الإثنين 25 نوفمبر 2024

سيدتي

استشارى نفسى يقدم الطريقة المثالية لتدريب الأطفال على ثقافة العطاء

  • 14-7-2021 | 01:59

صورة الدكتور وليد هندي الاستشاري النفسي

طباعة
  • سعيدة حسن

شهدت مصر خلال الفترة الماضية حدثين مهمين على الصعيد الإنساني؛ أعادا إلي المجتمع روحه، فبعد أن كان يخشي علي الجيل الحالي من حالة التمركز حول ذاته والأنانية، فاجأتنا طالبات كلية الطب جامعة الأزهر دفعة "51"؛ بتبرعهن بأموال جمعنها لحفل التخرج - بلغت 185 ألف جنيه- من أجل شراء جهاز غسيل كلوي لمستشفي سيد جلال.

 

ويبدو أن حالة الإيثار هذه، لم تكن مقصورة علة طالبات طب الأزهر؛ بل سبقهم إليها طلاب كلية الصيدلة في  الزقازيق، حيث عاش رواد السوشيال ميديا، حالة من البهجة، والسعادة ، أو ما يشبه العرس الأخلاقي، احتفوا فيها بأحمد رمضان، الطالب بالفرقة الخامسة، بكلية الصيدلة، جامعة الزقازيق، ودفعته بعدما أقاموا عرسا أخلاقيا لزميلهم بممر شرفي؛ اصطف فيه طلاب الدفعة في مظاهرة حب له، وتقدير وعرفان منهم  ورد للجميل الذي صنعه معهم طوال العام الدراسي، من خلال مساعدة الدفعة كاملة  في محاضراتهم.

 

وفي اللقاءات التي أجرتها وسائل الإعلام مع أحمد رمضان، وجه أحمد في مستهل حديثه الثناء و الشكر لوالده ووالدته، اللذان كان لهما الفضل الأول في بث قيمة العطاء والتعاون لديه، مؤكدا على دور القرآن الكريم في تدعيم هذه القيم .

 

وفى هذا السياق قدم الدكتور وليد هندى الطرق التربوية التي تعينهم في بث قيم العطاء، والتعاون لدي أبنائها، وتعويدهم على المبادرة ومساعدة الغير، وكذلك بث قيم الثناء، ورد الجميل، وثقافة الثناء والشكر    .

 

وقال الاستشاري النفسي ، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن أهم الطرق التي يتعلم منها الطفل قيم العطاء، ورد الجميل هو التعلم بالمشاهدة والمشاركة، فالأسرة التي توفر مناخ من الدفء العاطفي والتعامل فيما بينهما بالبشاشة والاحتواء والتجويد في قضاء الحاجات بين أفرادها، فضلا عن الاحترام المتبادل بين الزوج و الزوجة، يخلق طفلا سويا قادرا علي التعاون، والعطاء، والتطوع؛ لمساعدة الغير ومدركا لقيمته .

 

وأوضح "هندي"، أن التعلم بالمشاهدة والمشاركة، من أهم الطرق الفعالة لغرس قيم التعاون ورد الجميل، فعندما ينشأ طفل في أسرة قائمة علي العطاء المادي والمعنوي، بالطبع سيكون هذا الطفل انعكاس لهذه التربية، فمن أبسط  الأشياء العملية التي يمكن أن يقوم بها الوالدين لتعويد الطفل علي العطاء ؛هو المصروف ؛ فالمصروف الذي يتعطاه الطفل من الأبوين له أهداف تربوية و نفسية ، من فلسفاته استغلال قيمة العطاء من خلال دعوة الأبناء و إرشادهم  بالتصدق بجزء منه، فالعبارة التي يرددها الأبوين "هات لأخوك حاجة" تحمل قيمة العطاء و الإيثار.

 

وتابع الاستشاري النفسي؛ تقديم الأمثلة العملية للتعلم بالمشاهدة، قائلا في المناسبات مثل "عيد الأم " أو"يوم الأب"، مهم جدًا حث الأبناء علي تقديم هدية للأم أو الجدة، من خلال أن يكون الأم و الأب نموذج وقدوة لهم .

 

وفيما يخص التعلم بالمشاركة؛ أضاف الاستشاري النفسي، يمكن أن يتعلم الطفل قيمة التعاون والعطاء؛ من خلال حثه على المشاركة في الأنشطة  الحياتية المختلفة؛ مثل تزيين الفصل، أو الشارع أو المنزل ، كذلك من الضروري إشراك الأبناء في الأنشطة التطوعية والخدمية ، التي يقوم عليها الأبوين؛ مثل تعويدهم علي زيارة  دور الأيتام أو المسنين، وكذلك حثهم على المشاركة في الكشافة، التي تعود الشباب علي التطوع، فالتطوع يبرز قيمة العطاء الحميد .

 

وتابع هندي: بالإضافة إلي زرع قيم العطاء من خلال التعلم بالمشاهدة و المشاركة، هناك أيضا طريقة المكافأة، فعندما يبادر الطفل بعمل تعاوني و تطوعي علي الأسرة أن تكافئه و تثني عليه ؛ من أجل حب العطاء للغير و المداومة عليه، ناهيك عن أهمية توفير دعم للأبناء من خلال اختيار الأصدقاء الذين لهم نفس النسق القيمي .

 

وكد الاستشاري النفسي أن تربية الأبناء علي قيم الثناء ورد الجميل؛ لا تقل أهمية عن العطاء ذاته، من خلال نفس الطرق حيث التعلم بالقدوة والمشاهدة والمشاركة والمكافأة و الدعم من خلال الأصدقاء، و أبرز الأمثلة العملية لبث قيم الثناء والشكر هو بر الوالدين؛ فعندما ينشأ الطفل ويشاهد والده وهو بار بوالديه ويقضي لهم حاجاتهم دون طلبهم، فبالطبع سيفعل مثلما فعل أبويه.

 

 

الاكثر قراءة