السبت 18 مايو 2024

«الجمهور عايز كدا» حجة باطلة.. نجوم الفن الجميل يكشفون أسرار انهيار الدراما المصرية ويضعون روشتة العلاج

الدراما قديمًا

فن10-7-2021 | 23:19

محمود بطيخ

شهدت الفترة التي تلت الموسم الدرامي الرمضاني الماضي، حالة من الجدل الشديد، بعد عرض عدد من المسلسلات، التي اعتبرها الجمهور والنقاد، مدمرة للذوق العام، لإعلائها عددا من السلوكيات غير السوية، التي تعتمد على العنف، والبلطجة. 

ومع زيادة الانتقادات التي وجهها الجمهور إلى هذه الأعمال، بدأ يتضح أن ذريعة "الجمهور عايز كدا"، لم تعد مقنعة كحجة لتقديم هذا النوع من الأعمال، لذا كان لا بد من اللجوء إلى فناني الزمن الجميل، للتعرف على رؤيتهم إزاء حالة التردي التي تعيشها الدراما المصرية حاليا، ومحاولة الإجابة عن سؤال مهم هو: لماذا فقدت الدراما المصرية ريادتها، ووصل إلى هذه الحالة التي شاهدها الجميع في مسلسلات من نوعية "نسل الأغراب"، و"ملوك الجدعنة".

أزمة الفن في عدم وجود مؤلفين.. ولم أدخن السجائر لهذا السبب
قال الفنان القدير رشوان توفيق، إن ما يفتقر إليه الفن المصري الحديث هو التأليف، مشيرًا إلى أن التأليف يجب أن يعود كما كان.

وأكد في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أنه حينما كان يقرأ ورق للكاتب أسامة أنور عكاشة، غير مكتوب عليه اسمه كان يعرف من السرد، أنه خاص بإسامة عكاشة، موضحًا أن ذلك ينطبق على كل المؤلفين، مثل مجدي صابر، ومحفوظ عبدالرحمن، أما الآن فهم ورش كما يطلقون على أنفسهم، إلا أنه أشار إلى أن لفظ ورشة لا يصح أن يطلق على الفن والأدب والثقافة، كما يطقلونها الآن.

وأفاد بأن هادي الجيار رحمة الله عليه، كان يتسائل دائمًا كيف يكتبون؟، وذلك السؤال كذلك لا يزال يسأله الفنان رشوان توفيق، حسبما أضاف. وتابع أن المشلكة التي بدأت تتفاقم هي تلك المعارك التي بدأ يشاهدها عبر التلفاز، بالعصي والشوم، والمديه "السلاح الأبيض"، مشيرًا إلى أن الرقيب في الستينيات كان لا يعطي حرية أكبر للمؤلفين، رغم الفن الهادف الذي يعطونه، أما اليوم فإن الألفاظ الخارجة بدأت تكون بشكل مبالغ فيه في الأفلام والمسلسلات، مؤكدًا أن ألفاظ كثير لا يجوز أنى تخرج على التلفاز.

وأكد أن السجائر كانت ممنوعة على التلفزيون القديم، أما اليوم فإن المخدرات بكل أنواعها بدأت تظهر بفظاعة على التلفزيون، حتى وإن كان ذلك تعبيرًا عن الخير والشر، فقد كان الخير والشر موجودان في الدراما القديمة.

وتابع أن التلفزيون للأسرة، والأسرة بها أطفال لا يجوز أن يشاهدوا مثل تلك المشاهد التي تدعو إلى العنف، موضحًا أن طفل في الصف السادس الإبتدائي، ضرب زميلة بآلة حادة على وجهه، بسبب تلك المشاهد، ومن ثم ظهر الطفل وهو يقول أنه كان يتمني أن يتقدم لكلية الحربية. وقال الفنان رشوان توفيق، أن في رأيه الشخصي أن الأسرة هي أساس المجتمع، وعندما يدخل في الأسرة تلك العادات السيئة، مثل تناول المخدرات، وغيرها من المساوئ.

وأضاف الفنان القدير، أنه ولد في شارع المبتديان وحينما كان في سن الـ14عام، قال له والده لا تشرب السجائر، ونهته أمه عن الجلوس في أي مكان يوجد فيه شباب يشربون المخدرات، وهو عنده الـ20 عام، وقد استمع لحديثهم، ولم يجلس في أي مكان منع منه ولم يتناول ما نهوه عنه، حيث أن تلك هي تربية المنازل.

على الدولة أن تعود للإنتاج الدرامي من جديد
قالت الفنانة القديرة سميرة عبد العزيز عضو مجلس الشيوخ، إن الدراما في الوقت الحالي شغل تجاري فقط، ودون المستوى، ولابد أن تعيد الدولة إنتاج الدراما مرة أخرى ولا تترك الإنتاج للشركات الخاصة، مشسرة إلى أنه يجب على التلفزيون المصري وصوت القاهرة إعادة الإنتاج لتقديم مسلسلات من أجمل ما يمكن أن يشاهدها المواطنين.

وأكدت سميرة عبد العزيز في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال» أنها رفضت أن تقوم بدور والدة محمد رمضان، في إحدى الأعمال، لأنها قامت بأدوار عظماء، موضحة أنه لا يجوز أن تقوم بدور أم لبلطجي، نظرًا لأعماله الدرامية والسينمائية التي تفسد الشباب.

 وأضافت أن هناك فرق كبير بين الدراما قديمًا وحديثًا، لأن ما قدموا المسلسلات القديمة كانوا يدركون معنى ما يقدمونه، وكانوا يهتمون بالأسرة ومطالباتها والشباب، مؤكدة أن ما نشاهده في الوقت الحالي خاص بطبقة جديدة وليس المثقفين، وكل الآباء والأمهات يرفضون الدراما التي تعرض على القنوات التلفزيونية لأنها مبتذلة، لما يشاهدونه من مشاهد عارية وأعمال تتنافى مع المجتمع.

وتمنت أن يتحمس أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، لأجل سن قوانين تحد من أعمال البلطجة في الدراما والأفلام، لأنها تقوم بنشر هذه القوانين التي تحد من هذه الأعمال غير اللائقة في مجلس الشيوخ بصفتها نائبة بالمجلس.

وتطالب الفنانة سميرة عبد العزيز أن تعود الدولة للإنتاج مرة أخرى، مضيفة أن الدولة عندما كانت تنتج المسلسلات نجد القائمين بالأعمال الدرامية يقرأون النصوص ويختارون النص التي لا يوجد بها أي إهانات للشعب، وكذلك المخرج الذي يشرف على المسلسلات.

الاكثر قراءة