الإثنين 6 مايو 2024

كنوز تاريخية.. مدينة القصر قبلة للسياحة العلاجية في مصر

مدينة القصر قبلة للسياحة العلاجية في مصر

ثقافة20-7-2021 | 13:19

أبانوب أنور

تعتبر مدينة القصر الإسلامية إحدى أعرق المدن الإسلامية الأثرية على الإطلاق، وتقع شمال واحة الداخلة في قلب الصحراء المصرية، على بعد حوالى 35 كيلو مترًا من مدينة موط عاصمة الواحة، تمتاز مدينة القصر الأثرية بروعة تخطيط مبانيها وتنظيمها، خصوصاً أنها تتبع تخطيط المدن الإسلامية، فتم تقسيم المدينة الى أحياء وحارات لكل منها باب خاص .

وسميت مدينة القصر بهذا الإسم لوجود بقايا قصر رومانى قديم تحت أطلال هذه القرية، وكانت القصر أول قرية استقبلت القبائل الإسلامية بالواحات عام 50 هجرية، وكانت أيضًا تشكل نقطة التقاء لطرق المواصلات القديمة للقوافل التجارية والحجاج من المغرب العربي الى الحجاز، وتتميز هذه المدينة لكونها تجمع ما بين التراث المعماري الأيوبي والمملوكي والعثماني، وتتضمن آثار القرية أقدم معصرة لزيت الزيتون بالمحافظة، وهى عمرها حوالى 6 قرون ومدرسة العلوم الشرعية أنشئت فى عهد المماليك منذ حوالى 500 عام فى مدينة القصر الإسلامية بمحافظة الوادى الجديد، وحولها الأتراك بعد ذلك إلى محكمة وسجن .

كما يوجد بالمدينة التي كانت عاصمة للواحات مسجد يرجع تاريخه إلى القرن الأول الهجري يسمي بمسجد نصر الدين، الذي يوجد ضريحه داخل المسجد الذي ترتفع مئذنته 21 مترا وتعود للعصر الأيوبي ولا تزال تلك المئذنة محتفظة بمعالمها المعمارية كما يوجد داخل المسجد أعتاب خشبية منقوش عليها آيات من القرآن الكريم، وللمدينة تخطيط هندسي مميز حيث تم تقسيمها أحياء وحارات يغلق كل حارة باب كبير وكان للقرية عشر بوابات تغلق على حاراتها ليلا، وقد سميت الحارات على أسماء العائلات التي تسكنها فهناك حارة الحبانية والنجارين والحدادين والفخارية وهم الذين يصنعون الفخار، وهي المهنة التي لا تزال موجودة حتى الآن وفي كل حارة .

كما يوجد بالمدينة محكمة قديمة للفصل في منازعات أهل المدينة ومدرسة لتعليم صغارها وعصارة للزيتون وطاحونة كبيرة لطحن القمح الذي يستخدمه أهل المدينة في صنع طعامهم، وهذه المدينة ليست فقط مكانا تاريخيا بل هي واحة للاستشفاء والعلاج من أمراض خاصة الروماتيزمية، حيث إنها تشتهر بالعيون الكبريتية خاصة مع توافر الطمي في برك هذه العيون لما له من خواص علاجية تشفي العديد من الأمراض .

يذكر أن مشروع ترميم المدينة بدأ في عام 2015 بمنحة يابانية وأشرفت عليه وزارة الآثار المصرية، حيث ساهمت أعمال الترميم في بقاء هذا الأثر الإسلامي الفريد باقيا .

Egypt Air