طالب الدكتور كمال مغيث، الباحث بالمركز القومى للبحوث التربية، بضرورة أن يكون التعليم مشروعًا قوميًا، قائلا: "يجب على الدولة إقامة تبنى مشروع وطنى خاص بالتعليم، لاستعادة قيم التاريخ المصرى الممتدة من خمسة آلاف عام، وكذلك قيم الليبرالية وحب الحياة، والديمقراطية، وحقوق الإنسان.
واستشهد "مغيث" بالمشروع القومى الذى تبناه محمد على ، عندما تولى حكم مصر عام 1805، وكيف كانت مصر، تعانى العديد من الصراعات الداخلية، والخارجية، وكيف كان المجتمع مشتتًا تماما، موضحًا أن محمد على أخذ على عاتقه بناء مشروع قومى قائم على التعليم، فبدأ فى إرسال البعثات العلمية إلى أوربا، وفى خلال عشرين عامًا، انتقلت مصر من حال سيء إلى دولة تدق أبواب أوروبا، على المستويات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية.
وأضاف "مغيث"، خلال اللقاء الثقافى معه بالمقهى الثقافي، أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر اتخذ أيضًا من التعليم مشروع قومى، إلا أن هذا المشروع انهار فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، كما أن دولة مبارك لم تستطع النهوض بهذا المشروع، حتى انتهى المشروع القومى التعليمى فى مصر، وأصبحت المدارس الأزهرية تُخرج إسلاميين، والمدارس الدولية الحكومية تُخرج أشخاص غير مؤهلين، بينما خريجو المدارس الدولية يهاجرون خارج مصر.
وعدّد أهداف التعليم فى مصر، ومنها: إعداد الطلبة للمواطنة، والانتماء للأرض وللدين والأسرة، والإعداد للثقافة، وتزويد ثقافة الدارسين بكل المصطلحات السياسة والاجتماعية والاقتصادية، الموجودة والدخيلة على المجتمع، مثل العولمة والإمبريالية، والليبرالية، والبرلمان، وكوتة المرأة، وغيرها من المصطلحات، بالإضافة إلى تعليم الدارسين كيفية التفكير برؤية علمية بإعطاء أسباب منطقية وفكرية لكل الظواهر الاجتماعية، وضرورة التخلى عن الخرافات والموروثات السلبية، وكذلك الاهتمام بالمساهمة فى حل مشاكل المجتمع، وتكوين رؤية حول قضاياه الطارئة وظواهره، رابعا المهنية، أى الإعداد لأشخاص قادرين على ممارسة مهنتهم بعد التخرج من الجامعات.
وانتقل "مغيث" للحديث عن اللغة العربية، موضحًا عدد من الأسباب التى أدت إلى تدهورها، منها كثرة المدارس الأجنبية، ولجوء الأهالى لها بدلًا من التعليم الحكومي، وكذلك الاهتمام باللغة الإنجليزية أكثر من العربية، وانهيار التعليم الفني، وأيضًا انقطاع التواصل المجتمعى بين الأسرة الواحدة، وبين الأجيال المختلفة.
وأوضح "مغيث"، أنّ هناك عدد من الأسباب أدت إلى قطيعة الجيل الجديد عن التواصل مع ثقافته وتراثه منها السينما الهابطة، وأفلام المقاولات، وكذلك الموسيقى العشوائية كأغانى المهرجانات، مؤكدًا ضرورة أن يكون الفن والموسيقى وسيلة تعليمية هادفة للأجيال الجديدة، من خلال الخبرة التربوية، ودور المدارس والدولة فى توجهيه أبناءها.