اجتمع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، السبت، في الفاتيكان، البابا فرانسيس الثاني، استكمالا للعلاقات الثنائية المتطورة بين حاضرة الفاتيكان والعراق، وخلال جولته الأوروبية.
وأشاد الكاظمي مرة أخرى بزيارة البابا التاريخية إلى العراق، وما انطوت عليه من رسائل دعم لبلاد الرافدين وتأكيد وحدة الإنسانية في التطلع إلى السلام والتعايش والوقوف بوجه التطرف بكل أشكاله.
وجدد التزام الحكومة العراقية بالعمل من أجل ترسيخ المسيحيين العراقيين والأقليات الأخرى في أراضيهم كجزء أساسي من نسيج مجتمعاتهم، وتسهيل عودة النازحين والمهاجرين منهم إلى مناطقهم الأصلية، وكذلك العمل على حث الجهات الكنسية العراقية لتفعيل أنشطتها الإنسانية سيما التعليمية والصحية منها.
وبين الكاظمي أن بغداد ماضية لإعمار ما دمر من الكنائس الأثرية على يد عصابات داعش الإرهابية، بالإضافة إلى سعيها الجاد لإعمار مدينة أور لأهميتها التاريخية، ولتكون مهيئة لاستقبال الوفود المسيحية، مشددا على أهمية اتخاذ الإجراءات وتقديم التسهيلات اللازمة لتفويج المجاميع السياحية والدينية لمدينة أور الأثرية، بحسب بيان رئاسة الحكومة العراقية.
وبحسب بيان لدار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، فقد تم خلال المحادثات الودية تذكر زيارة البابا فرنسيس التاريخية إلى العراق، ولحظات الوحدة التي عاشها العراقيون، كما وتم التوقف عند أهمية تعزيز ثقافة الحوار الوطني، وذلك من أجل الاستقرار ومسيرة إعادة بناء البلاد.
وشدد البيان من جهة أخرى إلى على أهمية حماية الوجود التاريخي للمسيحيين في العراق، وذلك عبر إجراءات قانونية ملائمة، وأيضا على المساهمة الهامة التي يمكن أن يقدموها من أجل الخير العام، مع تسليط الضوء على ضرورة أن تكون لهم نفس حقوق وواجبات المواطنين الآخرين.
وتعليقا على هذا اللقاء، يرى ناشط مسيحي عراقي أن التشديد على دور مسيحيي العراق وضرورة ضمان وتفعيل مشاركتهم السياسية والاجتماعية وعلى كل صعيد في العراق، هو خطوة مهمة ولا شك في إطار إكمال وتتويج ما أفرزته وأسست له، زيارة البابا التاريخية للعراق في شهر مارس الماضي، والتي أعادت ولحد بعيد الثقة فينا كمسيحيين عراقيين وزرعت الطمأنينة في قلوبنا مجددا، بعد الويلات التي تعرضنا لها خاصة على يد الدواعش في السنوات القليلة الماضية كما تذكرون جميعا".
ويضيف: "لكن يبقى التطبيق هو الأهم من كل الكلام عن الشراكة وتمكين المسيحيين، وهو كلام جيد وإيجابي بطبيعة الحال من قبل الجهات الحكومية العراقية، لكنه لا يكفي ولا بد من ترجمة عملية لذلك، عبر تخصيص ميزانيات ضخمة مثلا لإعادة إعمار وتأهيل المناطق المسيحية المتضررة والمهجورة".
ويتابع: "فالإشارة من قبل بيان الفاتيكان حول لقاء البابا بالكاظمي لإجراءات قانونية ملائمة، حول حماية الوجود والدور التاريخيين لمسيحيي العراق، هو لفتة جديرة بالبناء عليها والاستفادة منها، فنحن كمسيحيين في العراق بحاجة بالفعل لضمانات وحقوق مؤطرة وفق تشريعات ونواميس ملزمة ومطبقة، لا أن تبقى حبرا على ورق، أو شعارات في سياق ممارسة العلاقات العامة".
وكان بابا الفاتيكان قد زار في بداية مارس الماضي العراق كأول حبر أعظم يحل ضيفا على بلاد الرافدين، في زيارة استمرت على مدى أيام وشملت محافظات بغداد والنجف وذي قار ونينوى، فضلا عن مدينة أربيل، والتي كانت أول زيارة بابوية للخارج، منذ تفشي وباء كورونا المستجد.
وبحسب المراقبين فإن نجاح العراق في استضافة البابا ونجاح زيارته دون وقوع أية منغصات أمنية خصوصا، أسهم في إعادة الثقة بالعراق وفي تعزيز مكانته ودوره عربيا وإقليميا وعالميا.