الثلاثاء 14 مايو 2024

التنمر على فتاة الفستان.. السوشيال ميديا البطل وانتهاك الخصوصية كلمة السر (القصة كاملة)

حبيبة طارق

سيدتي26-6-2021 | 19:48

سعيدة حسن

لعبت السوشيال ميديا دور البطولة في إبراز وتصعيد واقعة التنمر المعروفة إعلاميا بـ"فتاة الفستان"، حتى أصبحت الطالبة حبيبة طارق، حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما دفع رئيس جامعة طنطا، إلى فتح التحقيق بالواقعة، فور تقديم الطالبة لشكوى رسمية، غدا الأحد.

 

وفور مشاهدة الدكتور محمود زكي، رئيس جامعة طنطا، للبوستات الخاصة بالطالبة حبيبة طارق، أجرى اتصالا مع عميد الكلية، الذي بدوره أكد أن الطالبة لم تتقدم بشكوى رسمية، وكان التوجيه من رئيس الجامعة بأنه حال تقديمها شكوى رسمية، يتم التحرك على الفور.

الحكاية كاملة

القصة في واقعة التنمر على فتاة الفستان، بدأت بتعرضها لهجوم من قبل مراقبي الامتحانات، بسبب ارتدائها فستان، خلال أداء امتحان بكلية الآداب، في جامعة طنطا، فبعدما أن انتهت حبيبة من الامتحان، وخرجت لاستلام بطاقتها، وعندما رأى المراقب صورتها في البطاقة بالحجاب، ووجدها مرتدية الفستان، سألها: "إنتي مسلمة أم مسيحية؟" فتعجبت من السؤال، فنظر لها المراقب نظرة غريبة، وقال: "خلاص خلاص".

الأمر لم يتوقف عند التنمر من جانب المراقب ، بل امتد إلى اثنتين من المراقبات، واحدة جذبت الثانية إليها لكي تقول لها: "تعالى شوفي لابسة إيه؟!"، فردت الأخرى: "دي من الإسكندرية، وهما  الإسكندرانية كده"، ثم قالت لحبيبة: "وإنتي ماشية الهواء هيطير الفستان وهيترفع، ربنا يهديكي وترجعي لحجابك، ودي فترة يا بنتي وهتعدي"، وبعد ما عادت حبيبة طارق إلى المنزل حتى نشرت البوست الذي أشعل الموقف. 

السوشيال ميديا البطل

ومنذ  أن نشرت حبيبة طارق، تفاصيل واقعة التنمر على صفحتها بفيسبوك، وجميع المواقع على السوشيال ميديا تتناقلها، حتى وصلت إلى جميع أرجاء الدولة المصرية، وسط عاصفة من النقد للمراقبين المتنمرين. 

انتهاك الخصوصية

وكتبت إحدى المتابعات مستنكرة ما وصفته بحالة التخلف التي آل إليها المجتمع، وعدم احترام الخصوصية قائلة: "هو التخلف وصل إلى هذا الحد.. دع الخلق للخالق.. من أعطى لتلك الكائنات حق التدخل في خصوصية الآخرين.. غباء وتنمر وهبل.. حسبنا الله ونعم الوكيل في تلك الكائنات التي لا تعي شيئا".

وتعليق آخر قالت صاحبته: "دعم فكرة التأكيد على حق الخصوصية، واحترام الأديان، ضرورة، واصفة المراقبين الذين تنمروا على حبيبة بأنهم يعانون من نقص، قائلة: "مش فاهمة إيه علاقة الدين في الموضوع.. وإيه علاقة المراقبين بخصوصية الطلبة.. وكلمة للمراقبين أنتم عندكم نقص، وكان ممكن تتكلموا معاها بطريقة أفضل من كدا"، فيما طالبت معلقة أخرى بتشريع قانوني يحمي من التنمر، قائلة: "مش مصدقة.. إيه السفالة اللي بقينا فيها دية.. مفيش قانون يحمينا من الناس دي".

في حين أرجعت بعض التعليقات والآراء الواقعة في وجود مشكلة في عدم قبول الاختلاف، والعنصرية، وفرض الوصاية الدينية المزعومة بأحاديث ضعيفة، وقالت متابعة: "المشكلة هي عدم قبول الاختلاف، وفرض الوصاية الدينية المزعومة بأحاديث ضعيفة، والعلاج نشر ثقافة قبول الاختلاف".

اضطراب سلوكي

من جانبه عرّف الدكتور ماجد أرنست، استشاري أول الطب النفسي ، التنمر في أبسط معانيه، بأنه تدخل الغير فيما لا يعنيه، والغير هنا غالبا هو شخص ليس لديه ثقة في نفسه، ويعاني من اضطراب سلوكي، أو معدوم التربية.

وعن تأثير واقعة التنمر على نفسية الطالية حبيبة طارق، قال الاستشاري النفسي: "من خلال متابعتي لحديث الطالبة حبيبة طارق، عبر وسائل الإعلام، فمن الواضح تأثرها الشديد بالواقعة، إلى حد جعلها تقرر عدم الذهاب للجامعة إلا في أيام الامتحانات، نتيجة لما تعرضت له من إهانة وضغط نفسي، ويمكن توصيف حالتها بأنها حالة انطواء، وبداية لتوتر واكتئاب، لذلك ادعوها إلى التمسك بثقتها في نفسها، خاصة أن تصرفها كان سليما وعقلانيا، ولم يصدر منها أي تصرف غاضب، ولم ترد السب والقذف والإهانة، التي تعرضت لها، بل لجأت لوالدها وحكت له، وكتبت الواقعة على صفحتها.

Dr.Radwa
Egypt Air