ضاقت بهم السبل وطفح بهم الكيل في أخذ حقوقهم تارة عن طريق القضاء الذي تمتلئ مكاتبه بالقضايا قيد النظر وصدور الأحكام، وتارة أخرى عن طريق الاستغاثة بأقسام الشرطة لحمايتهم من البلطجة، فضلا عن طلبات العلاج على نفقة الدولة لحالات أعياها التعب وأرق أسرتها طول السهر لوجود حل لمعاناتهم، إلا التوجه إلى أبواب المدينة الإعلامية أملا في انتظار شخصية إعلامية تدخل عليهم فيتبادرون إليها لبث شكواهم.
وتقول السيدة أم زين القادمة من المنصورة محافظة الدقهلية إنها تأتي إلى هنا أملا في أن تقابل أحد الإعلاميين لمساعدتها في علاج ابنتها التي تحملها على كتفيها وتجلس بها تحت أحد أسوار المدينة خشية زيادة إصابتها بالحرارة الشديدة.
وتقول إنها لم تصادف إلا شابا أخذ منها رقم الموبايل ليبث شكواها عبر القناة التي يعمل بها، مضيفة أنها كلما حاولت الدخول إلى المدينة يمنعها أفراد الأمن قائلين "ممنوع الدخول بدون تصريح يا حاجة ."
ويقول الحاج محمد خلاف الرجل الذي قطع مسافة ليست بقليلة من محافظة قنا للوصول إلى أعتاب المدينة حتى يشتري المرهم المعلن عنه في إحدى القنوات قائلا "سمعت يا ابني ان المرهم ده ليه علاج في خشونة المفاصل وبقالي يومين في السفر ومش عارف أوصل للشيخ اللي ذاع المرهم ده علي قناته".
بالإضافة إلى بعض السيدات اللاتي يأتين لمقابلة إعلامية ما مصطحبين ابنتهم التي يزعمون أنها قد مسها جن ويريدون علاجها من خلال الإعلامية التي تعالج بعض الحالات على شاشات التلفزيون، قائلين "شوفناها بتطلع الجن علي التليفزيون ".
وتقول السيدة أم نعمة والتي تسكن بمنطقة بولاق العلا إنها أتت تستغيث بالتلفزيون لحمايتها وأسرتها من بلطجية المنطقة التي يعتدون على أسرتها في "الرايحة والجاية"، على حد تعبيرها.
وأضافت أنها قدمت بلاغا في هؤلاء البلطجية الذين يريدون أن يخرجوهم من السكن بحجة عدم تزويج ابنتها لأحد هؤلاء المجرمين.
ولم يزدد الأمر إلا سوءا حيث تقول بمجرد أن خرجنا من المركز قابلونا المجرمين بالضرب قائلين "انتو فاكرين ان المركز هيعمل لينا حاجة ، المردكز ده بتاعنا .
لم ينته الأمر عند هؤلاء فقط فكل يوم يأتي أناس ويذهب آخرون، يأتون بالأمل ويعودون تاركين الأمل خلفهم ليلجأوا إلى باب واحد بعدما أغلقت أمامهم كل الأبواب وهو باب الكريم كما وصفت السيدة أم نعمة حالها "مالناش غير ربنا ."