" أمير الشهداء" .. ذلك الفارس الروماني الذي لقبه مسيحيين العالم، فأصبح من أبرز وأهم مشاهير الشهداء الذي استشهد في عصر حٌكم الإمبراطور الروماني دقلديانوس.
وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا توا ضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الجمعة، بتذكار نقل رفات القديس الشهيد مار جرجس الروماني من مدينة اللد بفلسطين إلى منطقة مصر القديمة في القاهرة، في 16 ابيب من كل عام قبطي الموافق 23 يوليو ميلادي.
ويُعتبر الشهيد مار جرجس هو بطلًا من فلسطين من أبرز شهداء المسيحية في القرن الثالث الميلادي لدي مسيحي العالم بصفة عامة والأقباط بمصر بصفة خاصة، كما يحبه المسلمون في مصر حيث يحرصون علي ذهابهم لحضور الاحتفال بتذكاره في ميت دمسيس بمحافظة الدقهلية من كل عام.
وتتعدد احتفالات الكنيسة القبطية بـ" مار جرجس الروماني"، لأكثر من عيد منها: عيد استشهاده في 23 برموده القبطي الموافق أول مايو، وتكريس أول كنيسة باسمه في اللد بفلسطين في 7 هاتور الموافق 16 نوفمبر، وتكريس أول كنيسة بِاسمه في مصر ببلدة حصة برما بطنطا بمحافظة الغربية في 3 بؤونه الموافق 10 يونيه عام 316 م.
كان بطلًا فلسطينيًا
يقول القس اثناسيوس رزق، راعي كنيسة البابا شنودة الثالث للأقباط الأرثوذكس بمنطقة زهور مايو جنوب القاهرة، إن الشهيد مار جرجس قد نشأ في قرية اللد بفلسطين، وهو الذي يحبه المسيحيين و المسلمين و يطلبون بركته لقضاء حاجاتهم.
وأضاف" رزق" علي حسابه الشخصي عبر مواقع التواصل الاجتماعي" فيسبوك"، أنه منذ طفولته كان يٌحب سيرة الشهيد مار جرجس حينما كان يروي له الدكتور نشأت رزق قصة هذا البطل وكان يٌرتل ( يا مار جرجس يا شفيعنا يا قوة بركة كنيستنا ).
واستطرد: أن الأنبا أنطونيوس، مطران الكرسي الأورشليمي والشرق الأدنى بالقدس للأقباط الأرثوذكس، قد وجه له الدعوة بالزيارة إلى الأماكن المقدسة، حيث قمت بزيارة منزل الشهيد مار جرجس في مدينة اللد بفلسطين وقد وقف طويلا أمام جثمانه يصلي ثم كرمني بأخذ بركة حمل السلاسل الحديدية التي قيده بها الرومان قبل استشهاده ثم اصطحبني إلي تناول الطعام في دير مار جرجس للراهبات الأقباط.
وتابع : حينما كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، وزيرًا للدفاع أنذاك طلب مني مساعده تقديم نموذج لبناء مصلي للجنود المسيحيين في احدي الوحدات العسكرية بالقرب من حلوان فأسميتها بـ ( مار جرجس ) لأنه قائد الجيوش الرومانية؛ وعندما شرعنا في تأسيس منطقة خدمه جديده في منطقة المثلث بحلوان أسميناها أيضًا بـ ( ما جرجس )، لافتًا إلى أن الشهيد مار جرجس هو نموذج لتمسك الإنسان بعبادة الله الواحد وعدم عبادة الأصنام حتي لو كلفه ذلك ٧ سنوات من العذاب لذا فهو مكرم في كنيستنا وفي بلادنا.
نشأته
ولد أمير الشهداء في بلدة كبادوكية عام 236 م؛ وهي تقع الأن في دولة تركيا، كان الأمير أنسطاسيوس والده حاكمًا لمدينة ملطية التي كانت تقع في شرق كبادوكية بآسيا الصغرى، ووالدته هي الأميرة ثيؤبستى ابنة الأمير ديونسيوس حاكم مدينة اللد بفلسطين، وكان للقديس مار جرجس أختين تصغرانه هما كاسيا ومدرونه، وأما جده الأمير يوحنا فكان حاكمًا لبلدة كبادوكية، وكانت أسرة القديس مسيحية أبًا عن جد واسعة الثراء والمكانة والنفوذ.
نقل رفاته من فلسطين الي مصر
تعود قصة نقل رفاة القديس مار جرجس الذي استشهد في عام 307 م بعد أن أمر الامبراطور بتعذيبه لمدة 7سنوات إلى ديره بمصر القديمة إلى راهبًا اسمه القمص مرقس كان رئيسًا علي دير القلمون، وكان يتردد على البلاد لتفقد المسيحيين كل عام؛ فاتفق له أن بات ليلة حسب عادته عند رجل عربي، فرأى القديس مار جرجس في رؤيا يقول له: "خذ جسدي من المرأة التي تأتيك به غدًا وضعه في كنيستي بمصر القديمة" .
وعندما كان الغد أتته امرأة وأعلمته أن لديها صندوقًا كان أحضره ولدها قبل موته من كنيسة القديس بفلسطين فتحققت رؤياه ومضي معها وشاهد الصندوق، ثم ذهب إلى البابا البطريرك الأنبا غبريال الثامن والثمانين وأخبره بأمره فقام لوقته ومعه الكهنة وبعض الشعب إلى حيث الصندوق وبعد أن تباركوا من الأعضاء المقدسة وأعطوا المرأة بعض المال حملوا الصندوق باحتفال عظيم وأتوا به إلى كنيسة القديس بمصر القديمة وظهرت منه آيات كثيرة.