الإثنين 6 مايو 2024

كل يوم فنان| إيفلين عشم الله.. فنانة تجسد الحكاوي والتراث بريشة متفردة

إيفلين عشم الله

ثقافة13-7-2021 | 12:23

مريانا سامي

"إيفلين عشم الله" هي فنانة تشكيلية مصرية الهوية والروح والقلب؛ تُعد من أهم فنانين مصر الذين شكلوا معالم وملامح الحياة الشعبية ورموزها وكينونتها، فهي أبنة دسوق التي استخلصت من طفولتها باكورة أعمالها وتعبيراتها وإبداعها المتفرد.

ولدت الفنانة إيفلين عشم الله في دسوق بمحافظة كفر الشيخ، وكان ذلك في العاشر من أغسطس لعام 1984، في حارة شعبية بسيطة تكاد تكون السبب الأهم والأكبر في بلورة اتجاهها الإبداعي وأفكارها ولوحاتها المُعبرة، فقد عايشت في دسوق الموالد والمناسبات الدينية والشعبية وطقوسها وأناشيدها وكل مايخصها، فقد عاشت في مدينة تضج بالحياة فكانت نعم الإلهام الأول.

حين ألتحقت إيفيلن بالمدسة رسمت لأول مرة مولد شعبي بناء على طلب من مُعلم الرسم وقد أنبهر معلمها برسمتها ودعمها أمام زملائها؛ بل وعلق لوحتها في المدرسة تشجيعًا إضافيًا لها، وقتها نمى حب الرسم بداخلها وبدأت بوادر موهبتها الحقيقة تطل بنورها فارضة وجودها وإحساسها.

عاشت الفنانة إيفلين عشم الله لفترة أيضًا وسط الفلاحين والزرع وبساطة الحياة القروية حتى شكل البيوت وعادات الناس وشكل الحظائر والحيوانات وحتى حشرات الأرض الزراعية المُميزة، فأحتفظت ذاكرتها بكل هذه الامور حتى طغت على لوحاتها، ف كل لوحتها استخدمت الموتيقات والرموز الشعبية البسيطة بتجسيد واقعي ليس سطحي بل بغوص في كينونه الحدث والفرد ذاته من طبيعة وأحلام وحياة، وحين أتمت الفنانة دراستها الثانوية ألتحقت بكلية الفنون الجميلة بجامعة الاسكندرية وبدأت دراستها وإطلاعها على أعمال أساتذتها والفنانيين من أماكن وعصور مختلفة، وقد تخرجت عام 1973.

دائمًا ترى الفنانة إيفلين أن الفن هو حالة من العمق ونتيجة الغوص في الوجدان والتكوين والذكريات ولا يحتاج إلى تصنيف معين أو اتجاه أو مدرسة، الفنان يعبر عن منطقته الخاصة وبأدواته، كما إنها تركز اهتمامها على فكرها وإبداعها أكثر من كونها تبحث عن أي مدرسة تنتمي، فربما نقول بشكل دقيق أن الفنانة إيفيلن عشم الله خلقت مدرستها الخاصة.

تتجسد لوحات الفنانة إيفيلن عشم الله بعيون طفلة بريئة ذكية تلاحظ ماحولها وتعبر عنه فيما بعد، فهي خلاصة تجربتها وذاكرتها ورصدها بعين مميزة هذا التراث شديد الثراء؛ وقد قال عنها  الفنان حسين بيكار:إن عالم الفنانة إيفلين عشم الله طفولي مفعم بالبراءة والنقاء، غير أن طفولتها ليست طفولة ساذجة، حيث تتسم لغة التعبير والتناول بأستاذية ووعي كاملين لكل ما يسقطه خيالها فوق السطح... فاجتمعت البراءة والحكمة في صعيد واحد.

وتعتبر لوحاتها تعج بالحكايات فهي ترسم الحكايات أو تحكي بفنها ولوحاتها حكايات مختلفة وجو حميمي مترابط في ربط بديع بين الماضي والحاضر؛ كذلك من أهم ماتتميز به أعمال إيفيلن عشم الله إنها كنت ترسم الكائنات الخرافية المُهجنة، خليط من شكل الإنسان والحيوان والحشرات بألوان مبهجة وقد استلهمتها أيضًا من حكايات الجدات والنساء في الريف والحارة الشعبية البسيطة، وقد ألهمت عدد من الفنانين العالميين هذه الزاوية. 

والجدير بالذكر أن الفنانة إيفيلن عشم الله عضو بجماعة الفنانين والكتاب أتيلييه القاهرة،  عضو مؤسس نقابة الفنانين التشكيليين، عضو جمعية خريجى الفنون الجميلة، وقد عملت بالهيئة العامة لقصور الثقافة كمتخصصة فى الفنون التشكيلية، عملت صحفيه بمجلة روز اليوسف من عام 1973 حتى عام 1975، اخصائية فنون جميلة بإدارة الفنون التشكيلية بالثقافة الجماهيرية، مديرة متحف محمد ناجى بالهرم من 1993ـ 1995، مديرة متحف الفن المصرى الحديث من عام 2000 إلى 2002 .

وحصلت على العديد من الجوائز المرموقة منها إنها أول مصرية تفوز بالجائزة الأولى في مسابقة "فاوست" العالمية عام 1992، وذلك لرسمها شخصية "هومونكولوس"، وهى صفة الشخصية الذى باع نفسه للشيطان فى رواية الأديب الألمانى "جوته" وأقامت وشاركت في العديد من المعارض المحلية والدولية لعرض أعمالها.

Egypt Air