الجمعة 17 مايو 2024

هل ينقض أكل لحوم الجمال الوضوء؟.. "الإفتاء" تحسم جدلا استمر قرونا

لحم الإبل

تحقيقات17-7-2021 | 20:37

محمود بطيخ

مع اقتراب موعد عيد الأضحى كل عام، يثور الجدل حول عدد من القضايا، منها ما هو متعلق بشعائر الحج، ومنها ما يرتبط بالأضاحي، وبين هذا وذاك، يتردد السؤال كل عام، هل أكل لحوم الجمال "الجزور"، ينقض الوضوء؟ 

وعلى مدار قرون من الاختلاف في هذا الحكم، كان للعلماء رأيان، الأول أن لحم الإبل ينقض الوضوء، استنادا إلى حديث صحيح للنبي صلى الله عليه وسلم، رواه جابر بن سمرة، رضي الله عنه، فيما استند الرأي الثاني، الذي يقول إن لحم الإبل لا ينقض الوضوء، إلى حديث صحيح كذلك من النبي صلى الله عليه وسلم، يعمل به غالبية الفقهاء.

 لحم الإبل لا ينقض الوضوء

ويقول الشيخ محمد عز الدين عبد الستار، وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة السابق، إن قضية لحم الإبل ونقضها للوضوء، يوجد فيه جدل، موضحًا أن البعض استدلوا على أن لحم الإبل، ينقض الوضوء من خلال ما قاله سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم: "من أكل لحم جزور فليتوضأ".

أوضاف في تصريح خاص لـ«دار الهلال»: "وربما أحدث واحد من الحضور في ذلك الوقت، مما نقض وضوءه، ولم يشأ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، أن يحرجة، فقال هذا الحديث"، مضيفا: "لذا فإن هذا الحديث كان قاصرًا على الموجودين في المجلس الخاص بالنبي صلى الله عليه وسلم وقتها فقط". 

وبسؤال الشيخ محمد عن حادثة العجل، الذي هاج على الجمهور الجالسين قبل ذبحه، مما اضطر الجزار إلى ضربه في قدمه لكي لا يصيب أحدا بأذى، الأمر الذي أدي لقطع ساقيه، وحكم الشرع في ذبحه كأضحية،  قال الشيخ محمد: "في حال كان بإمكانهم أن يجلبوا غيره يكون أفضل، وفي حال لم يتمكنوا من جلب غيره، فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، ويجوز ذبحه، مستشهدًا بقول الله تعالي (مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ)، وكذلك قول الله عز وجل: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)". 

لحم الإبل ينقض الوضوء

في المقابل يرى الشيخ خالد الجندي، الداعية الإسلامي، أن أكل لحم الجمال يوجب الوضوء، استنادا لما ورد في مذهب الإمام أحمد بن حنبل، الذي أقر أن لحم الإبل ينقض الوضوء، لحديث جابر بن سمرة رضي الله عنه الذي قال فيه: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ النبي صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلُوهُ: أَنَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ فَقَالَ: إِنْ شِئْتُمْ فَتَوَضَّؤوا، وَإِنْ شِئْتُمْ لاَ تَوَضَّؤوا) فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ؟ قَالَ: (نَعَمْ، تَوَضَّؤوا)"، موضحًا أن تلك الرواية موجودة في صحيح مسلم.

وأضاف أن العبادات توقيفية، أي يتم أخذ العبادة كما قالها النبي صلى الله عليه وسلم، لأننا عباد الله ننفذ ما يقوله الله، على لسان النبي الكريم، لافتا إلى أنه يمكن للفرد أن يفكر في الأمور الدنياوية، لكنه لا يجب أن يتفكر في العبادات، والتوصل إلى أحكامها بالعقل المجرد.

حسم دار الإفتاء  

أجابت دار الإفتاء على ذلك التساؤل في الفتوى رقم 215، وأوضحت أن أكل لحم الإبل لا ينقض الوضوء عند جمهور الفقهاء، مشيرة إلى أن تلك الفتوى تستند على، حديث جابرٍ رضي الله عنه قال: "كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم "تَرْكُ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ". رواه الأربعة.