الجمعة 7 يونيو 2024

الروائى شريف عثمان: رواية العتبة تناقش أفكارًا خاطئة.. ودور النشر فى حالة سيئة (حوار)

الروائي شريف عثمان

ثقافة6-7-2021 | 23:28

بيمن خليل

الروائي الشاب شريف عثمان، أبرع من وصفوا الواقع وكتبوا عنه، تعددت أعماله الروائية ما بين الأدب الاجتماعي والتاريخي وأدب الرحلات، اتسم بأسلوبه السهل والشيق في رواياته، فبرغم أنه خريج علوم سياسية على أن كتاباته بعيدة كل البعد عن تلك النواحي، فهو يؤمن برسالة الكاتب المثقف الذي يبحث بجهد ليعطي القارئ ما تعلمه واستفاد منه، ليثري حياة القراء بالثقافة والعلم، هذا هو الهدف الذي طالما ما يركز عليه الكاتب طوال مشوار حياته الأدبية، بدأ بكتاب "الرواي" فحمل لقبه وصار معه.

وصدر للكاتب حديثًا رواية بعنوان "العتبة" عن دار شهرزاد للنشر والتوزيع، فهي رواية إجتماعية تاريخية، تصف حدث ما لشخصية شهيرة، وصلت إلى النجاح والثراء، ولكن هل هذا الثراء من نواحٍ مشروعة أم بطرق ملتوية وبمصادر يعاقب عليها القانون؟ فهنا الكاتب يناقش في روايته الفكرة من كلا الجانبين الإيجابي منها والسلبي، ويظهر لنا منظور لا نراه ولا نعلم عنه شيء إلا بعد قراءة الرواية لنفهم الشخصية الملقى الضوء عليها وندرك العالم الذي جعلنا الكاتب أن نعيش فيه في منطقة العتبة الشهيرة، وإلى نص الحوار:

حدثنا عن روايتك الجديدة المشارك بها في المعرض هذا العام؟

إن رواية العتبة هي العمل العاشر لي، لأني كنت أرغب وأحب أن أكتب عن العتبة، فلم أكن من سكان العتبة بعد، ولكن شركاتي في هذه المنطقة، وهذا ما جعلني أقضي فيها أوقات كبيرة.

ورواية "العتبة" تحمل جانب اجتماعي تاريخي، تتحدث عن أحد رجال الأعمال المشاهير، الأغنياء في منطقة العتبة، ومن هناك كوَّن ثروته.. فتعددت الأقاويل عليه مثله مثل أي شخصية غنية وشهيرة وكثرت التساؤلات من الناس، هل كونها عن عمل مشروع أم بأعمال غير مشروعة، وتحديدًا؛ تجارة المخدرات.

من أي ناحية رصدت فكرة روايتك ومناقشتها؟

الرواية تبرز الجانب الإيجابي والجانب السلبي معًا، وأن أي غنيّ في مصر تحاوطه الشكوك حول مصدر ثروته وتكثر الظنون ضده بتكوين ثروته بطرق غير مشروعة، فأنا أحاول في روايتي "العتبة" أن أعالج فيها بعض الأفكار الخاطئة أو المشكوك فيها وأنه من الممكن جدًّا أن هذا الإنسان الثري كون ثروته عن طريق صحيحة، وليس بالضرورة أن يكون سلك دروب غير شرعية.

أنت باحث سياسي، فلماذا لم تشمل كتاباتك هذا؟

أنا خريج كلية العلوم السياسية، وعن سبب عدم دخول كتاباتي في السياسة فأنا أحترم جدًّا الحدود الموضوعة، وهي عدم التحدث في الدين، وعدم التحدث في السياسة، وحتى لو لم يكن يوجد حدود.. فنحن ككتاب لنا رسالة نحملها وعلينا أن نقدمها للأجيال الجديدة، الأجيال التي نالت منها المهرجانات وأتلفت عقولها، والأجيال التي أضاعها "التيك توك"، ولذا وجب وفرض على الكاتب أنه يكون لديه دور مجتمعي، وهو كيف يثقف الناس بثقافة حقيقية تعود عليهم بمنفعة كبيرة وتثري نفوسهم وتنهض بعقولهم، وليس عليه أن يكلمهم في السياسة، فالسياسة أناس تكلموا عنها كثيرًا جدًّا لسنوات عديدة، ولكن دوري ككاتب أن أقدم للناس الثقافة، حتى أترك لهم أمور جيدة.

منذ متى وأنت تذهب إلى معرض الكتاب؟

أنا من أبناء معرض الكتاب، كنت أذهب إلى المعرض بمفردي منذ عام 1994، وكنت حريص أن أدخر بعض أموالي لأستطيع شراء الكتب، وأتذكر وقتها وجود  مبادرة السيدة سوزان مبارك، "القراءة للجميع" وكنت وقتها أشتري كتب كثيرة جدًّا.

هل تختار أسماء كتبك من صلب الموضوع في داخل العمل أم ماذا؟

إن أسماء كتبي أنا الذي أختارها، سواء اسم الرواية أو اختيار الغلاف، ولا أحد يستطيع أن يملي عليَّ اختيارهم غيري أنا، أما عن غلاف رواية العتبة التي نحن الآن بصدد الحديث عنها، فالعمارة التي تتوسط الغلاف اسمها عمارة "تيرنج" وهي عمارة تاريخية تعد من أشهر معالم منطقة العتبة.

لاحظت من رؤية أغلفة رواياتك أنها تتسم جميعها بالواقعية والفكرة الواضحة؟

نعم صحيح؛ فمثلا رواية "الذهب الأبيض"، والذهب الأبيض هو "العاج" والرواية تتحدث عن قتل الأفيال، تفع أحداث الرواية في إحدى القرى الفقيرة في إفريقيا.

أما رواية "منهاتن القاهرة" فغلاف الرواية يحتوى على إحدى مباني منهاتن، ففكرة الرواية تقوم ما بين منهاتن في نيويورك والقاهرة، وهي بالمناسبة رواية شيقة جدًّا مزجت فيها واقعين، ولأني قد عشت في أمريكا سنين عديدة.

أما رواية "ثرثرة القردة" فتقع أحداثها في دولة نيبال والرواية تعد أدب رحلات، فإذا سافرت نيبال ستجد في كل مكان من حولك قرود.

أما رواية "بيبوليس"، فهي رواية مثيرة جدًّا، رواية نفسية، تتحدث عن فترة من فترات مصر التي نشبت فيها مشاجرات دينية بين عائلتين، وكأن أحد يتدخل فيما بيننا في محاولات منه لقتل الوحدة الوطنية.

لماذا دائمًا رواياتك تأخذ هذا المنهج الواقعي؟

أنا من محبين الواقع، فأنا مع إن الإنسان لا يجب أن يخرج من قوقعته، وأن على الإنسان أن يؤدي رسالته والعمل المطلوب منه.

هل لديك أعمال مترجمة؟

لدى بعض الأعمال التي ترجمت مثل "الرواي" ليست رواية ولكنه كتاب تثقيفي، وهذا أول عمل لي، هو البذرة التي بدأت بها، وتأتي الفكرة لبدء هذا العمل عندما كنت أجلس في الحسين، ووجدت رجل عجوز أتاه أحفاده من بريطانيا فعاود يشرح لهم التاريخ المصري والأصالة والحضارة بشكل مبسط، فعجبتني هذه الطريقة، وأنا باحث سياسي، عليَّ أن أبحث في كل شيء، فلماذا لا ابحث في الأمور والمواضيع الهامة التي تشغل الناس، وأقدمها لهم بصورة بسيطة، ومن هنا جاءت لي فكرة الرواي، ولاقت نجاحًا كبيرًا، ولقبت بعدها بالرواي، صار لقبي بعد اسمي شريف عثمان يأتي لقب "الرواي".

تأثير كتابك الأول "الرواي" ومدى نجاحه؟

"الرواي" أعجب الناس كثيرًا، من جميع دول العالم، وقد هاتفني دكتور بجامعة السربون، عبر ليه بفرحته بهذا الكتاب وأكد لي أنه لو يوجد عدل لترجم هذا الكتاب ودُرِّسَ، وبالفعل الكتاب ترجم فعلاً إلى الفرنسية ووزع في الجزائر وفرنسا.

هل لديك مخططات مستقبلًا لإعادة إنتاج كتاب "الرواي"؟

صراحةً أكثر من دار نشر تواصلوا معي لأعيد إصدار كتاب الرواي مرة أخرى، ولكن هذا الكتاب بدأت رحلة بحثي فيه في عام 2007 و 2008، ونشر في أواخر 2010 فلازم يدخل في عملية تحديث للمعلومات التي بداخله، ليكون باستطاعته الصدور مرة أخرى، وأنا في مخططاتي إصدار الرواي 2  في المستقبل القريب.

حدثنا عن تجربتك مع دور النشر المصرية؟

تجربتي أنا الشخصية مع دور النشر أفضل أن احتفظ بها لنفسي، لكن في العموم الحال ليس جيد بل سيء، الحال سيء جدًّا، (واللي بيدفع أكتر هو اللي بينشر له)، بصرف النظر عن محتوى الكتاب، وما يقدمه، فيوجد أمور كثيرة تحتاج إلى تصحيح.