الأربعاء 26 يونيو 2024

فتيات حاربن التقاليد وهذه رحلتهن من «محو الأمية» إلي الشهادة الجامعية

تعليم الكبار

محافظات1-7-2021 | 12:55

تقرير: إلهام علي

هناك الكثير من الفتيات اللاتي حُرمن من التعليم، ومضي بهن قطار العمر إلى أن وصلوا لمرحلة ترفضهم المدارس الحكومية، علاوة على ذلك حال الأسرة الفقيرة، كان عائقًا في وصولهن إلي الهدف المرجو.

وتقول " صفاء سيد" عمرها ٣٠ عامًا، خريجة كلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة أسيوط، مقيمة بقرية الزاوية التابعة لمركز ومحافظة أسيوط، أنها الوحيدة في بلدها التي حرمت من التعليم حتى إن وصل بها العمر إلي 11 عام، وكانت لديها رغبة شديدة في تلقي قسط ولو بسيط من التعليم، كي تستطيع كتابة وقراءة أي شيء سواء علاج والدتها المريضة أو عناوين الشوارع أو اللافتات وكتابة ما يحلو لها، ونظرًا لحبها الشديد للتعليم فقد قام والدها بتقديم أوراقها إلي فصل محو الأمية بالقرية، من أجل تحقيق حلمها البسيط هذا، ولكن فوجئ الوالد بتفوق ابنته في ذلك، واستكملت تعليمها إلي أن التحقت بالجامعة.

وتضيف "عبير محمد" عمرها ٢٨ عامًا، خريجة كلية العلوم بجامعة أسيوط، مقيمة  بقرية موشا التابعة لمركز ومحافظة أسيوط، أنها تحب التعليم حباً جماً، ولكن معظم الأسر في القرية لم تكن تهتم بالتعليم نهائياً، ولكن حاولت مراراً وتكراراً إقناع والدها وأخاها الأكبر سناً بفكرة التعليم، كي تنفع نفسها وأولادها في المستقبل، وبالفعل تقبلوا الأمر، وتم الإلتحاق بفصول محو الأمية، واستكمال المسيرة التعليمية حتى الحصول على شهادة التعليم الجامعي عن جدارة.

وتوضح " مني إبراهيم" عمرها 40 عامًا، خريجة كلية الحقوق جامعة أسيوط، مقيمة بقرية الأقادمة التابعة لمركز ومدينة أبوتيج، أنها حالياً تعمل محامية بمحكمة أبوتيج، وأنها فخورة بقصتها هذه، ولا عيب في ذلك، بل بالعزيمة والإصرار على بلوغ مرحلة التعليم، جعل منها قدوة لغيرها من السيدات، وبالفعل الكثيرات من الفتيات التحقن بفصول محو الأمية، كي تصل إلي مكانة مرموقة في التعليم والنزول إلى ميدان العمل.

وتشير " عائشة حسين" عمرها 33 عامًا، خريجة كلية تجارة جامعة أسيوط، مقيمة بقرية درنكة التابعة لمركز ومحافظة أسيوط، وتعمل محاسبة في جمعية خيرية، أن التعليم في القرية متوفر بدرجة كبيرة،ولكن ظروف الوالد المادية لم تكن كافية للصرف على التعليم، لذلك قررت عدم الإلتحاق في بداية الأمر بالمدارس الحكومية، وعند إتاحة الفرصة للحصول على التعليم، لم تتردد في ذلك،وتم الإلتحاق بفصل محو الأمية على الفور، ثم بعد ذلك المرحلة الإعدادية ثم الثانوية العامة ثم الجامعة، والعمل بعد ذلك في مجال محبب بالنسبة لها.

ويقول "خالد عبد الحميد" مدير عام فرع الهيئة العامة لتعليم الكبار بأسيوط، على الرغم من الظروف الصعبة التي واجهتنا أثناء التنفيذ بسبب انتشار فيروس كورونا والذي أدى إلى تعليق العمل بالفصول وقت طويل من العام للحفاظ على الدارسين والمدرسين،حيث قامت الهيئة بإنشاء وحدة التطوير التكنولوجي وتحويل الدراسة للتعليم عن بعد، حيث ساعد فى ذلك فتح عدد كبير من طلاب الجامعات فصول محو الأمية عن بعد تماشياً مع نظام الدراسة بالجامعة، وقام الفرع هذا العام بتحقيق إنجاز لم يتحقق منذ 5 سنوات حيث تم فتح أكثر من 3000 فصل هذا العام وكان عدد الناجحين 19083 دارس ناجح من خلال العديد من المشروعات أبرزها الشباب والرياضة والتضامن الاجتماعي والتربية والتعليم والأزهر الشريف، ويعتبر مشروع شباب الجامعات من أكبر المشروعات التي ساهمت في نجاح خطة محو الأمية وهذا العام يوجد الآن عدد 2358 فصل دراسي بهم عدد 23189 دارس ملتحقين بالفصول على مستوى قرى محافظة أسيوط.