من المجد انتفض المارد المصري.. ليعلن للعالم أن لمصر شعباً لا يُقهر.. ولا يُكسَّر.. قالوا كلمتهم.. لا لحكم الإخوان الخونة والمتآمرين.. لا لحكم المرشد.. ومع إطلاق التنظيم الإرهابى العنان للتهديدات والوعيد بالانتقام والسحل والقتل والتنكيل والأسر.. نادى المصريون على جيشهم المصرى العظيم.. طالبين حماية إرادته.. وتنفيذ مطالبه.. والاحتماء به.. وعلى الفور لبى جيش الشعب النداء.. وخرج يدافع عن شعبه ووطنه.. ويفتدى أهله.. فهو ملك المصريين.. ومن نسيجهم الوطني.. لم يتأخر.. بل وقف فى صدارة الصفوف بأبطاله ورجاله لتنفيذ إرادة الشعب.. لم يُدر القائد العظيم عبدالفتاح السيسى ظهره لشعبه.. بل تجاوز حسابات البشر.. فهو المقاتل الشريف الذى لا يعرف سوى مصلحة الوطن والشعب والذى أقسم على الفداء والتضحية، لم يعبأ بتهديدات الأندال والأشرار، بل كان ومازال قائداً جسوراً شريفاً.. فكان للمصريين ماأرادوا.
ثورة 30 يونيو العظيمة التى نحتفل بذكراها الثامنة بعد أيام قليلة.. كانت معجزة بكل المقاييس، قلبت حسابات الأعداء والمتآمرين رأساً على عقب، ودفعت الطاولة فى وجوه الخونة.. وأبطلت المؤامرات وعطلت المخططات.. ومنعت تقسيم العرب وأرضهم وأوطانهم، فقد اعتبر أعداء الأمة أن الدول العربية أصبحت فريسة بعد وصول الإخوان المجرمين إلى حكم مصر.. لكنهم لم يقرأوا التاريخ.. ولم يستوعبوا بطولات وأمجاد هذا الشعب.
ثورة 30 يونيو العظيمة فى 2013 معجزة هذا العصر .. هى القاعدة التى انطلقت منها تجربة الـ7 سنوات لبناء مصر الحديثة.. هى التى صنعت الأمن والاستقرار والوجود لأمة العرب.. فهذه الثورة المجيدة التى فجرها المصريون وحماها جيشهم العظيم صاحب الفضل على الجميع، خلصتهم من مصير مظلم ومستقبل مجهول.. فالقاعدة التى يحفظها كل عربى شريف.. أن سقوط مصر هو سقوط لكل العرب.. وأن قوة مصر.. هى قوة لكل العرب، فالنتائج الاستراتيجية لثورة 30 يونيو لا تعد ولا تحصي.. وعلينا أن نتوقف أمامها كثيراً سواء على مستوى الداخل المصرى ومستقبل الدولة الوطنية فى مصر.. وأيضاً على المستويين الإقليمى والعربي.. فهى الثورة التى اعتادت صياغة الجغرافيا فى المنطقة من جديد.. وهى من أربكت مخططات ومؤامرات قوى الشر والاستعمار القديم وأفشلت كل ألاعيب أجهزة المخابرات الدولية التى وضعت مصر فى مقدمة أهدافها الشيطانية.
إن انتصار المصريين فى 30 يونيو 2013 لا يقل أهمية عن انتصارهم فى أكتوبر 1973.. فإذا كانت مهمة قواتنا المسلحة فى 1973 استعادة الأرض والكرامة.. فى استعادة سيناء.. فقد كانت أهداف ثورة 30 يونيو فى 2013 هى استعادة الدولة المصرية المختطفة.. والذاهبة إلى المصير المجهول.. بل واستعادة الأمة.. لقد تنفس العرب الصعداء بعد نجاح ثورة المصريين فى 30 يونيو.. فكانوا قبلها الأقرب إلى الفريسة التى تنتظر الالتهام.
بعد يناير 2011 وما جرى وحدث من اقتحام للحدود.. ثم العمليات الإرهابية فى سيناء.. وسقوط الشهداء والمصابين.. والتفجيرات.. ظن أصحاب النفوس الضعيفة وغير المؤمنين بالوطن.. ومعدن هذا الشعب أن سيناء ضاعت.. فى ظل الأجواء المظلمة التى كانت تخيم على سيناء.. لم يكلف هؤلاء أنفسهم قراءة التاريخ.. كان لسان حالهم.. ربنا يعوض علينا فى سيناء.. ضاعت إلى الأبد.. هؤلاء لا يعرفون الجيش المصرى العظيم.. ولا قادته ولا أبطاله ولا رجاله.. فانتصر خير الأجناد ومعهم أبطال الشرطة المصرية على أخطر هجمة إرهابية استهدفت سيناء.. وعزلها عن الجسد المصري، وأعاد الأبطال الأمن والاستقرار إلى أرض الفيروز، فى ظل أكبر ملحمة للبناء والتعمير شهدتها هذه الأرض الطيبة وصلت تكلفتها إلى 650 مليار جنيه.. ليؤكد المصريون أنهم دائماً على الموعد، لتحويل الانكسارات إلى أعظم انتصارات.
قبل أن يتولى الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية الوطنية فى رئاسة مصر.. ومع بدء المهمة الوطنية فى إنقاذ الوطن ووضعه فى المكان والمكانة اللائقة.. اعتقد ضعاف النفوس وغير المؤمنين بالوطن أن مصر لن تقوم لها قائمة فى ظل الأوضاع الأمنية التى تسودها الفوضى والانفلات، وضياع هيبة الدولة وقوة القانون وتراجع المؤسسات.. وأيضاً فى ظل أوضاع وأرقام اقتصادية تنذر بكارثة خطيرة.. بعض الخبراء قالوا إن مصر كانت على وشك الإفلاس والسقوط الاقتصادي.. اعتقد المرجفون من النُخب أنه لافائدة.. لا محالة من حدوث الكارثة.. ومع بدء ملحمة البناء والتنمية انطلقت حملات التشكيك والإحباط ونشر اليأس.. لكن القائد العظيم الذى يؤمن بقدرة شعبه على صنع المستحيل.. عرض أمامهم الموقف والأوضاع، والأحوال المصرية بكل صدق وشفافية.. وقال: إن الأمل موجود بشرط أن نعمل ونصبر ونضحي.. لقد صنع السيسى وشعبه معجزة جديدة. ومجداً يضاف إلى الأمجاد المصرية.. ليجسد صلابة هذا الشعب.. وأيضاً قدرته على التحدى وصنع المعجزات.. نجح الإصلاح الاقتصادي.. وشيدت القلاع والمشروعات القومية العملاقة التى تجاوزت الـ30 ألف مشروع قومي، وشهدت مصر أكبر عملية بناء وعمران وإصلاح.. ليتأكد للجميع أن مصر نجحت فى بناء الدولة الحديثة.. ورغم كل ذلك مازال رئيسها يعتبر كل هذه النجاحات والإنجازات والمعجزة التى تحققت خطوة من ألف خطوة.. فإن أمامنا الكثير.. وليعلن أن مصر على مشارف الجمهورية الجديدة.. المعجزة ليست بالكلام والشعارات، ولكن بالأرقام والمؤشرات.. وبما كان وبما أصبحنا عليه الآن.. بأحوالنا وأوضاعنا وظروفنا قبل الرئيس السيسي.. وإنجازاتنا ونجاحاتنا بعد الرئيس السيسي.. فهذا الأمن والأمان والاستقرار والنجاح والثقل والمكانة والدور والأرقام تقول كل شيء.. وتخرق عيون الحاقدين والكارهين.
الرئيس السيسى أكثر رؤساء مصر إيماناً بقدرات هذا الشعب العظيم، راهن عليه لأنه قارئ جيد للتاريخ ويدرك المعدن الحقيقى للمصريين فنجح معهم وبهم فى أن يحول الانكسار إلى معجزة وأكبر انتصار.. فهو دائماً ما يشيد بدورهم فيما حققته مصر من نجاح ولولا عملهم وصبرهم ما نجحت مصر فى بناء الدولة الحديثة.
الرئيس السيسى الذى يشيد ويفاخر بشعبه، يستحق أيضاً منا جميعاً أن نضعه فى قلوبنا.. وأن نلتف دائماً خلفه لأنه قائد شريف يحمل لمصر كل الخير والطموح.
تحيا مصر