السبت 29 يونيو 2024

لوحة في سطور| "الصرخة" تجسيد عبقري لحالة الألم والرعب

الصرخة تجسيد عبقري لحالة الألم والرعب

ثقافة17-7-2021 | 11:22

مريانا سامي

لوحة "الصرخة" هي لوحة للفنان النرويجي إدفارت مونك؛ وتعتبر أشهر أعماله وأهم الأعمال الفنية العالمية تعبيرًا عن حالة شعورية نفسية بهذه الدقة والعبقرية التي تكاد أن تصرخ معها حين تتمعن في تفاصيلها.

 

اللوحة عبارة عن رجلًا يقف بجانب سكة حديد، يضع يديه على رأسه في وضعية تنم عن القلق والهلع الشديدين و خلفه رجلين وفوقه حالة الغروب واحمرار قرص الشمس تمهيدًا لاختفائه، وقد حكى مونك في مذكراته كواليس رسم هذه اللوحة فقال :إنه كان بصحبة أثنين من أصدقائه يسيروا سويًا وفجأه شعر بالاكتئاب لحظة احمرار السماء وقت الغروب فتوقف هو دون أن يشعر أصدقائه ووجد نفسه في لحظة خاطفة يرتجف من القلق والهلع، فحين عاد ومرت هذه اللحظة القاسية، قرر تجسيدها، فظهرت لوحته "الصرخة" أو صرخة الطبيعة كما أسماها.

 

لوحة الصرخة هي تعبير ملموس عن صرخة الطبيعة التي انعكست على الإنسان في لحظة خاطفة من الزمن، وهي تضفي حالة من الاكتئاب والهلع النفسي حتى في استخدام الألوان تحديداً اللون الأحمر وتعبيرات الرجل الواقف ونظرات عينيه.

 

عندما يتذكر مؤرخو الفن إدفارد مونش فإنهم يتذكرونه بسبب هذه اللوحة بالذات، ربما لأنها لا تصور حادثة أو منظراً طبيعياً، وإنما حالة ذهنية . الدراما في اللوحة داخلية، مع أن الموضوع مرتبط بقوة بطبوغرافية أوسلو مدينة الفنان.

 

المنظر الطبيعي المسائي يتحول إلى إيقاع تجريدي من الخطوط المتموجة، والخط الحديدي المتجه نحو الداخل يكثف الإحساس بالجو المزعج في اللوحة. لوحة الصرخة لإدفارد مونش تحولت منذ ظهورها في العام 1893 إلى موضوع لقصائد الشعراء وصراعات المصممين، رغم أن للفنان لوحات أفضل منها وأقل سوداوية وتشاؤماً ! "

 

وقد رسم إدفارت مونك أكثر من نسخة لهذه اللوحة في سنوات متقاربة، وربما تختلف التفسيرات حول هذه اللوحة، فقد يرى شخص إنها تجسد صرخة الطبيعة أو لحظة كونية كئيبة وربما يرى شخص أخر إنها تعبير عن حالة إنسانية وحودية في لحظة الهلع والقلق، إنما اللوحة وحدة واحدة كل جزء فيها يخطف أنفاس المشاهد ليسرد له حالة من التجسد العبقري للحالة بشكل كلي.