* مصر حاضرة في إدارة القضايا الدولية.. ولن نستغنى عن إعلام الدولة.. ونتبنى قضية الوعي
* رؤيتنا ستفرض نفسها على قضايا المنطقة بعد موقف الرئيس في الملف السوري
* مصر بقيادة الرئيس السيسي أثبتت للعالم أننا أصحاب رؤية مستقبلية
* لن يكون هناك قضية إلا وستدار بوجود مصر
* لا أحد يستطيع إنكار النجاح في الملف الخارجي في عهد الرئيس السيسي
* الحلول العسكرية لا تجلب إلا الخراب.. وهذا ما ثبت في الأزمة السورية
* الإعلام المعادي يتحدث دائما عن سلبيات بالكذب والادعاء
* الصحافة الورقية لم ولن تندثر ولها قراؤها
* لن نستغنى عن إعلام الدولة.. و«ماسبيرو» نبع انبثقت منه كل الفضائيات
* أتمنى أن تكون الجمهورية الجديدة انطلاقة للثقافة والإعلام
الكاتب الصحفي البارز محمود مسلم، هو رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ، ورئيس تحرير جريدة «الوطن»، وحصل مؤخرا على درجة الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف من الدرجة الأولى من كلية الآداب جامعة الزقازيق في الإعلام السياسي، تحت عنوان «العوامل المؤثرة في تأطير الصحف اليومية لقضايا التحول السياسي في مصر خلال الفترة من عام 2011 حتى 2017».. كما حصل على الماجستير نهاية عام 2016 في موضوع معالجة الصحف المصرية لقضايا مجلسي الشعب والشورى خلال عامي 2012 و2013.
«مسلم» أكد أن المشهد الإعلامي المصري الحالي، نجح بشكل عام في مواجهة الإعلام العدائي، وإعلام جماعة الإخوان الإرهابية، واستطاع أن ينشر الوعي في المجتمع المصري.
وأضاف أن التنوع الحزبي الموجود حاليا داخل أروقة مجلسي النواب والشيوخ، يعزز التفاعل بين نواب المجلسين وبين المواطنين، وأصبح لدينا اليوم نخبة من النواب تستطيع أن تعبر عن رأي الشارع وتنقل ما يعاني منه المواطن المصري.
«دار الهلال» التقت الكاتب محمود مسلم وكان لها معه هذا الحوار:
ما هو تقييمك للمشهد الإعلامي الحالي؟
بداية لابد أن أذكر أن الإعلام مر بعدة مراحل، لذا فقبل أن أبدأ حديثي، لابد أن أتحدث عن مرحلة هامة للغاية وهي مرحلة منذ 2011 وحتى 2014، فقد كان الإعلام يعاني من الفوضى بشكل واضح، فلم يكن هناك منظومة إعلامية خلال تلك الفترة؛ ترتب على ذلك أن الإعلام كان يرتكب أخطاءً فادحة قد تصل في بعض الأحيان لدرجة الجرائم المهنية.
أما الآن فإن الأمور أصبحت منضبطة بشكل كبير، فقد استطاع الإعلام المصري أن يواجه الإعلام العدائي وإعلام الإخوان، وأن ينشر الوعي، وبشكل ملحوظ، فلا أحد ينكر دور الإعلام الحالي في أنه كان صاحب الفضل في أنه وحد الصفوف والرأي حول قضية الإرهاب والاصطفاف حول قضية الوحدة الوطنية، بالإضافة إلى قضايا كثيرة نجح في بلورتها وإبرازها، لكن بطبيعة الحال وما يفرضه المنطق والواقع أنه مازالت هناك أمور حتى الآن لم ينجح الإعلام في إنجازها وتحقيقها، وذلك يفسر حالة الفتور التي أصابت المشاهد، ولكن في النهاية تقييمي للمشهد الإعلامي بشكل عام وهنا أتحدث عن المنظومة الإعلامية الحالية أنها حققت نجاحات وبعض الإخفاقات، لكن هذه الإخفاقات في طريقها للانتهاء لما أشهده من حالة مراجعة وتطوير ذاتي ومستمر يقوم بها الإعلام .
هل الإعلام الحالي قادر على مواجهة ما تبثه القنوات المعادية؟
في الحقيقة أرى ذلك بشكل كبير، فقد نجح الإعلام بالفعل في مواجهة الإعلام المعادي والمعارض رغم اعتراض البعض على ذلك، إلا أن الواقع أثبت أنه على الرغم من أن –بضاعة- ومحتوى الإعلام المعادي أسهل بكثير من –بضاعة- ومحتوى الإعلام القومي والوطني، إلا أن الأخير قد استطاع إثبات مصداقية أحسها الشارع المصري، وكلنا وجدنا ذلك، فالإعلام المعادي طوال الوقت يتحدث عن سلبيات حتى ولو بالكذب والادعاء، في حين أن الإعلام الوطني على العكس تماما يتحدث عن ما يحدث بمصر ويعرض ما يحدث بالشارع المصري .
ما هي المعايير المهنية للصحفي والإعلامي لكسب ثقة المصريين؟
لأكون أكثر واقعية سأتحدث عن الصحفي فهو الصورة الأشمل، فدور الصحفي بالمقام الأول هو أنه يجمع ويتحصل باستمرار على أكبر قدر من المعلومات، لذا نجده دائما في حالة إلمام وتجميع وتواصل مستمر مع كافة المصادر سواء كانت تابعة للدولة أو للمجتمع المدني؛ ليجمع نتائجها ويعلنها بشكل احترافي للناس، ومع الممارسة والوقت نجده يستحوذ على ثقة الناس بل أكثر من ذلك فقد يصل به الحال إلى أن الناس هي من ستبحث عنه، كونه قد أصبح لهم بمثابة الإجابة والتفسير ومصدر المعلومة الموثوق بها.
وهناك أيضاً دور آخر للصحفي ألا وهو التحليل والتفسير والذي يبنى في الأساس على وجود معلومات مثبتة وصحيحة، فإذا لم يتأكد الصحفي من صحة المعلومات لن يستطيع أن يكون محللا ولا صاحب رؤية مستقبلية، مما يعني أنه يفتقر حقيقة ما يحدث ويدور في الكواليس بشكل صائب.. وبالطبع تنطبق هذه المعايير على الصحفي والإعلامي.
ما هو دور لجنة الثقافة والإعلام بـ«الشيوخ» لمواجهة خطورة منصات التواصل الاجتماعي؟
آمل أن يتقدم زملاؤنا باللجنة بمشاريع لمثل تلك القوانين خلال الفترة القادمة، ولكن لأكون أكثر واقعية فلن تكون بهذه السهولة؛ لأننا سنواجه تحديات ومشاكل ستعوق تنفيذها وتطبيقها وعلى رأسها مشكلة الوعي، لذا علينا في البداية تبني قضية الوعي رغم أن البعض يختزل قضية الوعي في الإعلام فقط إلا أنها قضية تحتاج إلي تكاتف وجهد كافة مؤسسات الدولة سواء مؤسسات ثقافية، أو تعليمية، أو شبابية ومؤسسات مالية.
ماذا عن خطورة ظهور مواقع إخبارية تنقل عن مواقع التواصل؟
هناك ما هو أخطر من ذلك بالفعل وهو تناول البعض جوانب الصحافة عبر قنوات التواصل الاجتماعي أو ما تسمى «السوشيال ميديا»، وللأسف دخلوا مجال الصحافة دون امتلاك أي قيم صحفية، وتعاملوا مع الصحافة بأنها وسيلة انتشار بقنوات التواصل، وأباحوا لأنفسهم نشر أي أخبار دون قيد مهني أو زمني متعدين بذلك على كل معايير القيم المهنية والأخلاقية، فهم لا يملكون أي أساس علمي لمعايير الصحافة التي نعرفها.
إضافة إلى ذلك وجود ظاهرة أكثر خطورة وهي ظاهرة دخول ناشطين سياسيين عالم الصحافة والإعلام من خلال «السوشيال ميديا» وأيضا يعانون من افتقار الإلمام للقيم المهنية وأساسيات العمل الصحفي والإعلامي التي تدربنا عليها ومارسناها، كل ذلك كان له أثر سلبي على ما يروج الفترات الأخيرة، ولكن سأكون أكثر تفاؤلا ففي الفترة الأخيرة حدث تنقيح وفرز لمثل هذه الظواهر، حتى وإن لم تصل لنسبة 100% لكن أستطيع أن أقول أنها في طريقها للانتهاء الذي سيترتب علية استقرار المهنة.
وماذا عن مشكلة عدم قيد العاملين بهذه المواقع في نقابة الصحفيين؟
هذه مشكلة تتبع نقابة الصحفيين ومن المؤكد أن منهم من هو مقيد بالنقابة، لكن أؤكد أن القرار الأول والأخير يعود للنقابة وهي صاحبة القرار باتخاذ خطوات تسجيل تلك المواقع وقيد العاملين بها بشكل رسمي، ورغم ذلك لا أظن أنها ستكون مشكلة لأنها لن تتفاقم لأكثر من ذلك، وستتخذ النقابة الإجراء المناسب والصحيح.
هل نعترف بزوال واندثار الصحافة الورقية؟
الصحافة الورقية لم تندثر ولن تزول، كل ما في الأمر أن هناك تراجعا بالفعل وللأسف تراجعا كبير، وعلينا مراجعة تطوير المحتوى ليكون أكثر جاذبية، مع مراعاة الظروف الاقتصادية، فلا أحد ينكر أن كل ذلك تزامن مع جائحة كورونا والتي كان لها تأثير سلبي كبير علي الصحافة الورقية، لكن مازالت الصحافة الورقية تتمتع بالمصداقية والعمق ولها قراؤها الذين يتابعونها وينتظرونها.
كيف ترى ملف إعلام الدولة بشكل عام و«ماسبيرو» بشكل خاص؟
أزمة ماسبيرو من الممكن أن تحل من خلال هيكلة تجمع بين إدارة اقتصادية وإدارة مالية مع ضرورة التأكيد على أنه لا غنى عن إعلام الدولة، فلا يمكن أن ننسى أن «ماسبيرو» رمز التاريخ والتفوق والتمييز، ونبع انبثقت منه الفضائيات الجديدة، لذا أساس حل الأزمة هو أن تدار الأمور بشكل إداري ومهني أفضل، مع أهمية ضرورة ضخ كوادر مهنية جديدة فهم متوقفين عن التعيين منذ سنوات عديدة، لكننا لن نستطيع التخلي عن إعلام الدولة.
نقابة الإعلاميين تحت بند التأسيس منذ 5 سنوات.. ما هو تفسيرك؟
حتى وإن كانت تحت بند التأسيس إلا أنني أرى أنهم يسارعون في إنهاء الإجراءات لمن يزاول المهنة، فقد أصدرت النقابة تصاريح للعديد واتخذت الإجراءات اللازمة ضد من تجاوز، ويوجد العديد ممن هم مقيدين بالفعل بسجلات النقابة بشكل رسمي.
أما عن الوجوه غير المعروفة التي تظهر على شاشات الفضائيات فأرى أن النقابة تتعامل بجدية وحزم مع هذا الأمر، حيث نسمع ونرى كل فترة قرارات اتخذتها النقابة ضد أشخاص لما يقدموا أوراق تسجيلهم، بالإضافة إلى أن النقابة أخطرت كل القنوات بضرورة تسجيل كل العاملين وإرسال أوراقهم لاعتمادهم بشكل رسمي، إذن فهذه ليست مشكلة بعد هذه الإجراءات الحاسمة.
هل وجود أكثر من هيئة مستقلة تابعة للإعلام أفاد المنظومة أم أضر بها؟
بالطبع أفادت الهيئات الجديدة الإعلام بشكل كبير، فلقد أصبح لدينا الأن منظومة إعلامية، وأصبح هناك حق للشكوى داخل هذه الهيئات والتي تنظرها وترد عليها .
دور لجنة الإعلام والثقافة بـ«الشيوخ» الفترة القادمة في ظل الجمهورية الجديدة؟
قادرون على التفاعل مع الحكومة وتقديم دراسات خاصة بكل من الثقافة والإعلام والسياحة والآثار بالجمهورية الجديدة، لما تحتويه الجمهورية الجديدة من مكون ثقافي كبير يظهر من خلال حرص الرئيس بنفسه على وجود أكثر من مركز ثقافي وإبداعي داخل العاصمة الإدارية الجديدة، وأتمنى أن تكون الجمهورية الجديدة انطلاقة جديدة للثقافة والإعلام .
جديد لجنة الإعلام الثقافة بمجلس الشيوخ الفترة القادمة؟
نتبنى قضية الوعي، وقضية قصور الثقافة، بالإضافة إلى أننا نتبنى أكثر من محور لأكثر من قضية.. هذا ما سننكب على العمل عليه والانتهاء منة الفترة القادمة بإذن الله.
ما تقييمك للمشهد السياسي الحالي تزامنا مع الذكرى الثامنة لثورة 30 يونيو؟
بالنسبة للمشهد السياسي الحالي أرى تنوعا كبيرا بين الأحزاب داخل مجلس النواب والشيوخ، فاليوم يشهد البرلمان تنوعا ملحوظا، فهناك نواب ممثلين للأحزاب المختلفة، ناهيك عن ضرورة ذكر مواقف صارمة أتخذها مجلس الشيوخ من أبرزها الموقف الخاص بوزير التربية والتعليم، ولا ننسى موقف مجلس النواب وما قام به من استجواب ضد وزير الإعلام، كل ذلك في ظل رقابة مارسها البرلمان بمجلسيه منذ بداية فترة انعقاده حتى الوصول إلى التفاعل الذي ينتهي لصالح المواطن، فلقد أصبح لدينا اليوم نخبة من النواب تستطيع أن تعبر عن رأي الشارع وتنقل ما يعاني منه المواطن، ولكن أحب أن أذكر وأكرر أن من عزز كل هذا التفاعل هو التنوع الحزبي الموجود حاليا داخل أروقة البرلمان .
كيف تري الدور المصري لمعالجة الملفات الخارجية؟
لا أحد يستطيع أن ينكر نجاح الملف الخارجي لمصر في عهد الرئيس السيسي، فبالعودة للوراء ومقارنة الوضع الذي كنا فيه منذ عام 2013 وما وصلنا إليه الآن أستطيع القول «لن يكون هناك قضية بالمنطقة إلا وستدار بوجود مصر فيها وسيؤخذ رأي مصر فيها، وسيسمع وجهة نظر مصر خلال بحثها، خاصة وأن مصر في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي أثبتت أنها في كثير من الملفات كانت ذات رؤية صحيحة سبقت فيها الكثير من دول العالم بوجه عام ودول المنطقة العربية بوجه خاص».
مثال علي ذلك موقف الرئيس من قضية اليمن وملف أزمة سوريا، فلقد كان الرئيس السيسي يدعو دائما إلى الحل السياسي على عكس غالبية الدول التي كانت تدعو للحل العسكري، لينتهي الجميع الآن بأن الحل السياسي هو الأنسب خاصة بالملف السوري، بعدما اتضح لهم ما ترتب من نتائج بالنسبة للحل العسكري والذي لا يأتي عادة إلا بالخراب .
رؤيتك عن زيارة الرئيس السيسي الأخيرة لبغداد؟
أهم ما في زيارة الرئيس السيسي لبغداد هو نهج السياسة المتبعة من الرئيس، فسياسية الرئيس عبد الفتاح السيسي متعلقة بمحاور وتحالفات لم يتطرق إليها من قبل، مثل محور قبرص واليونان والاستفادة الناتجة عن ترسيم الحدود، والآن نحن بصدد تحالف مع الأردن والعراق، بالإضافة إلى تحالفات ثنائية عديدة المميز فيها أنها لا تسير بخطوات ونهج سياسي فقط كما هو الشائع والمعروف في السياسة الخارجية، بل تسير بمسارين سياسي واقتصادي، بل في كثير من الأحيان سنجد أن الرئيس السيسي يعطي الأولوية للمسار الاقتصادي ليتقدم على المسار السياسي .
صف لنا إنجازات الرئيس في 7 سنوات
فترة حكم الرئيس السيسي هي مزيج جمع بين الحلم والأمل والكبرياء؛ ليتكلل كل ذلك ويتوج بنجاحات عظيمة نشهدها على أرض الواقع.
نهنئك على رسالة الدكتوراه.. ونريد معرفة محاورها؟
رسالتي خاصة بالإعلام السياسي، ولا أنكر فضل ما مررت به من تجارب سابقة أكسبتني العديد من الخبرات، فقد بدأت محرر أحزاب ثم محرر برلمان والحمد لله لي رصيد تاريخي كبير في هذا المجال، نتج عن ذلك أنه من خلال أدوات البحث العلمي مع توافر عنصر الخبرة التي أمتلكها؛ امتلكت الفرصة لأن أصيغ كل هذا المكنون وأقدمه بشكل رسالة دكتوراه علمية تناولت فيها كافة التحولات السياسية في مصر مع أوجه معالجة تقصير الصحف المصرية الخاصة بقضية التحول السياسي خلال فترة 2011 حتى عام 2017 .. وهي أكثر فترة شهدت حالة من السيولة الإعلامية والسياسية على حد سواء، خاصة بالفترات الأولى.
لذلك تناولت هذه الفترة مع التركيز والاستفاضة على فترة التحولات الدستورية بمصر بداية من أول تعديل دستوري عام 1971 وذلك في 15 مارس قمت بعرض الإعلانات الدستورية المتعاقبة ودستور 2012 ثم دستور 2014 والانتخابات البرلمانية وبالأحرى فترة انتخابات مجلس الشعب 2011 - 2012 ومجلس الشورى عام 2012 وأخيرا مجلس النواب 2015 مع عرض خاص ومفصل للانتخابات الرئاسية عام 2014 وإعادتها .