قال الدكتور أمجد الخولي استشاري الأوبئة بمنظمة الصحة العالمية أن متحور "دلتا " لفيروس كورونا يثير القلق والفزع في عدد كبير من بلدان العالم حيث يوجد أكثر من 92 دولة أعلنت رصدها لإصابات بسبب هذا المتحور، ليس ذلك فقط بل إن بعض الدول أصبح لديها متحور "دلتا" هو العنصر الغالب في مكون الإصابات لديها مقارنة بالسلالات الأخرى.
وأضاف في تصريحات له: متحور "دلتا" لديه قدرة كبيرة على الانتشار لكن العنصر الجيد في الأمر أنه يستجيب بشكل جيد للقاحات، والعنصر الحاكم لتقليص انتشاره هو تلقي اللقاح وإتباع الإجراءات الاحترازية .
وأكد الخولي أن هذا المتحور لن يكون الأخير وقد نواجه تحورات أخرى خلال الفترة المقبلة، شأنه شان بقية الفيروسات، موضحا أن سبب تميز متحور "دلتا" بسرعة الانتشار هو تأثر بعض البروتينات المكونة له بعملية التحور، الأمر الذي جعله أسرع في معدلات الانتشار .
واستطرد: "هناك خوف من موجات أخرى خاصة تلك البلدان الأقل في معدلات التلقيح، وفي المقابل ستكون الدول الأسرع في معدلات التلقيح والتزام الإجراءات الاحترازية أقل في معدلات انتشاره.
وأعرب استشارى الأوبئة عن أمنيته ألا تكون هناك تحورات بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة مؤثرة بشكل كبير، لافتا إلى أن طبيعة الفيروسات هي التحور والحل الوحيد تقليل فرص الانتقال من شخص لآخر.
وحول ارتفاع الإصابات في كثير من البلدان مثل الولايات المتحدة وبريطانيا بمتحور "دلتا" رغم تلقيح أكبر عدد كبير من المواطنين أرجع "الخولي" ذلك لقدرات هذه الدول على تتبع التسلسل الجيني بشكل أكبر للفيروس وزيادة معدلات الاكتشاف .
وأكد أن هناك أهمية كبيرة للقاحات في تقليل معدل الإصابات والدليل على ذلك تراجع معدلات الإصابات في كثير من البلدان التي تلقت لقاحات على نطاق أوسع بين مواطنيها، قائلاً: "قد تكون كثير من الإصابات المرصودة في هذه الدولة هي إصابات بمتحور "دلتا" لكن هذا لا يعنى أنها تشهد موجات أخرى من الإصابة بها خاصة أنها وصلت إلى معدلات تغطية واسعة باللقاح بين مواطنيها ".
وشدد أن كثير من الدراسات أكدت أن متحور "دلتا" يستجيب للقاحات مؤكداً أن تلقي اللقاح يقلل من شدة الإصابات ويقلل الوفيات.
وقال استشاري الأوبئة بمنظمة الصحة العالمية أن متحور "دلتا" لم يرصد في مصر حتى الآن وفقاً للمعلومات التي وصلت لمنظمة الصحة العالمية رغم رصده في عدد من بلدان المنطقة وشرق المتوسط وما رصد فقط هو سلالة "ألفا " التي ظهرت في المملكة المتحدة في ديسمبر الماضي.
وشدد على أهمية تقوية أنظمة الترصد في البلدان وتتبع التسلسل الجيني للفيروسات، قائلاً: "قد يحدث ظهور هذا المتحور في مصر لكن الفيصل في لك هو تقوية أنظمة التتبع والترصد الصحية في البلدان واختبارات التسلسل الجيني وتتبع الحالات والمخالطين لهم وعزلها .