كتب : أحمد سعيد

كانت عبقرية فريد في التلحين لافتة لجميع منافسيه حتي إن الموسيقار محمد عبدالوهاب تأثر بالمطلع الموسيقي «أنا واللي بحبه» وقال حينها عبارته الشهيرة «لو أعطانى فريد مقدمته الموسيقية لأغنية أنا واللي بحبه لأعطتيه خمس سنوات من عمري».

ورغم مكانة فريد الموسيقية كأحد أهم ملحني الوطن العربي إلا أنه طالما تمني أن تشدو أم كلثوم من ألحانه لتضمن وصول موسيقاه إلي كل أنحاء الوطن العربى ولتضيف له فخراً يضاف إلي تاريخه، فكان يتلمس أي فرصة للقائها والاتفاق علي إنجاز مشروع فني مشترك بينهما وهو ما رحبت به أم كلثوم خاصة أنها كانت تري فيه ملحناً ممتازاً وصاحب لون قائم بذاته فى الغناء ومن الطبيعي أن تحقق رغبته وتغني من ألحانه فور الاتفاق علي اختيار الكلمات حتي جمع بينهما الشاعر أحمد رامي في القاهرة وقد جهز فريد لأم كلثوم أغنيتين لعرضهما عليها من كلمات الشاعر الاخطل الصغير وهما «زهرة من هنا» و«عش أنت» لكن لم يتم الاتفاق بشكل نهائي حتي اشيع وقتها أن أم كلثوم رفضت الغناء من ألحانه لأنه غير مصري بشكل صميم وبسبب شقيقته أسمهان وهي المنافسة الأولي وقتها لأم كلثوم وهو ما نفته بشدة وثبت عكس ذلك تماما عندما كادت تغني من ألحانه وكلمات الشاعر مأمون الشناوي أغنية الربيع.

لكن أم كلثوم طلبت كعادتها تعديلا في بعض الكلمات فرفض مأمون الشناوي وأصرت هي الأخري علي التغيير فذهب الشاعر الكبير إلي فريد وأبلغه بما حدث ورغم حزنه لعدم التعاون مع أم كلثوم غناها فريد في حفل الربيع «شم النسيم» لأول مرة في سينما ريفولي بالقاهرة عام 1950 بعد أن قدمها من خلال أحداث فيلم «عفريتة هانم» وبعد النجاح المعروف الذي حققته الأغنية في عيد الربيع اتصلت أم كلثوم بفريد وهنأته وأيضا بالشاعر الكبير وطلبت أن يجمعهما معا في أغنية جديدة ولكن لم يتحقق ذلك.

وقبل رحيل فريد تجدد اللقاء بينهما في لبنان وكرر فريد طلبه لأم كلثوم التي رحبت إيماناً منها بموهبته وقدراته الموسيقية.

ورغبة منها في التجديد دائما فقد طلبت منه أن يلتقي بالشاعر أحمد شفيق كامل في القاهرة ليجهز الكلمات ويلحنها وبالفعل عقد فريد وأحمد شفيق عدة اجتماعات ووقع الاختيار علي أغنية «كلمة عتاب» وانتهي فريد من التلحين لكن في ذلك الوقت مرضت أم كلثوم بشدة ولم تغن الأغنية ولم يستطع فريد أن يعطيها لأحد رغم أنه سجل اللحن بصوته ولم يستطع أن يغنيها لأنه هو نفسه مرض بشدة ورحل بعدها..

وقد كانت الأغنية من مقام النهاوند وهو من أحلي المقامات في الغناء العربي والذي ينسجم تماما مع صوت أم كلثوم وقد تم العثور علي جزء من اللحن الذي سجله فريد وهو المذهب والكوبليه الأول فقط وأكمل اللحن بليغ حمدي.

أما عن عبدالحليم حافظ وفريد فرغم صداقتهما إلا أن أهل النميمة كانوا يعملون عن افساد العلاقة كثيرا بينهما ومع ذلك كانت هناك محاولات كثيرة لكي يغني عبدالحليم من ألحان فريد ومنها أغنية زمان ياحب التى كتبها مرسي جميل عزيز تقول:

زمان ياحب ياما غلبت فيه

وعمر الشوق ما عدي رموش عنيه

وأتاري المستخبي مستخبي

وأتاري الحب شيء مكتوب عليه

حبيت .. حبيت.. حبيت أنا .. حبيت

وكان هناك لحن آخر من كلمات حسين السيد غناه فريد فيما بعد تقول كلماته:

ياويلي من حبه ياويلي .. ياعذابي في نهاري وليلي

لا بيرحم ولا ناره بترحم .. ومحير في الحب دليلي

ياويلي .. ويلي .. ياويلي