نحن الآن في لحظة فريدة من نوعها في تاريخ التكنولوجيا، حيث يمر مجتمعنا بمرحلة انتقالية من الاقتصاد الصناعي الي الاقتصاد الذي تحدده مجموعة جديدة من التقنيات، فهي تتراوح مابين التكنولوجيا الرقمية إلي تكنولوجيا متناهية الدقة هي تقنية (البلوك تشين) وهي باب العبور إلى المستقبل.

وظهرت في الأونة الأخيرة هذه التقنية كإحدي التقنيات التي تتجه إليها العالم بسرعة كبيرة، فاتعتمد تقنية "البلوك تشين" علي اللامركزية، حيث يعتمد النظام علي مجموعة من البلوكات فكل جهاز كومبيوتر أو خادم في ذلك النظام يقوم بعدة مهام مثل: تخزين معلومات المعاملات وتوقيت حدوثها وعناوين الكتل المتصلة بها، فاهكذا لم يعد هنالك الحاجة لطرف ثالث للعمل كوسيط لإدارة المعاملات بين الأشخاص.

يمكننا وصف البلوك تشين ببساطة بأنها نوع من القواعد والبيانات الجديدة، موزعة بشكل متوازي وتتميز بأنها تستطيع إدارة عدد غير نهائي من البيانات، فهي عبارة عن سجل إلكتروني يسجل المعاملات والصفقات ويقوم بإدارتها، فالبلوك تشين أسرع في معالجة البيانات وتخزينها كما يمكن لهذه التقنية أن تقوم بأي نوع من تحويل الأموال.

فيوجد العديد من استخدامات البلوك تشين منها:
العملات الرقمية.
العقود الذكية .

تعتمد تقنية "بلوك تشين" على التشفير لتأكيد المصداقية والأمن، وتتميز بإجراءات غير مركزية ومقاومة للعبث ورفع ، الأمر الذي يتيح تطبيقات واعدة في مجالات استراتيجية، مثل الخدمات المصرفية الإنتاجية والرعاية الصحية والزراعة والتصويت غيرهم، وتقوم طريقة التشفير هذه بإنشاء رموز تحمي سرية البيانات فيحوّل التشفير البيانات إلى صيغة يمكن قراءتها وفك رموزها بواسطة المستخدمين المصرح لهم فقط.

 مميزات البلوك تشين:
الشفافية:

على عكس طرق التشفير العادية التي تقوم بحجب المعلومات تمامًا، حيث تمتاز تقنية البلوك شين بأنه يمكن أن يتم الاطلاع على المعلومات الموجودة بها في أي وقت وأي مكان، وعلى الرغم من أن الأنظمة المالية التقليدية التي تمتلكها البنوك والحكومات هي أنظمة عالية المستوى في الأمان والحماية، إلا أنها أنظمة معرضة للاختراق.
 
الأمان والاستقرار:

فالأنظمة المالية التقليدية التي تمتلكها البنوك أنظمة قابلة للإختراق مهما توفرت طرق الحماية فيها، وأما في النظام الخاص بتكنولوجيا بلوك تشين فإن فكرة اختراق النظام فكرة شبه مستحيلة، فلكي يخترق أحد أنظمة  البلوك تشين لابد له من تغيير بيانات آلاف الأجهزة الموزعة حول العالم، فمن مميزات تقنية البلوك تشين أنه بمجرد تسجيل المعلومات عليه لا يمكن العبث بها أوتغييرها، فيمكن استخدامه في المعاملات المالية لحفظ المعلومات الخاصة بالعملاء.

لا يحتاج لوسيط:

في الواقع لإتمام التعاملات المالية التقليدية يحتاج الطرفين عادة إلى وسيط كالبنك أو شركة بطاقة الائتمان أو مقدم خدمات الدفع على سبيل المثال، حيث في معظم أنظمة الدفع التقليدية لا تعتمد المعاملات فقط على الطرفين المعنيين فابهذه الخدمة أصبح لا يحتاج لذلك، وهو بالتالي يوفر رسوم المعاملات؛ لأن كل الأموال وكل الأملاك موجودة على الشبكة لا تحتاج وسيط لإتمام العمليات ومصدر جميع الأموال معروف.

ولكن لا يمكننا أن نغفل العيوب التي يمكن أن تحتوي عليها ذلك التقنية وهي  أنها قد صممت من البداية على نظام غير مركزي، وعلى الرغم أنها تعتمد على عنصر الأمان وتشفير الهوية لأي معاملة، إلا أنه يمكن فك رموز التشفير والوصول إلى المعلومات والبيانات داخل المعاملة.

كما أن تقنية البلوك تشين لا تسمح بوجود طرف ثالث في المعاملة، أو أطراف وسيطة متعددة وبالتالي يتمكن المستخدم من إجراء العمليات بحرية على منصة عامة آمنة لكن في حال رغبت أن يقوم غيرك بتنفيذ العملية ستجد صعوبة كبيرة.

كما تحتاج إلي أجهزة مكلفة وطاقة انعدام سيطرة البنك المركزي، كما أنها تمثل فرصة كبيرة للعمل في الخفاء.