الخميس 28 نوفمبر 2024

غيرت أعراضها.. فباتت أكثر خطراً «الحمي الروماتيزمية».. عندما تصبح اللوزتان خطرا على القلب!!

  • 15-5-2017 | 13:18

طباعة

بقلم -إيهاب سلامة
تزداد الحمي الروماتيزمية في الأحياء المزدحمة بالسكان وتقل أو تنعدم في الأحياءالراقية التي تتخلل منازلها الشمس والهواء
يلعب الاستعداد الوراثي دوراً في الإصابة.. لكن سبب هذا الاستعداد مازال غير معروف
بينما تختفي «الحمي الروماتيزمية» من العالم.. تتزايد نسبة الإصابة بها في مصر، خصوصاً في الأحياء المزدحمة، ضحاياها بين سن الخامسة والخامسة والعشرين، وتكمن خطورتها  في إنها إن لم تعالج..تترك آثارها علي القلب
وتنتج الحمي الروماتيزمية عن إصابة الحلق أو اللوزتين بواحدة من الميكروبات السبحية وسميت بذلك لأنها تتكون من حبيبات تتجمع علي شكل السبحة.
يقول الدكتور الطاف عاشور استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية: اختفي روماتيزم القلب أو أصبح نادرا في البلاد التي اعتبرت التهاب الحلق من الأمراض المعدية الواجب الإبلاغ عنها، كما هو الحال في السويد وشمال أوروبا، فأصبح علاج التهاب اللوزتين بشكل فعال من المبادئ الطبية الأساسية، كما اختفت الحمي الروماتيزمية في اليابان ومازالت منتشرة في كثير من بلدان الشرق الأقصي.
ويضيف: في القاهرة تزداد نسبة حدوث الحمي الروماتيزمية في الأحياء المزدحمة بالسكان وتقل أو تنعدم  في الأحياء قليلة الازدحام التي تتخلل منازلها الشمس والهواء. وتكثر الإصابة بها بين أطفال الغرفة الواحدة ، حيث يسهل انتقال التهاب الحلق من طفل إلي  آخر.
ويلفت د. الطاف إلي أن الحمي الروماتيزمية ليست نتيجة حتمية لالتهاب اللوزتين،  بل  تحدث  عند بعض الأطفال أو الأشخاص ذوي الاستعداد للإصابة بها.
ويتابع: غير مفهوم بالدقة سبب هذا الاستعداد، وقد تكون لعوامل الوراثة الخاصة بحساسية تجاه المواد الغريبة، لذا تظهر في بعض العائلات دون الأخري.
ويشير الدكتور الطاف إلي أن  خطورة الحمي الروماتيزمية حالياً في تغير شكلها عما كانت عليه سابقاً. حيث كان يسهل تشخيصها حتي لغير الطبيب.
ويضيف: الأعراض سابقا كانت ارتفاع شديد للحرارة مصحوب بآلام شديدة وتورم بالمفاصل ينتقل من مفصل إلي آخر. أما حاليا فقد أصبحت  حرارة طفيفة وغير ملحوظة وآلام خفيفة بالمفاصل قد تنعدم أحياناً. وإصابة القلب دون إنذار سابق هي القاعدة وكثيراً ما يصعب تشخيصها علي الممارس العام.
ويستطرد: تصيب الحمي الروماتيزمية الأطفال والشباب بين سن الخامسة والخامسة والعشرين وفي حالة الطفل يجب علي الأب والأم ملاحظة الأعراض التالية عقب التهاب اللوزتين أو الحلق الذي يشفي بعد أيام، وتتمثل في آلام خفيفة بالمفاصل قد تسبب عرجاً للطفل يؤدى لوقوعه أثناء اللعب، بهتان في اللون، فقدان للشهية وآلام بالبطن، نزيف من الأنف.
وتستدعي هذه الأعراض العرض علي أخصائي لتأكيد أو نفي الإصابة بالحمي الروماتيزمية وهي إذا عولجت علاجاً صحيحاً سلم القلب من أي أضرار. أما إذا أهمل علاجها أو تكرر حدوثها فإصابة القلب. تصبح كبيرة الاحتمال..
ويضيف: للحمي الروماتيزمية سمة لا تجدها في الحميات الأخري وهي تكررها في الشخص الذي أصابته وأحياناً يكون هذا التكرار موسمياً في نفس الفصل أو في نفس الشهر ولهذه الخاصية قيمة تشخيصية كبري.
بينما يقول الدكتور أشرف الحلوجي استشاري الأمراض الباطنة بجامعة القاهرة: إن الميكروب السبحي المسبب للحمي الروماتيزمية يتكون من عدة فصائل أو أجناس لها خواصها المناعية المختلفة، وقد يصاب المريض بنوع منها فيكتسب مناعة ضده، ولكنه لا يكتسب مناعة للفصائل الأخري التي قد تصيبه في سنوات قادمة
و يضيف: إذا ما تمكنت الحمي الروماتيزمية من القلب انتهت به إلي قلب عليل تلفت صماماته فضاقت أو وسعت أوكلاهما إضافة إلي هبوط ينتج عنه عدم القدرة علي المجهود أو ضيق التنفس. ويمكن علاج روماتيزم القلب بالوقاية من الحمي الروماتيزمية علاجها علاجا صحيحا ويتابع : تتطلب الوقاية من الحمي الروماتيزمية عدم الإهمال وعلاج التهاب اللوزتين أو الحلق الحاد مهما كان طفيفاً فإن حقنة واحدة من البنسلين طويل المفعول الذي يمتد أثره العلاجي لمدة ثلاثة أسابيع كافية لعلاج هذا النوع من التهاب الزور وضمان لعدم الإصابة بالحمي الروماتيزمية إذا كان المصاب عنده استعداداً لحدوثها ولا يجب علي المريض أو أهله أن يخشوا الحساسية من حقنة البنسلين فهي نادراً ما تحدث، كما يجب عزل المريض بالتهاب الحلق عن أفراد العائلة حتي لا تنتقل العدوي للسليم.
وبالنسبة للعلاج يقول: إذا تطورت حالة مريض التهاب اللوزتين الحاد إلي الحمي الروماتيزمية، فهذا يتطلب العلاج الدقيق والطويل إلي أن ينتهي نشاطها من خلال:
الراحة التامة حتي تبين تحاليل الدم المختلفة توقف نشاطها، والعلاج الدوائي بالإسبرين أو العلاج الوقائي وهو حقنة بنسلين طويلة المدي كل ثلاثة أسابيع بصفة مستمرة حتي سن الخامسة والعشرين أو ما بعدها لضمان عدم تكرار الحمي الروماتيزمية.
ويضيف الدكتور الحلوجي أن هناك آمالاً في اكتشاف مصل يقي من الحمي الروماتيزمية.
كما هو الحال في أمصال الحصبة والدفتيريا والجدري وغيرها من الأمراض المعدية التي قضي عليها، وتجري الأبحاث منذ عدة سنوات لعمل مثل هذا المصل، ولكن تقابل العلماء والباحثين صعوبات كثيرة.
ويتابع: إذا تركت الحمي الروماتيزمية أثرا بالقلب، فقد تكون هذه الآثار خفيفة ولا تتطلب أي علاج خاص بالقلب أو تختلف شدتها فتطلب الإقلال من بذل المجهود الجسماني أو تتطلب علاجاً باطنياً أو تدخلاً جراحياً بعد سنين طويلة.
ولابد أن نذكر دائماً أن مريض روماتيزم القلب يمكنه أن يعيش بالعناية اللازمة حياة طبيعية ليتزوج وينشئ عائلة ويتقدم به العمر ليصل إلي الشيخوخة دون مضايقات تذكر.

 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة