الأربعاء 26 يونيو 2024

هل يؤدى الفيضان لانهيار سد النهضة؟.. خبراء: مُعرّض للانجراف لضعف وعيوب البناء

سد النهضة

تحقيقات28-7-2021 | 18:22

أماني محمد

رجّحت بعض الدراسات الفنية احتمالات انهيار سد النهضة بسبب ضعف البنيان والشكوك حول معدل أمانه المنخفض، وهو ما أرجعه بعض الخبراء في الموارد المائية إلى عيوب في البناء التي قد تعرضه للانجراف بسبب قوة مياه الفيضان، موضحين أن هذا السبب ربما يكون السبب الحقيقي وراء تعمد إثيوبيا تأجيل الملء الثاني للسد حتى لا يتفضح العيوب الموجودة به.

وفي تصريحات سابقة له، قال الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، إن سد النهضة به عيوب جسيمة تم إعلانها وهناك عيوب أخرى لم تعلن.

شكوك حول معامل أمان السد

وفي هذا السياق، قال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن هناك أحد العلماء الأمريكيين من أصل إثيوبي وهو أستاذ ميكانيكا السدود في جامعة كاليفورنيا توقع أنه إذا جاء فيضان غزير لنهر النيل ووصلت مياه النيل الأزرق إلى أكثر من 100 مليار متر مكعب قد يجرف سد النهضة في طريقة ويذهب إلى السودان بما قد يغرق أجزاء كبيرة منه.

وأوضح في تصريح لبوابة دار الهلال، أنه لهذا السبب لم تخزن إثيوبيا هذا العام أي كمية مياه حتى لا تضغط على جدران السد وتسمح لمرور المياه من مستوى منخفض ولا تضغط على بناء وحوائط السد، مضيفا أن هناك تصدعات في السد وشكوك حول معامل أمانه المنخفض مما جعل الشركة الإيطالية المسئولة عن البناء تطلب من الحكومة الإثيوبية تأجيل التخزين إلى العام القادم حتى لا تضغط كميات المياه الكبيرة على جسم السد.

وأكد "نور الدين"، أن هذا يتزامن مع توقع وجود فيضان عالي هذا العام بما كان قد يؤدي إلى حدوث كوارث وانهيار السد أو انجرافه مع مياه الفيضان، مضيفا أن إثيوبيا لم ترفع الحائط الأوسط إلى 30 مترا كما كانت تستهدف وأبقت عليه عند 8 أمتار، وهو مستوى منخفض سيعبر منه النيل الأزرق، أما الكمية التي كانت مستهدفة في الملء الثاني وهي 13.5 مليار متر مكعب كانت ستضغط بشدة على أساسات بناء السد.

وأضاف أن إثيوبيا تعمدت عدم التخزين والملء الثاني هذا العام حتى لا يفتضح الكثير من أمور السد وضعف بنيانه ومعالجة وتقوية بعض الأساسات والحوائط والتصدعات في السد وتأجيل الملء إلى العام المقبل.

وأكد أن بشائر الأمطار الهاطلة على الهضبة الإثيوبية تشير إلى معدلات عالية للفيضان وخاصة أننا في العام الخامس للسنوات السمان التي يكون فيها الفيضان عاليا والتي تكون سبع سنوات، مضيفا أنه لا يمكن الحكم بشكل نهائي إلا في عيد وفاء النيل في منتصف أغسطس المقبل وهذا إن استمر الفيضان عاليا ولم تتناقص الأمطار على الهضبة الإثيوبية، وهذا يعني أن الفيضان سيكون عاليا هذا العام ويؤدي إلى إضافة كبيرة في مياه السد العالي ويستمر تخزينها طوال شهر أغسطس وسبتمبر.

 

انجراف جزء من سد النهضة

قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إنه قد يحدث انجراف لجزء من خرسان سد النهضة بفعل الفيضان، لأن إثيوبيا تأخرت في وضع الخرسان وحتى قبل مرور الفيضان بساعات كانوا لا يزالون يضعونه ما جعله لينة وقد لا تصمد أمام قوة الفيضان، مضيفا أن هذا الأمر يوضح التخبط الإثيوبي في بناء السد وأن هناك عشوائية في البناء.

وأوضح "شراقي" في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه من ناحية الشكل والوقت كان من المفترض أن يتم الانتهاء من الجزء الخرساني قبل الفيضان بعدة أشهر ولكن إثيوبيا حتى ليلة الفيضان كانوا مستمرين في وضعه، مضيفا أنه إذا حدث انجراف لبعض هذه الأجزاء من السد سيؤدي إلى تصريف جزء من المياه المخزنة خلفه مع مياه الفيضان مما قد يسبب مشاكل للسودان.

وأضاف أن إثيوبيا كان من المفترض أن تخزن 13.5 مليار متر مكعب في الملء الثاني لكن لم تتمكن من تخزين سوى 3 مليار فقط لأنها لم تتمكن من تعلية الحاجز الأوسطي سوى 8 متر بدلا من 30 متر، موضحا أن الـ8 متر كان بهم عشوائية في أسلوب البناء ووضع الخرسان.