قالت الكاتبة والمحللة السياسية التونسية حذامي محجوب، إن الرئيس قيس سعيد، ظهر في خطابه أمس هادئاً ومسيطرًا على مجريات الأوضاع ويتكلم بكل هدوء وثقة، وتهكم على موقف الإخوان الذي وصف  القرارات التي اتخذها الرئيس يوم عيد الجمهورية 25 يوليو 2021 بالانقلاب على الدستور بانهم لم يفهموا الدستور الذي وضعوه.

وتابعت في تصريحات لـ"دار الهلال": هذا ليس بغريب على أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد الذي انتظر اللحظة المناسبة لتجميد عمل البرلمان وفقا لما يخوله له الفصل 80 من الدستور.

وأوضحت حذامي محجوب أن الرئيس قيس سعيد لم يفعل سوى أنه استجاب لانتفاضة شعب، الذى أصبح يطالبه بالتدخل لوضع حد لحكم الإخوان الذي جلب الدمار لتونس على كل المستويات .

ولفتت إلى أنه بالنسبة للإجراءات التي أعلن عنها الرئيس التونسي فهي جاءت تباعا لقرارات 25 يوليو، وهي تعطيل العمل لمدة يومين في كامل التراب التونسي، وحظرا للتجوال لمدة شهر وتعطيل العمل بالإدارات المركزية والمصالح الخارجية والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية ذات الصبغة الإدارية بداية من الثلاثاء 27 يوليو، مع إمكانية التمديد في مدة تعطيل العمل هذا الأمر "يُتيح لكل وزير معني أو رئيس جماعة محلية اتخاذ قرار في تكليف عدد من الأعوان بحصص حضورية أو عن بُعد".

وأوضحت أن هذا الأمر يُلزم الهياكل الإدارية التي تُسدي خدمات إدارية بتأمين استمرارية تلك الخدمات مع تمكين الرئيس المباشر بكلّ هيكل إداري أن يُرخّص في بعض الخدمات الإدارية الأخرى أو القيام ببعض إجراءاتها عن بُعد ولا سيّما عبر التراسل الإلكتروني.

وأشارت المحللة السياسية أنه يُستثنى من هذا الأمر الرئاسي، وفق ذات البيان، أعوان قوات الأمن الداخلي والعسكريين وأعوان الديوانة والأعوان العاملين بالهياكل والمؤسسات الصحية العمومية والأعوان العاملين بمؤسسات التربية والطفولة والتكوين والتعليم العالي الذين يخضعون لتراتيب خاصة.

وتابعت المحللة السياسية التونسية: يبدو أن الرئيس ينوي بهذا الإجراء القيام بما يسمى " اختبار شامل بتدقيق كامل  " Full audit لجمع كل البيانات والوثائق الإدارية والتجاوزات التي حصلت خلال حكم الإخوان وتمكنهم من مفاصل الإدارة الى جانب ما هو بحوزته من ملفات ثقيلة تدينهم وتمكن القضاء  من محاكمتهم  محاكمة عادلة، كما أن حظر التجوال الذي أقره الرئيس يخدم الحجر الصحي ويخدم استتباب الأمن تحسبا لكل طارئ .

 وأكدت أن الإجراءات التي اتخذها الرئيس قيس سعيد كانت ضرورية تحسبا لردود فعل انصار النهضة باعتبار أن هذا التنظيم عُرف عنه لجوئه إلى العنف كلما وقع التضييق عليه ، لذلك اتخذ الرئيس هذه الإجراءات الوقائية حفاظا على سلامة التونسيين والتي تتناسب كذلك والحجر الصحي الذي تقتضيه الحالة الصحية بالبلاد وبذلك يضرب الرئيس عصفورين بحجرة الوباء والبلاء ، بلاء حركة النهضة الإخوانية .

واستطردت: أكد الرئيس أنه يتحمل المسؤولية الكاملة عن قراراته الأخيرة، وفقا لتصريحاته التي قال فيها"تحملت وسأتحمل المسؤولية ولن نترك الدولة لقمة سائغة"،  وقال "لسنا دعاة عنف ولن نمس بحرمة أي كان".