لوحة "أضحية إبراهيم" للفنان العالمي كارافاجيو، يجسد بها قصة الأضحية حين أرسل الله عزوجل ، جبريل عليه السلام لينقذ ابن إبراهيم (إسحاق طبقًا للشريعة اليهودية وإسماعيل طبقًا للشريعة الإسلامية) من الذبح.
ولوحة "أضحية إبراهيم" مليئة بالتفاصيل أصبحت فيما بعد أيقونة للقصة، رسم الفنان كارافاجيو إبراهيم أبو الأنبياء يمسك بعنق أبنه وهو مُمد أمامه وفي يده سكين حاد استعدادً للتضحية بأبنه وحيده كما أمره الله.
في تفاصيل وجه ابن إبراهيم يتجسد الرعب والهلع مع بدايات البكاء والصراخ لإحساسه بقرب ذبحه، فيما يظهر الملاك في لحظة خاطفة وبسرعة البرق ليمسك بيد إبراهيم ويستحوذ على انتباهه كي يمنعه في الوقت المناسب من ذبح أبنه معلنًا عن الكبش ك أضحيه بديله عن ولده الوحيد.
في اللوحة يتوسط النصل الحاد بين الملاك وإبراهيم وهلع الأبن وفي الخلفية مساحة خضراء شاسعة وتجسيد لجمال الطبيعة الخلابه التي يتم فيها الحدث، وعلى اليمين شخصين يختفي أثرهم قليلًا وكأنهما ينتظران ذبح الأبن وهبوط إبراهيم لهم.
وفي مقال لبوابة الباحثون السوريون يذكر أن : اللوحة تتميز بالتكوين الإفريزي الشكل الذي طوره كارافاجيو عن لوحته "جوديث" إذ يبرز العمل في الجزء الأمامي من الصورة كإفريز منحوت ويؤدي الضوء دورًا هامًا في توجيه المشاهد لمسح المشهد من اليسار واليمين وذلك من خلال تسليطة على كتف الملاك ويده اليسرى إضافة إلى كتف الأبن الأيمن ووجه المذعور وأخيرًا الكبش.
والجدير بالذكر أن : كارافاجيو هو رسًّام إيطالي، قام بإضفاء جوٍ درامي على مشاهد لوحاته الواقعية، من خلال لجوءه إلى استغلال تفاوت الضوء والظلال (ثلاثة مشاهد من حياة القديس متى 1600 م، قيامة لعازر 1608 وغيرها)، كان له تأثير كبير على الفنانين الذين جاؤوا بعده، وأطلق اسمه على تيار فني شمل كامل أوروبا.