الجمعة 17 مايو 2024

إنجاز جديد لمصر.. وأطباء: إنتاج لقاح كورونا محليًٍا يعزز قدرات الدولة في مواجهة الجائحة

لقاح فاكسيرا سينوفاك

تحقيقات30-6-2021 | 14:18

أماني محمد

إنجاز جديد نجحت الدولة المصرية في تحقيقه، من خلال إنتاج أول جرعات لقاح كورونا في فاكسيرا، في خطوة وصفها أطباء بأنها تعد نجاحا كبيرا يعزز قدرات الدولة في مواجهة جائحة كورونا فضلا عن زيادة معدلات تطعيم المواطنين، موضحين أن تلك الخطوة تجعل مصر نواة لتصنيع أي لقاحات وليس لقاح كورونا فقط بجانب بداية تصدير لقاح كورونا إلى دول أفريقيا.

وكانت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، قد أعلنت أن مصر أنتجت أول 300 ألف جرعة لقاح فاكسيرا سينوفاك "صنع في مصر" بالأمس، وهذا يعد انتصارًا كبيرًا جدا للإرادة السياسية، موضحة أن مصر وقعت اتفاقية في حضور رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، مع الشركة الصينية لتصنيع 40 مليون جرعة سنويا، ووافقت الشركة بالأمس على زيادة الجرعات المصنعة في مصر إلى 80 مليون جرعة خلال الـ 6 أشهر المقبلة.

وقالت وزيرة الصحة إن مصر ستنتج - اعتبارا من أغسطس المقبل- حوالي 10 ملايين جرعة شهريا لمواجهة فيروس كورونا، واصفة هذه الخطوة بـ"التاريخية".

تعزيز قدرات الدولة لمواجهة الجائحة

وعن أهمية هذه الخطوة، قال الدكتور أمجد  الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، إن نجاح مصر في إنتاج أول 300 ألف جرعة من لقاح كورونا المصنع محليًا في فاكسيرا هو إنجاز كبير يحمل بعدين هامين، هما الأمني والاقتصادي، مضيفا أن البعد الأمني في إنتاج اللقاح هو توفير الاحتياجات القومية من اللقاح لأن الفيروس دائم وسيكون التلقيح ضده سنويًا.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الدولة تستهدف أن توسع دائرة تطعيم المواطنين ضد الفيروس للوصول إلى مرحلة المناعة المجتمعية، لذلك فإن إنتاج اللقاح محليا سيوفر الاحتياجات المصرية من اللقاح وبالتالي زيادة سرعة التلقيح للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين وكذلك مواجهة احتكار الشركات المصنعة للقاحات على مستوى العالم وهو ما سيسهم في حماية الأمن القومي المصري في ظل الجائحة التي تهدد العالم أجمع.

وأكد أن البعد الاقتصادي في تصنيع لقاح كورونا محليا في مصر هو أنه بعد تلبية الاحتياجات المحلية ستبدأ مصر في تصدير اللقاح إلى كل دول أفريقيا بما يجعلها مركزا إقليميا للقاحات في المنطقة، مضيفا أن هذا التصنيع يعزز من قدرات الدولة المصرية في مواجهة أية موجات محتملة قد تحدث من وباء كورونا بعد انكسار حدة الموجة الثالثة، وأشار إلى أن مصر لديها القدرة والكفاءة للتصنيع في أي وقت مما سيساهم في مواجهة أية تحورات قد تحدث للفيروس أو موجات جديدة.

زيادة معدلات تطعيم المواطنين

ومن جانبه، قال الدكتور فايد عطية، أستاذ مساعد الفيروسات والمناعة بمدينة الأبحاث العلمية بالإسكندرية، إن تصنيع لقاح كورونا سينوفاك فاكسيرا في مصر هو نجاح كبير وإنجاز يحسب للدولة المصرية ولوزارة الصحة، في ظل تلك الظروف وعدم قدرة بعض الدول حتى على شراء أو استيراد اللقاح استطاعت الدولة أن تنتج هذا اللقاح محليا بخبرات صينية.

وأوضح عطية في تصريح لبوابة "دار الهلال" أن اللقاح أُنتج بأيدي مصرية بالتعاون مع الخبرات الصينية، حيث تم تدريب المجموعة المصرية وتجهيز المعامل وخطوط الإنتاج في فاكسيرا، مضيفا أن هذه الخطوة ستكون نواة لتصنيع اللقاحات في مصر بشكل عام، فمصر لديها المكان والتجهيزات والخبرات والإمكانيات لتصنيع أي لقاح سواء كورونا أو فيروسات كبدية أو إنفلونزا، فمصر لديها التكنولوجيا الآن لتصنيع أي لقاح.

وأشار إلى أن هذه الخطوة ستعمل على زيادة معدلات تلقيح المواطنين ضد فيروس كورونا، فبعج إنتاج أول 300 ألف جرعة ستزداد معدلات الإنتاج خلال الأشهر المقبلة، مضيفا أن هذا الإنتاج مع اللقاحات التي يتم استيرادها من الخارج سيعمل على توفير اللقاح لقطاع عريض من المواطنين، حيث تستهدف الدولة تلقيح نحو 50% من المواطنين مع نهاية العام الجاري والوصول إلى هذا المعدل سيكون إنجازا كبيرا.

وأكد أن نقل تكنولوجيا تصنيع اللقاحات وزيادة معدلات التلقيح وإنتاج لقاح فيروس جديد مثل كورونا كلها إنجازات تحسب للدولة، مضيفا أن مصر لديها الإمكانيات والخبرات التي تمكنها من دخول سوق تصنيع اللقاحات العالمية، وهذا سيعزز قدراتها على مواجهة الجائحة فبدلا من انتظار جرعات مستوردة من الخارج سيكون هناك إنتاجا محليا يساعد في السيطرة على الوباء.

وأشار إلى أن الدولة يمكنها أن تنجح في تحقيق هدفها بتطعيم 50% من المواطنين قبل نهاية 2021، أو على الأقل 40% من السكان وهذا سيتحقق من خلال إنتاج لقاح كورونا محليًا والجرعات المستوردة من لقاحات سينوفارم وأسترازينيكا وجونسون أند جونسون، وتحقيق ذلك سيكون إنجازًا كبيرًا.