شتان الفارق بين أجواء نهائي دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم العام الماضي الذي جمع بين الأهلي والزمالك في نسخة تاريخية بمعنى الكلمة ، وأقيم تحديدا يوم 27 نوفمبر2020، وبين نهائي العام الحالي الذي سيقام يوم السبت المقبل في المغرب وسيجمع بين الأهلي "حامل اللقب" وفريق كايزر تشيفز الجنوب افريقى القادم من بعيد ومفجرا اكبر مفاجأة بالبطولة حتى الآن بتأهله إلى النهائي.
وفى الوقت الذي كان فيه الشارع الكروي في مصر منقسم إلي نصفين حول الترشيحات بالنسبة للبطل الذي سيحمل اللقب ويطير به في سماء مصر المحروسة (نصف أهلي، والباقي زمالك) في نهائي نسخة العام الماضي، فإن الوضع مختلف تماما هذا العام.
ولأول مرة منذ سنوات طويلة يحدث هذا الاختلاف في نظرة الشارع الكروي للنهائي، لأن حجم القلق والخوف من النتيجة لدى جماهير الأهلي لا يقارن بما كان عليه العام الماضي في ظل القناعة بأن المباراة سهلة جدا للأهلي بحكم فارق التاريخ والإمكانيات بين الأهلي ومنافسه الجنوب أفريقي، وهناك من يرونه صعب جداً بسبب الأسلوب الدفاعي لمنافس الأهلي وقدرته على غلق منطقة مرماه كما فعل أمام الوداد المغربي.
وبصرف النظر عن كل الآراء، إلا أن النهائي يستحق أن نطلق عليه "النهائي الخادع" ، حيث يبدو في ظاهره سهل، ولكن في حقيقة الأمر لن يكون كذلك إلا في حالة إحراز الأهلي لهدف مبكر يمهد له الطريق لفوز عريض، ووقتها سيكون النهائي الأسهل في تاريخ الأهلي الباحث عن اللقب العاشر في تاريخه بدوري أبطال أفريقيا "رقم قياسي"، ولكن إذا تأخر تقدم الأهلي في هز الشباك ستزيد صعوبة المباراة بمرور الوقت.
وأمام كل السيناريوهات المطروحة، فان بيتسو موسيماني مدرب الأهلي قام بتدريب لاعبيه على تسديد ركلات الترجيح، خاصة أنه احتمال وارد حتى وإن كانت نسبة حدوثه ضعيفة، ولكن موسيماني من نوعية المدربين الذين لا يتركون شيء للصدفة ، وهذا أحد أهم عوامل نجاحه الرائع مع القلعة الحمراء، إلى جانب الواقعية التي يتعامل بها في المباريات الكبيرة على وجه الخصوص.
والشيء المؤكد أن المباراة النهائية ستلعب فيها التفاصيل الصغيرة دوراً بارزا في حسم معركة الفوز باللقب هذا العام، وفي جميع الأحوال فهو لقاء نهائي بكل ما يحمله من تفاصيل بعضها يكون مفاجئا، وعلى أرضية الملعب ستكون كلمة الحسم في هذا النهائي، ونأمل أن يكون في صالح الأهلي لإضافة النجمة العاشرة إلى سجله المرصع بالإنجازات الكبرى.