الأربعاء 22 مايو 2024

الأزهر يدخل خط مواجهة الزيادة السكانية بمبادرة «تنظيم الأسرة.. حماية ورعاية».. ودعاة: «أمر مشروع»

مجمع البحوث الإسلامية

تحقيقات24-6-2021 | 17:37

إيمان مجدي

الأزهر المنارة التي تنشر العلوم المختلفة في كافة ربوع العالم العربي والإسلامي، وهو الجهة التي يؤخذ منها الأحكام الشرعية لوجود أهل الذكر به وتبعا لقول الله تعالى: « فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُون»، وإيمانه منه بأهمية تنظيم الأسرة باعتبار مشكلة الزيادة السكانية واحدة من أكبر التحديات التي تؤرق الدولة المصرية، أطلق مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف حملة توعوية شاملة بعنوان «تنظيم الأسرة .. حماية ورعاية» في إطار توجيهات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر  بالتوعية المجتمعية الشاملة بالقضايا التي تشغل بال المجتمع، وبمشاركة وعاظ وواعظات الأزهر من جميع محافظات الجمهورية.   

تنظيم النسل أمر مشروع

من جانبه، قال الدكتور محمد عز الدين، وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة، إن إطلاق مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف حملة توعوية شاملة بعنوان «تنظيم الأسرة.. حماية ورعاية»، في إطار توجيهات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، دليل على دور الذي الأزهر الذي لا ينضب في خدمة المجتمع وتوعيته بالقضايا المجتمعية، لافتا إلى أن الأزهر هو المنارة التي تنشر العلوم المختلفة في كافة ربوع العالم العربي والإسلامي، هو الجهة التي يؤخذ منها الأحكام الشرعية لوجود أهل الذكر به وتبعا لقول الله تعالى: «فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ»، مؤكدا أن تنظيم النسل في الإسلام أمر مشروع.

وأضاف وكيل وزارة الأوقاف، في تصريح خاص لـ«دار الهلال»، أن مسألة تنظيم النسل لا تقاس بقدرات الأفراد فقط بل أيضا بما تمتلكه الدولة من قدرات في توفير وتقديم الخدمات الأساسية من صحة وتعليم ومسكن وغيرها من الخدمات الأخرى، لافتا أن الطفل من حقه رعاية كاملة غير منقوصة، لذلك لابد من تنظيم النسل حتي تتحقق المطالب الأساسية، أن الدولة المصرية تواجه مشكلة كبري بسبب أزمة الزيادة السكانية التي تشهدها كل عام، مشددا علي الضرورة الاستجابة مع حملة البحوث الإسلامية التي تقتضي بضرورة تنظيم النسل باعتباره قضية من القضايا التي تشغل بال المجتمع.

 الإسلام دين النظام

في ذات السياق، أشاد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق، عضو لجنة الفتوى الرئيسية بالأزهر، بحملة «تنظيم الأسرة.. حماية ورعاية» التي أطلقها مجمع البحوث الإسلامية في إطار توجيهات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر بالتوعية بضرورة تنظيم النسل، مؤكدا أنه من خلال اتباع النظم الشرعية سنجد أن النسل منظم تلقائيا و من الوضع الطبيعي أن تلد الزوجة طفل كل خمس سنوات، لافتا أن الشرع  والعقل يقرران ضرورة الأخذ بالأسباب، والنظر بعين الاعتبار إلى قدرات الإنسان المادية والنفسية  قبل الشروع في إنجاب أطفال كثيرين قد يعجز عن إيجاد الخدمات الأساسية التي تكفل له الوفاء باحتياجات هؤلاء الأطفال، وبذلك يكون قد ظلم نفسه وظلم أطفاله وظلم المجتمع الذي يعيش فيه.

وأكد وكيل الأزهر الأسبق، في تصريح خاص لـ«دار الهلال» أن الإسلام دين النظام، وتنظيم الأسرة يتطلب موائمة بين  ما يمتلكه الإنسان من قدرات وما تتطلبه احتياجات أسرته، فضلا عن موارد الدولة التي تتحمل مسئولية رعاية وحماية أفرادها، لافتا أنه إذا كانت كثرة الإنجاب تسبب خللًا في ميزان حياة المجتمع نتيجة لزيادة الإنفاق عن الموارد، فإن تنظيم الإنجاب يكون أمرًا حتميًا حتى تستطيع الدولة أن توفر للمواطنين حياة كريمة، قائلا: «تنظيم النسل لا يكون اعتراضًا أو تدخلًا في قدر الله تعالى؛ لأنه من باب الأخذ بالأسباب»، مؤكدًا على أن الإنجاب حق وواجب في ذات الوقت؛ فهو حق للزوجين، وواجب على المستوى العام والكلي لأنه مطلب وجودي لاستمرار بقاء الإنسان الذي لا يبقى إلا عن طريق التناسل المنضبط، ولكن إذا كثر الإنجاب وسبب مشكلات وتحديات تؤرق الدولة وجب تنظيمه.