الثلاثاء 21 مايو 2024

حقائق وأسرار عن أمير السينما أنور وجدي

14-5-2017 | 14:08

تحتاج سيرة الفنان المبدع أنور وجدي كتباً وليس عدة مقالات .. فحياته مليئة بالأسرار ومشوار كفاحه منذ أن كان كومبارس إلى أن أصبح في قمة المجد السينمائي يحتوي على كثير من المواقف والمحطات التي تنقل من خلالها ليعتلي عرش التمثيل والتأليف والإخراج عشرتسع سنوات كاملة .. في ذكرى رحيله نرصد العديد من تلك المحطات.

 

المولد .. وهوليود الحلم
ولد أنور وجدي في 11 أكتوبر 1904 ونال قسطاً كبيراً من التعليم في طفولته بمدرسة الفرير الفرنسية ولم يكمل تعليمه بسبب قلة الدخل عند أسرته ، وما إن أتته أيام الشباب إلا وقد رواده حلم التمثيل والعمل بالفن ، فشارك في عدة فرق مسرحية صغيرة وبعدها قرر أن يسافر إلى هوليود وأقنع زميلان له أن يسافرا معه إلى أمريكا ، وبالفعل تسللوا إلى باخرة في بورسعيد وتم ضبطهم وإرجاعهم ، وقد علم والده بما تم وعزمه على أن يعمل بالفن فطرده من البيت .

 

أيام التشرد والصعلكة
وهكذا بدا الفتى أنور صعلوكاً شريداً لا مأوى له ولا عمل ، فحياته بدأ يقضيها في التسكع ليلاً أمام المسارح لعله يصادف أي من ممثليها ويقنعه أن يعمل معهم .. وبالفعل بعد محاولات عديدة تعرف أنور على الريجيسير قاسم وجدي الذي قدمه ليوسف وهبي صاحب فرقة رمسيس ليعمل أنور في تسليم الإوردرات للممثلين وأيضاً كسكرتير ليوسف وهبي مقابل 3 جنيهات شهرياً ، حتى أنه غير إسمه من أنور الفتال إلى أنور وجدي إكراماً للرجل الذي ساعده على العمل بالمسرح .. بدأ أنور بعد ذلك تمثيل بعض الأدوار الثانوية في مسرح رمسيس وانتقل للعمل بعد ذلك في فرقة عبد الرحمن رشدي ، وكان يمتلك موهبة التأليف فبدأ تأليف الإسكتشات المسرحية لبعض الملاهي الليلية لتقدم بين العروض وأعانه ذلك على إستئجار غرفة فوق سطح إحدى العمارات مع زميليه يحيى شاهين ومحمود إسماعيل.

 

أول أدواره في السينما
إختلف الأخوين لاما مع المؤرخون والنقاد الذين أرخوا أن فيلم ليلى للسيدة عزيزة أمير هو أول فيلم مصري، وزعما أن أول فيلم هو قبلة في الصحراء، بحجة أن الفيلمين تم تصويرهما في عام واحد وهو عام 1927، نعم تم تصوير الفلمين في نفس العام وتصوير فيلم ليلى قد يسبق قليلاً ولولا ما أحدثه المدعي وداد عرفي وفشله في إخراج الفيلم لظهر الفيلم قبل مدة ، لكن إستعانت عزيزة أمير بإستيفان روستي وتم إخراج الفيلم على يديه وإكراماً له عرض الفيلم يوم مولده وهو يوم 16 نوفمبر 1927 .. بينما عرض فيلم قبلة في الصحراء يوم الأربعاء 25 يناير 1928 ، أي أن ليلى تم تصويره وعرضه قبل فيلم قبله في الصحراء .. لزم هذا التنويه لسبب واحد وهو إثبات أن أنور وجدي شارك في الفيلم الذي كاد يكون أول فيلم روائي في السينما وهو فيلم قبلة في الصحراء ، وحمل أفيش الفيلم إسم أنور وجدي في الترتيب الثالث بعد البطلين بدر لاما وزوجته بدرية رأفت.

 

لايعني هذا أن أنور وجدي ولد بطلاً ، وأنما أتته الفرصة ليشارك كبطل في ثاني فيلم في السينما وعاد أنور ممثلاً بعد ذلك في أدوار ثانوية ثم نجم الصف الثاني ، وقد شارك عام 1930 في فيلم جناية نصف الليل ثم فيلمي أولاد الذوات والدفاع مع يوسف وهبي ثم فيلم الحل الأخير عام 1937 ويأتيه عام 1939 بستة أفلام دفعة واحدة ليشارك بها وهي فيلم خلف الحبايب وبائعة التفاح مع عزيزة أمير وأجنحة الصحراء مع أحمد سالم وفيلم الدكتور مع سليمان نجيب ثم الدور البارز في فيلم العزيمة مع فاطمة رشدي وحسين صدقي.

 

إستمر أنور وجدي في تمثيل الأدوار الثانية حتى عام 1944 إلى أن حصل على البطولة في فيلم كدب في كدب مع الراقصة ببا عز الدين وتصدرت صورته أفيش الفيلم ووضع أسمه كبطل أول ، وفي نفس العام شارك بدور رئيسي في فيلم غرام وانتقام مع يوسف وهبي وأسمهان وأيضاً فيلم شهداء الغرام مع ليلى مراد وليلى في الظلام ليختتم العام ببطولة فيلم تحيا الستات .. وبدءً من عام 1945 وحتى عام 1954 إعتلى أنور وجدي قمة السينما وتربع تسع سنوات عليها ممثلاً ومؤلفاً ومخرجاً ، وقدم روائع الأفلام التي تعد من علامات السينما منها ليلى بنت الأغنياء وفاطمة مع أم كلثوم وقلبي دليلى وعنبر وطلاق سعاد هانم وأمير الإنتقام وغزل البنات وحبيب الروح ودهب وريا وسكينة وبنت الأكابر وخطف مراتي لينهي تاريخه السينمائى بفيلم 4 بنات وضابط بعد أن داهمه المرض .. ليسلم الروح في السويد يوم 14 مايو 1955حيث فشل الأطباء في علاجه وينتهي مشوار أمير السينما عن عمر يناهز 51 عاماً.