يتوجه وزير الدفاع الأمريكي الجديد جيمس ماتيس، إلى كل من كوريا الجنوبية واليابان على التوالي، بداية من اليوم الأربعاء، في زيارة خلال الفترة بين يومي 1 و4 فبراير الجاري، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية.
ومن المقرر أن يجتمع مع نظيره الكوري الجنوبي هان مين كو، في الثاني من فبراير في سيول، ومع نظيره الياباني تومومي إنادا في الثالث من فبراير بطوكيو.
يأتي توجه وزير الدفاع الأمريكي لكوريا الجنوبية واليابان- وهما من أقرب حلفاء الولايات المتحدة- وسط تساؤلات حول التزام الرئيس دونالد ترامب بتعهداته، بعد أن وقع أمرًا تنفيذيًا تنسحب بموجبه رسميًا الولايات المتحدة من اتفاق تجارة الشراكة عبر المحيط الهادي الذي يضم 12 دولة، وما قاله بأن الدول الآسيوية لا يدفعون بما فيه الكفاية بالنسبة للقوات الأمريكية المتمركزة في بلدانهم- وفقًا لما ذكرته وكالة بلومبرج الإخبارية الأمريكية- حيث أشارت إلى أن الوزير من المتوقع أن يؤكد خلال جولته الخارجية، على الحفاظ على التحالف مع كوريا الجنوبية واليابان، وتعزيز التعاون الأمني بين الدول الثلاث.
ووفقًا لما أشارت إليه "بلومبرج" فإن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس سيسعى لطمأنة الحلفاء في جميع أنحاء العالم أنها لا تزال تعتمد على الولايات المتحدة بشكل متزايد، حيث يبدأ زيارته الأربعاء بالتوجه إلى شرق آسيا في أول جولة خارجية لمسئول بإدارة ترامب، ومن المتوقع أن يتبادل الوزير ماتيس ونظيره الكوري الجنوبي وجهات نظرهما بشأن تهديدات كوريا الشمالية النووية والصاروخية، ونشر منظومة الصاروخ الدفاع الأمريكي المتقدم "ثاد" في شبه الجزيرة الكورية، التي عارضتها الصين.
ويتركز الاهتمام حول ما إذا كان ماتيس سيثير قضية خلال اجتماع مع نظيره الكوري الجنوبي تحمل كوريا الجنوبية المزيد من تكاليف تمركز القوات الأمريكية في أراضيها، التي يصر عليها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.
وتساؤلات أخرى حول العلاقات مع طوكيو وسيول تأتي على خلفية نظام التسليح بشكل متزايد في كوريا الشمالية. وعلى ما يبدو فإن بيونج يانج على استعداد لتجربة نووية أو صواريخ أخرى، وقد تطور من قدرة أسلحتها، في الوقت الذي قال فيه "ترامب" إنه لن يسمح لكوريا الشمالية بأن تهدد أراضي الولايات المتحدة.
وأشارت "بلومبرج" في تقريرها، لقول مدير برنامج أمن آسيا والمحيط الهادي في مركز الأمن الأمريكي الجديد بواشنطن باتريك كرونين، الذي أكد "أنه لا يزال من المهم جدًا طمأنة الحلفاء في ذلك الوقت، خاصة عندما يكون هناك الكثير من عدم اليقين وعدم الاستقرار وعدم القدرة على التنبؤ"، وأضاف باتريك كرونين: "رحلة الوزير ماتيس سوف يتردد صداها خارج هذين الحلفاء الرئيسيين في شمال شرق آسيا"، موضحًا أن "رحلة ماتيس ستكون إشارة رفيعة المستوى لحلفاء رئيسيين".
وقللت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" من أيه توقعات إزاء أي تحول أو تغيير في سياسة الجيش الأمريكي تجاه المنطقة، حيث يقدر عدد القوات الأمريكية المتمركزة في كوريا الجنوبية بنحو 28,500، في حين يوجد في اليابان 50,000 من القوات الأمريكية.
وقال المتحدث باسم "البنتاجون"، إن الهدف من الزيارة في المقام الأول هو الاستماع في الوقت الحالي، وأضاف: أن "القصد من هذا هو عدم طرح أي تغيير كبير في سياسة الولايات المتحدة".
يشار إلى أن كوريا الجنوبية، المحطة الأولى التي سيتوجه إليها وزير الدفاع الأمريكي، تواجه اضطرابات بعد أن حوكم الرئيس بارك جيون هاي بسبب فضيحة استغلال النفوذ. وتحدث رئيس الوزراء هوانج كيواهن الذي يتولى الرئاسة بالوكالة منذ إقالة بارك جيون هاي هاتفيًا يوم 29 يناير الماضي مع الرئيس الأميركي مجددًا، حيث أكد "ترامب" أن التحالف سيكون "أفضل من أي وقت مضى".
كما تأتي زيارة وزير الدفاع الأمريكي إلى اليابان قبيل اجتماع 10 فبراير في واشنطن، والذي من المقرر أن يلتقي خلاله رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي والرئيس الأمريكى دونالد ترامب، في لقاء قمة لإجراء محادثات تجارية ثنائية بين البلدين.