بقلم : سمير احمد

يعتبر الموسيقار فريد الاطرش واحدا من جيل العمالقة الكبار الذين كان لهم دور رائد وكبير وبارز في إثراء الفن المصري والموسيقي العربية خاصة ، استطاع بعزفه وموهبته الفريدة علي آلة "العود" أن يكسر حاجز التقليد ويثبت وجوده كموهبة شقت طريقها بأقدام ثابتة حيث اتبع اسلوبا خاصا عبر به عن شخصيته وجعلته ينهض بآلة "العود" ويخرجها من اطارها التقليدي إلي شيء جديد جميل ، ودائما كانت ألحانه تصنع المدهشات بطريقة نادرة قائمة علي مقامات لها القدر العظيم من العطاء فقد كان صاحب شخصية لحنية واضحة لم يحاول طيلة حياته الفنية أن يقلد أحداً أو يتبع اسلوب احد بل كان منفردا بذاته وهذا سر شهرته وتفوقه وخلوده ، كما أنه يتمتع بصوت حنون دافء يمتليء بالشجن والنغم الاصيل وحافظ في كل ماقدمه من ألحان علي طابع شخصي مستقل مميز خاص به ، غني اغلبية ألحانه ماعدا القليل الذي أعطاه للمطربين والمطربات تعرف علي خيرة الموسيقيين سواء كانوا ملحنين او مطربين منهم الفنان محمد عبد الوهاب و محمود الشريف والفنان محمد عبد المطلب وابراهيم حمودة ومحمد فوزي وفريد غصن و جورج ميشيل وشكل مع فريد غصن وجورج ميشيل ثلاثيا باسم الفرسان الثلاثة وكانوا يقدمون اسبوعيا مقطوعات للعزف علي العود ، ففريد الاطرش ظاهرة واسطورة فنية من ظواهر الفن الخالد سيدرسها كل هواة وعشاق الموسيقي الشرقية وقد أجمع النقاد في الغرب علي أنه أول من قدم الاوبرا بعد فنان الشعب سيد درويش وذلك من خلال فيلم " انتصارالشباب" منوهين بأنه لم تكن السينما المصرية قبل هذا الفيلم علي علم أو دارية بالاوبريت الغنائي واعتبروه سبقاً فنياًيكتب له ، وكانوا يعتزون جدا بلحنه "وياك ياك " لذلك دخل معظم البيوت الاوربية وقد عزف له علي آلة «الاورغن» الموسيقار جيرالدشو عام 1946 بالقاهرة ، كما أنه يعتبرالموسيقي الوحيد الذي بلغت مبيعات إحدى اسطواناته المليون في اوائل الخمسينيات من القرن الماضي ، كما أنه الفنان العربي الوحيد الذي حصل علي وسام الخلود الفني من فرنسا الذي منح من قبله لاثنين فقط هما شوبان وبيتهوفن كما أعيد توزيع ثماني مقطوعات من مؤلفاته توزيعا اوركستراليا عالميا ووزعت اسطواناته في اغلبية دول العالم ، استطاع أن يرتقي بفن المنولوج الذي جاء به القصبجي وظهر واضحا في بعض اعماله مثل " رجعت لك ياحبيبي " حيث شاعريته الشفافة ، رحم الله الموسيقار فريد الاطرش احد العلامات الفنية الهامة في تاريخ الفن المصري والعربي صاحب الالقاب ، بلبل الشرق ، كروان الفن ، مطرب العروبة .... الذي أعطي وأبدع وكان موهبة فريدة وستظل خالدة عبر الاجيال.