مطروح: نور عبد القادر
«مطروح هى قبلة تهريب السلاح، وهى قنطرة يعبر منها المهربون»، هكذا كشف أحد الأدلاء من أبناء مطروح، الذى قال إن «الصفقات تتم عبر الدروب الصحراوية.. وكلمة السر «سيارة الدفع الرباعي، وأن صفقات الأسلحة يتم تخزينها فى زراعات سيوة بالساعات ليلا فى الليالى غير المقمرة وتتوقف السيارات قبل الفجر ويتم إخفاؤها لتواصل السير مرة أخرى ليلًا.. لكن مصدر أمنى أكد أن القوات المسلحة تؤمن الحدود تمامًا وتحكم السيطرة على الدروب والحدود الغربية برًا وبحرًا وجوًا.
ولعبت الحدود الغربية فى مطروح دورا كبيرا فى تهريب السلاح إلى تجار سيناء من خلال «المهربين وسماسرة السلاح والدروب الوعرة».. وقبائل مطروح يظل السلاح لديهم زينة الرجال فى العرف القبلي, ويظل السلاح للتفاخر فيما بينهم.
ويكشف أحد ابناء السلوم، رفض ذكر اسمه, عن العالم الخاص بتجار السلاح, قائلًا: الطبيعة الجغرافية لمحافظة مطروح جعلتها قبلة لعمليات التهريب لمعظم السلع الممنوع دخولها وتداولها فى مصر، لكنها تدخل بطريقة غير شرعية هربًا من الرسوم الإجراءات الجمركية، خاصة بمناطق رأس الحكمة، ومطروح والسلوم على البحر المتوسط، ومنطقة سيوة بالصحراء الغربية، لحين تسليمها لتجار السلاح بسيناء، مشيرا إلى أن غياب الأمن من قبل الجانب الليبى ساهم فى انتعاش تجارة الأسلحة، وجعل بعض أبناء مطروح يتجه لمثل هذه الأعمال غير المشروعة، خاصة مع فقر المشاريع فى محافظة مطروح ومعاناة الشباب من البطالة.
مضيفا: المهربون بليبيا يعقدون الصفقات مع التجار المصريين عن طريق سماسرة السلاح بحدود البلدين وهم من يقومون بتأمين السلاح وتوصيله إلى مكان التاجر, وأخذ مبالغ مالية أو نسبة من الشحنة طبقا لاتفاق مسبق بين السمسار والتاجر.. لافتًا إلى أن السماسرة فى مطروح لديهم «معاونون» فى دول ليبيا هم من يقومون بشحن الأسلحة ومعهم السمسار، والدليل الليبى الذى يوصل السلاح إلى الحدود الليبية مع مصر ليتسلمها دليل من مطروح لتوصيل السلاح إلى مصر عن طريق الدروب الصحراوية أو عبر البحر.
مضيفا: الدليل فى الغالب يكون من أبناء مطروح تبدأ مهمته تأمين السلاح وتوصيله إلى المكان المطلوب نظير نسبة متفق عليها مسبقا أو مبلغ مالى يتعدى ١٠٠ ألف فى الصفقة, ومواصفاته أن يكون على دراية كاملة بالمدقات والدروب، التى يسلكها والطرق البديلة أحيانا مثل «العقرب» و»الماسورة» وغيرها، ويمتلك هاتف الثريا المتصل بالأقمار الصناعية، كذلك لديه القدرة على تخبئة السيارة بالساتر الترابى أو زراعات صحراوية ويعرف التجمعات البدوية جيدًا، التى يلجأ إليها أحيانًا ويكون على دراية بالإصلاح السيارة، إذا تعطلت.
وتابع بقوله: إن صفقات الأسلحة تدخل البلاد عن طريق سيارات دفع رباعى تأتى من صحراء مدينة مساعد المقابلة لمدينة السلوم أو مدينة الكفرة جنوبًا إلى مدينة «جغبوب» المقابلة لواحة سيوة، ويتم تخزينها فى زراعات سيوة بالساعات المتأخرة ليلا فى الليالى غير المقمرة، وتتوقف السيارات عن السير قبل الفجر، ويتم إخفاؤها لتواصل السير مرة أخرى ليلا لتصل إلى مصر ليتسلمها دليل آخر ويصل بها إلى مكان المتفق عليه مع التاجر.
يقول إن أسعار السلاح قفذت بعد ارتفاع سعر الدولار لتصل إلى ٥٠٠٪، فالبندقية النوميرى تباع ٣ آلاف جنيه بعدما كانت بـ٥٠٠, أما الآلى الكلاشينكوف كانت ٨ آلاف ووصلت إلى ٥٠ ألفا، ووصل «الآر بى جي» إلى ٢٥٠ ألفًا, والبندقية الصينى والكورى والشيشانى سعرها كان ١٥ ألف جنيه أصبحت الآن ٣٠ ألف جنيه.. وتوجد اسلحة ألمانية الصنع من الحرب العالمية، الذى كان يحارب بها جنود هتلر, وتسع ٥ طلقات ومداها ٣ كيلو.
بينما قال رواف القناشى، أحد أبناء مطروح, إن أهالى مطروح غير مسئولين عن تصرفات القلة من أبناء مطروح الذين يقومون بالتجارة غير المشروعه والتهريب عبر الحدود, مؤكدا أن أهالى مطروح ينبذون مثل هذه الأعمال، التى تضر بأمن مصر القومي, مؤكدا أن هذا يكفى للرد على الاتهامات، التى تشير إلى أبناء مطروح بأنهم تجار سلاح أو مخدرات وعند مراجعة سجلات الضبطيات، تجدون المهربين من محافظات مختلفة، ويتم ضبطهم بمطروح.
وأضاف «القناشي»: إن وطنية القبائل بمطروح تجلت فى المصالحة الوطنية، كما كانت محافظة مطروح أول محافظة استجابت لمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى جمع الأسلحة وتسليمها للجهات الأمنية، حيث قامت بتسليم ما يقرب من ٥ آلاف قطعة سلاح متنوع دون أى ضغوط عليها لشعورهم بأهمية حماية الوطن.
وتابع: إن هذا لا يعنى أنه لا يوجد بعض المتورطين من أبناء مطروح, العارفين بالدروب الصحراوية، الذين يقومون بتهريب الأسلحة, لكنهم يعملون فى الخفاء ولو عرف المهرب سيتم تسليمه من كبير العائلة للأمن.
فى ذات السياق، أكد مصدر أمنى، رفض ذكر اسمه, أن القوات المسلحة بالتعاون مع حرس الحدود والقوات البحرية والجوية تؤمن الحدود تمامًا وتحكم السيطرة على الدروب والحدود الغربية برا وبحرا وجوا.. موضحا أن قوات حرس الحدود تمتلك أجهزة عالية التقنية، رادارية وحرارية، وأجهزة رؤية ليلية، من أجل ضبط الحدود الغربية المتاخمة مع ليبيا.