السبت 23 نوفمبر 2024

تحقيقات

خبير بحرب المعلومات: المخابرات البريطانية اشترت القنوات الإخوانية لإحياء الهجوم على مصر (حوار)

  • 30-6-2021 | 03:12

العقيد حاتم صابر

طباعة
  • محمود بطيخ

ثورة 30 يونيو بمثابة الضوء الذي أنار لمصر الطريق، لتخرج من ظلام الإخوان الحالك، الذين اتخذوا الدين ستارًا لهم للوصول إلى حكم مصر، واتخذوا زجاجات الزيت، والتموين، واستغلوا حاجة البسطاء إلى المأكل والمشرب، للوصول إلى مجلس النواب.

إلا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ أن كان رئيسًا لجهاز الأمن الحربي، وهو يعلم المخططات التي يحاول الإخوان تنفيذها على ارض مصر، من خلال أكاذيب نشروها، الأمر الذي جعله يقوم بحركته التي كانت تلبية لمطالب الشعب الصريحة التي قالها في ثورة 30 يونيو.

وفي حوار مع العقيد حاتم صابر خبير مقاومة الإرهاب الدولي وحرب المعلومات، القائد السابق في وحدة الـ 777 بالصاعقة المصرية، والملقب بـ«القائد المجهول»، مع «الهلال اليوم»، أكد أن تولي التنظيم، تخطيط خارجي، لتمكينهم، وتوريطهم في الحكم من أجل زعزعة أمن وأستقرار مصر، لتكون صورة من سوريا، وليبيا، ليصب بالنهاية في مصلحة المستفيدين من الخارج، وإلى نص الحوار:


بداية.. أود أن أعلم من أصل الجماعات التكفيرية؟ 

إن تنظيم الإخوان هو أصل التنظيمات التكفيرية حيث بدأ سنة 1928، وكان بداية الفكر عن طريق تفسير بعض الآيات وبعض الأحاديث، تفسيرًا يخدم فكرة التكفير.

مراحل فكر التكفير بدأت بالإخوان، وصولًا بانتهائها بمرحلة داعش، وتنظيم القاعدة، والاثنتان لديهما أفكار متضاربة وليس فكر واحد، وتخطيط الإخوان بدأ من قبل ثورة 25 يناير من أجل إسقاط الدولة بالفوضى، ولأجل تحقيق ذلك، كان لزامًا تولي الإدارة في مصر تنظيم الجماعة الإرهابية الذي لا يدين بالولاء لأي شيء سوى مصلحته، وتوليهم السلطة كان عن طريق خطة وضعت من الخارج، يطلق عليها خطة التمكين والتوريط.

وسميت الخطة، بذلك الاسم لأنها كانت لأجل تمكينهم في الحكم، ومن ثم توريطهم للخروج عليهم وتبدأ مصر في التحول للمشهد السوري، والليبي، كما تم مشاهدة ذلك في الفترات السابقة.

هل تقصد تركيا بالخطط التي وضعت من الخارج؟
لا.. فتركيا كذلك أداة منفذة للمشروع الصهيوني الكبير، ولعلك لا تعلم أن الاتحاد الأوروبي اتجه لدفع الأموال لتركيا لرفع الاقتصاد التركي، من أجل جعل تركيا تستقطب ما تبقى من الوطن العربي، وتعيد أحلام السيطرة على الوطن لصالح الاتحاد الأوروبي، والمشروع الصهيوني لتفكيك المنطقة، والمعروف باسم الربيع العبري، مضيفًا أن فكرة تمكين الإخوان كان البوابة الرئيسة، لتنفيذ المخطط.

هل كان للقوى الناعمة دور في توضيح الصورة لدى المصريين ومحو الفكر التكفيري؟
إن مصر خاضت شوطًا كبيرًا لاستخدام القوة الناعمة، مثل فيلم الممر، ومسلسل الاختيار 1، و2، والقاهرة كابول، وهجمة مرتدة، وكلها كانت رسائل واضحة، حيث إن الفن يوصل الرسالة بشكل أسرع من أي طريق آخر.

وظل لدينا شيء واحد فقط، وهو التفريق بين مفهوم تجديد الخطاب الديني، وتدمير الخطاب الدين، حيث أن هناك فارق كبير بين الاثنين، وقد أكد الرئيس السيسي، على ذلك وأوضح أن تجديد الخطاب الديني لا يعني تغيير ثوابت الدين مثل الصوم والصلاة، وأعمدة الدين.

هل تستغل الجماعات التكفيرية تجديد الخطاب من أجل تحرض المواطنين؟
وللعلم فإن تجديد الخطاب الديني أصبح بوابة للفكر التكفيري، لأن كل واحد يتحدث عن التجديد من خلال كلمات سهل الرد عليه ونقضه، وخاصة أن الثقافة الدينية لدى المصريين مسطحة نوعًا ما، مما يعطي مجالًا للبدء في قول كلمات فيها طعن بالسنة، والقرآن الكريم، والصحابة الأجلاء، لهذا يبدا الإخوان في اخذ ذلك الكلام وإعادة صياغته، بأن الدولة والحكومة ترعي ذلك الفكر الشاذ، وبالتالي ذلك يعقد المشكلة أكثر.

وأعتقد أننا الآن بدأنا ننتبه لخطورة تلك الأفكار، لأن الفكر التكفيري، لم يعد متمثل في من يرتدون الجلباب، والدقن طويلة، والسواك بجانب القنبلة، حيث أن تلك الصورة اختفت من زمن.

ففي أحداث 11 سبتمبر، كل المنفذين كانوا حالقين للحي، ومرتدين مثل العامة، حتى أن داعش، بدأت تنتبه بأن ذلك منظر مكرر، وبدأوا في التغيير من شكل خطاب التجنيد، إلى خطاب التكفير.

هل يوجد من يتمكن من مجابهة تلك القوى التكفيرية؟
مجابهة ذلك الفكر، يوجد لدينا صفحة الأزهر، أو دار الفتوى الإلكترونية التي ترد على الفتاوي بشكل علمي، وإسلامي، لتوضيح الدين بشكل أفضل، ولدرء الشبهات، وأنا أري أننا نحتاج للمزيد لغلق ذلك الجانب.

وما رأيك في شهادة محمد حسين يعقوب أمام المحكمة؟
قد رأينا استدعاء محمد حسين يعقوب بالمحكمة، بصفته شاهد، إلا أن العامة قد حولوه لمتهم، وقد تم تفسير المشهد بأن محمد سين يعقوب، يقول تبرأ من أفكار التكفير، إلا أنه لا يوجد لديه فكر تكفيري مدون، وإلا لو كان لديه ذلك كان تم سجنه منذ مدة.

ولكن محمد حسين يعقوب عمل ما هو أخطر من ذلك، حيث انه دل الشباب على الطريق، كما يفعل إبليس، فقد ظهر في مقاطع مصوره أنه يحب الشيخ رفاعي سرور وأنه رجل من أهل العلم، وسرور أحد أقطاب التكفير، في الشرق الأوسط، أي أنه أسوء من سيد قطب.

وفي حالة يعقوب فقد وجه الشباب إلى سرور، أي لم يدعو إلى افكر التكفيري، ولكن دلهم على الطريق.

يوجد اعتقاد أن أيمن الظواهري إخواني.. هل ذلك صحيح؟
بالطبع يوجد ذلك الاعتقاد، إلا أن أيمن الظواهري ليس إخواني، حيث أنه أصدر كتاب، يهاجم فيه جماعة الإخوان، اسمه "حصاد المر"، وذلك الكتاب، يكشف الإخوان، ويساويهم بالترب، حيث أنه يكفر الإخوان.
ولكن اتفقت مصالحهم، لهذا ساروا عن نهج واحد، ويوجد النفاق بينهم، وكذلك محمد حسين يعقوب، سار خلف نفس النغمة، وبدأ في حشد الناس نحو الدولة الإسلامية، وكان من أقاوليه "قالت الصناديق للدين نعم"، ولكن في النهاية وجد أن الإخوان ليس غرضهم الدين، مما جعله يتراجع 100 خطوة للخلف، ولكن بعد فوات الأوان.

هل لا يزال توجد محاولات لاستقطاب الشباب نحو الفكر المتطرف؟
بالنظر لمصر، فقد استطاعت أن تغلق أبواق الإخوان بتركيا، ولكن لم يغلق الموضوع بذلك، لأن المخابرات البريطانية، اشترت كل القنوات الإخوانية، ، وستبدأ في توجيههم نحو مصر مرة أخرى، لإعادة الهجوم.


وقد تأكد الاتحاد الأوروبي، أن تركيا أصبحت كارت محروق، ولهذا نزعوا منها اذرعة الهجوم، وأعتقد أن هناك هجوم جديد سيكون على مصر، وكل ما نقدر على فعله، أن يكون لدينا توحد في فكرة مفهوم الثقة بالدولة، حيث أن ذلك مهم جدًا، ويجب التركيز على أن مصر دولة قادرة على حماية قراراتها السياسية.

هل توقفت العمليات الإرهابية الموجهة ضد الدولة؟
كان لدينا في 2013، 306 عملية إرهابية موجهة ضد الدولة، وبدأت في التراجع حتى وصلت لـ 8 عمليات فقط في 2018، وفي 2019 عملية واحدة، وكذلك 2020 عملية واحدة، أما 2021، لم يكن هناك أي عمليات إرهابية، مما يؤكد أن مصر دولة على دراية بالخطوات التي تقوم بها.

 

وكل الملفات المطروحة أمامنا، تفوقنا فيها بنجاح ساحق، مما لا يعطي مجالًا للشك في إدارة الدولة، وفي حالة الشك يستم الدخول لفكر الإخوان ونعيد الكرة من الأول.


هل يوجد أوراق مخفية خلف التودد التركي لمصر؟
تركيا ترقص رقصة الموت، ولا يوجد لديها ما تتمكن من فعله، فقد انتهت كل أفكاره، محاولتهم لزعزعة استقرار مصر، وقد خسرت كل الملفات التي أمامها، وكذلك المعارضة بدأت في مهاجمتهم، وتوجيه اتهامات بأنه أردوغان خسر مصر من أجل اللا شيء، ولا يوجد أي مكسب من وراء ذلك.

 

وتركيا اليوم تحاول الخروج بأي مصالح ممكنة من الدولة المصرية، لأنهم علموا أنهم لن يتمكنوا من الحصول على شيء.

 

هل نجاح القيادة لسياسة في التنمية أسكت المعارضين في مصر؟
الشعب المصرية يتمكن من معرفة التنمية، والشعور بها، فرغم غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، كل ما حدث من وضع اقتصادي سابق، وأزمة كورونا، إلا أن مصر كدولة تمكنت من الصمود.

 

والشعب في الشارع رغم تعبه، إلا أنه يري الإنجاز على الأرض، ويشاهد التطوير في كل المجالات، وإمكانيات كبيرة بدأت في الظهور، وكل ذلك أخرس ألسنة المشككين بالدولة، لأن مصر تسير على خط مستقيم.

 

وقد حضرت عصر الرئيس مبارك من أوله لآخره، ولا توجد مقارنة من 30 عام قضاها مبارك، وبين الـ 8 سنوات الذين تولاهم الرئيس السيسي، ولا توجد أسباب حقيقية لفشل الرئيس مبارك، في التنمية طوال تلك المدة، ولا تنسي أن كوبري أكتوبر ظل إنشاءه مدة 18 عام، ولا يوجد عقل يبرر ذلك.

 

ماذا تسمي الجماعة الإخوانية؟
يمكن تمسية الإخوان بعصابة الأفاقين، أي الذين بلا مبدأ، والدليل على ذلك أن الإخوان يقولون أنهم يتبعون أهل السنة والجماعة، وخلال معيشتي في السعودية قد تعاملت مع الشيعة، الذين تختلف طباعهم، عنا في كل شيء، ويمكن القول أنهم أكثر أعدائنا، حيث أنهم ليس لاهم أي علاقة أو صلة بالإسلام.

 

فكيف تقوم جماعة الإخوان، بالاتفاق مع الشيعة، أكثر ضارب في الإسلام، وأصل تكفير السنة، وجلبهم لمصر، وإدخالهم في مسجد الحسين، وذلك خطأ فادح لهم، وهم ليس لديهم أي ولاء للإسلام، وللاستفادة يمكن أن تأخذ جولة في كتاب الفكر الخوميني، ستذهل من فكرهم.

 

ماذا كانت خطة الإخوان للسيطرة على مصر؟
أي دولة تريد أن تدمرها، تبدأ بالشرطة، ومن ثم بالقضاء، وثم الجيش، وذلك ما بدأه الإخوان، حيث كانت محطتهم الأولى الشرطة، وتمكنوا من تدمير جزء كبير منها، من خلال الضباط الملتحين، وإعادة هكلة الشرطة ومن ثم بحثوا في القضاء، لتدميره من خلال فكرهم، وإعادة هيكلة القضاء، وإلغاء المحكمة الدستورية، وهي نفس الخطة التدميرية بالضبط، وهي ممنهجة، ومن ثم بدأوا في الدخول على الجيش، وإخراج تصريحات بأن لديهم ضباط داخل الجيش، وسيبدأ في التخريب، ولا يوجد أي عاقل يفكر بشكل صحيح، يشك بأن الجماعة الإرهابية تبحث عن مصالحها فقط، ولا يوجد لديهم أي خير لمصرنا الحبيبة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة