الأربعاء 3 يوليو 2024

كوريا وأمريكا «حرب باردة» أشعلتها تصريحات المسؤولين

19-5-2017 | 16:40

جدل كبير أثارته تصريحات واشنطن الأخيرة التي أعربت خلالها عن استعدادها لإجراء تجربة لحل الأزمة النووية مع كوريا الشمالية من خلال التواصل معها، ولكن وفقا للشروط الملائمة، بحسب تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكد خلالها أن هناك احتمالات بوجود نزاعات كبيرة مع كوريا الشمالية، وأن جميع الخيارات مطروحة، لكنه يريد حل الأزمة بالطرق الدبلوماسية ربما عبر الاستخدام الموسع للعقوبات الاقتصادية.

 

كوريا الجنوبية: ترامب مستعد للتواصل لضمان إحلال السلام

واتخذ رئيس كوريا الجنوبية الجديد، مون جيه-إن، الذي تسلم منصبه الأسبوع الماضي نهجا أكثر اعتدالا حيال كوريا الشمالية خلال حملته الانتخابية، لكنه قال إن على بيونغيانغ أن تغير موقفها المصر على تطوير الأسلحة حتى يتسنى بدء حوار، وقال مبعوث مون إلى واشنطن هونغ سوك هيون في تصريحات تلفزيونية، إن ترامب تحدث عن استعداده للتواصل لضمان إحلال السلام.

 

وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية، شو جون-هيوك: "قول ترامب إنه لن يخوض محادثات من أجل المحادثات يؤكد مجددا موقفنا المشترك بأننا منفتحون على الحوار لكن في ظل الوضع الملائم"، مضي

وتابع "إن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة اتفقتا خلال زيارة مستشاري الأمن القومي لترامب إلى سول، على التوصل إلى نهج مشترك "جريء وبراجماتي".

وكان دبلوماسي كبير في كوريا الشمالية قال إن بيونغيانغ مستعدة بدورها لإجراء حوار مع واشنطن بالشروط المناسبة.

 

كوريا الشمالية تدعم ترامب في الانتخابات ويخذلها عقب دخول القصر

وعلي الرغم من تأييد كوريا الشمالية لدونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التى تم إجراؤها مؤخرا، ووصفته آنذاك بالمرشح الذى يمتلك البصيرة والذى سيغير السياسة الأمريكية بتحريره الأمريكيين من الخوف اليومي الذى يعيشون فيه من هجوم نووى لبيونج يانج، إلا أن الاحتفاء الكوري الشمالي بترامب لم يدم طويلا، حيث أعلن الرئيس الأمريكي فور دخوله البيت الأبيض أن إدارته تنوي تطوير نظام دفاع صاروخي متطور للحماية من هجمات إيران وكوريا الشمالية.

 

"البستيا" بداية التوترات الأمريكية الكورية

الأمر الذى ردت عليه كوريا الشمالية بإطلاقها صاروخ "البستيا" قباله ساحل جارتها الجنوبية، كأول تجربة صاروخية بعد تولي ترامب السلطة، ليؤكد عقبها الرئيس الأمريكي لنظيره الصينى أنه يسعى لعمل دفاع قوى ضد تهديد يونج يانج.

لتأخذ بعد ذلك الأحداث منحنى التوترات بين واشنطن وبيونج يانج، وتبدأ بتحذير كوريا الشمالية من هجوم نووي على الولايات المتحدة عند ظهور أي بادرة على ضربة استباقية أمريكية، جاء ذلك بالتزامن مع اقتراب مجموعة قتالية تابعة للبحرية الأمريكية تقودها حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية إلى غرب المحيط الهادي.

 

ترامب: يمكننا حل مشكلة كوريا بدون الصين

من جانبه أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استعداده "لحل مشكلة" كوريا الشمالية بدون مساعدة الصين، جاء ذلك بعد أيام قليلة من القمة التى جمعته بالرئيس الصينى، وأتبع ذلك بتغريدة على تويتر، وكتب فيها: "كوريا الشمالية تبحث عن المتاعب، اذا قررت الصين المساعدة فسيكون أمرا رائعا، وإلا فسنحل المشكلة بدونهم".

 

لتبدأ بعد ذلك التوترات في التصاعد وبخاصة بعد أن نفذت واشنطن ضربات صاروخية أمريكية ضد سوريا، بالتزامن مع حديثها عن حلول عسكرية ضد بيونج يانج بعد إعلانها الاستعداد لإجراء اختبار نووي جديد.

 

كوريا تتحدى أمريكا وتعلن تركز تجربتها النووية على القواعد الأمريكية

وفي تحد واضح أعلنت بيونج يانج أن جيشها القوي يتابع عن كثب كل خطوة تتخذها العناصر الأمريكية، مؤكدة أن رؤيتها النووية تتركز علي القواعد الأمريكية الغازية وليس جارتها الجنوبية فقط، لافتة إلى أن ساحة العمليات لن تتركز في المحيط الهادي فقط بل ستمتد لتشمل الأراضي الأمريكية أيضا، وأكدت أن زعيمها كيم جونج أون يشرف بنفسه علي مناورة نفذتها قوة من الوحدات الخاصة.

وأعلنت الوكالة الرسمية لكوريا الشمالية، أن زعيمها "كيم" شاهد من نقطة مراقبة إنزال طائرات خفيفة لقوات خاصة "استهدفت بلا رحمة أهدافاً للعدو".

وأعرب الزعيم الكوري الشمالي عن فخره بالدقة التى تتمتع بها قواته، قائلا"يبدو أن الرصاصات لديها عيون".

وأضافت الوكالة أن العملية "أثبتت مجدداً أن جيش بيونج يانج سيجعل الغزاة المتهورين يذوقون الطعم الحقيقي لإطلاق النار والطعم الحقيقي للحرب".

جاء ذلك بالتزامن مع تأكيد معهد "نورث 38"المتخصص في إجراء أبحاث حول كوريا الشمالية، أن أقمارا صناعية التقطت صورا أظهرت موقع بونجي_ري المخصص للتجارب النووية بأنه بات جاهزا لإجراء تجربة نووية جديدة.

وأكدت كوريا الشمالية ذلك، بإبلاغها للصحفيين الأجانب بأن عليهم أن يستعدوا لسماع إعلان عن "حدث كبير وهام"، ولكنها رفضت التحديد هل هو مرتبط بالتوتر السائد في شه الجزيرة الكورية أم لا.

ومن جانب آخر حذر رئيس الوزراء الكوري الجنوبي والرئيس بالوكالة هوانغ كيو-اهن من خطر "استفزاز كبير" لكوريا الشمالية، وخاصة مع اقتراب ذكرى تأسيس جيشها الذى كان من المقرر له إبريل الماضي.

 

تعاون بين أماريكا وكوريا الجنوبية للتصدى لـ"بيونج يانج"

وبدأت بعد ذلك الأحداث في التحول بعد إعلان وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أن زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، إلى سول، حملت رسالة واضحة لجارتها الشمالية، فى إطار تعزيز الجهود المشتركة بين سول، وواشنطن، للتصدى لطموحات بيونج يانج واستفزازاتها العسكرية".

وقالت إن زيارة بينس جاءت في وقت حساس للغاية لإرساله رسالة واضحة تتعلق بجهود "سول"، وواشنطن بتعزيز التحالف بينهما في مواجهة بيونج يانج.

 

وقال الناطق باسم الخارجية الكورية الجنوبية تشو جيون هيوك إن الزيارة تتعلق بنشر نظام الدفاع الصاروخى الأمريكى المتطور "ثاد" بكوريا الجنوبية وغيره من القضايا الرئيسية، فى إشارة إلى الجهود التى تبذلها سول وواشنطن لإقناع الصين بالتخلى عن انتقامها الاقتصادى ضد كوريا الجنوبية فى سياق احتجاجها على نشر نظام ثاد فى كوريا الجنوبية.

وقال تشو "إن الزيارة المرتقبة تمثل أول زيارة رسمية إلى دولة آسيوية يقوم بها بينس منذ تقلده منصب نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن الزيارة تمثل تطورا كبيرا فى الجهود الرامية لتكثيف التعاون الثنائى وتنسيق السياسات فى القضايا الرئيسية بين البلدين".