أكد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، أن الاستمرار في تنفيذ مشروعات تكرير جديدة وتطوير الوحدات القائمة ورفع كفاءتها التشغيلية، تُعد من أهم المحاور الرئيسية لخطط واستراتيجية وزارة البترول المتكاملة التي يتم تنفيذها حاليًا؛ لتوفير وتأمين احتياجات السوق المحلى من المنتجات البترولية، خاصةً التي يتم استيراد جزء كبير منها لسد الفجوة بين الإنتاج المحلي والاستهلاك مثل السولار والبنزين والبوتاجاز.
جاء ذلك خلال تفقد وزير البترول لمشروع الشركة المصرية للتكرير، ومعمل القاهرة لتكرير البترول بمنطقة مسطرد البترولية يرافقه وكيلا أول الوزارة ورئيس هيئة البترول، ورئيسا شركتي إنبى وبتروجت ونواب رئيس الهيئة للتخطيط والمشروعات والتكرير والتصنيع والنقل والتوزيع والدكتور أحمد هيكل رئيس مجموعة القلعة.
بدأت الجولة بتفقد الوزير ومرافقيه الأعمال الإنشائية بمشروع الشركة المصرية للتكرير الذي ينفذه قطاع البترول باستثمارات حوالي 7ر3 مليار دولار والذى يُعد واحدًا من أهم مشروعات التكرير الجديدة.
وأشاد الوزير خلال الجولة بالتقدم الملحوظ في تنفيذ المشروع الذي يعد أحد المشروعات الكبرى التي تحرص وزارة البترول على تنفيذها؛ لتوفير جانب كبير من احتياجات السوق المحلي من المنتجات البترولية، وأنها تولي المشروع كافة أوجه الدعم، لافتًا إلى أنه يمثل أحد أهم المشروعات التي يشارك فيها قطاع البترول مع القطاع الخاص.
وأشار إلى أن انعكاسات المشروع على الاقتصاد كبيرة، وسيوفر العملة الصعبة التي توجه لاستيراد المنتجات البترولية الأساسية للسوق المحلي، فضلا عن مساهمته في تحقيق رؤية مصر في التحول لمركز إقليمي محوري لتداول الطاقة، وأكد أنه يأمل في الانتهاء من المشروع بنهاية العام الجاري، وبدء التشغيل التجريبي ليبدأ الإنتاج الفعلي في عام 2018.
وأشاد الدكتور أحمد هيكل رئيس مجموعة القلعة بالدعم الذي توليه وزارة البترول للمشروع لسرعة وضعه على الإنتاج، موضحًا أن المشروع نموذج للمشروعات صديقة البيئة الذي يستخدم أحدث أنواع التكنولوجيا الحديثة لتحقيق معايير عالية من الكفاءة في الأداء البيئي، ويعتمد على استخدام تقنية التكسير الهيدروجينى للمازوت المنتج من معمل القاهرة للتكرير لتحويله لمنتجات عالية القيمة يحتاجها السوق المحلي بدلاً من استيرادها، وسيتم تغذية هذا المشروع من المازوت المنتج من شركة القاهرة لتكرير البترول بطاقة سنوية حوالى 3ر4 مليون طن؛ ليتم إنتاج حوالي 3ر2 مليون طن سولار، و600 ألف طن من وقود النفاثات، و850 ألف طن بنزين بأنواعه، و80 ألف طن بوتاجاز سنويا إلى جانب إنتاج الفحم والكبريت، موضحًا أن نسبة تقدم الأعمال بالمشروع بلغت 94%.
وتجد الإشارة أن المشروع يشارك فيه هيئة البترول بنسبة 24% ومجموعة من المستثمرين المصريين والعرب والأجانب بنسبة 76%، ويلتزم المشروع بتنفيذ كافة التوصيات والاشتراطات البيئية بالتنسيق مع جهاز شئون البيئة، وعلى رأسها إعداد سجل بيئي وإتاحته للتفتيش وهو ما يتم بالفعل.
كما قام الوزير بتفقد سير العمل بالوحدات الإنتاجية بشركة القاهرة لتكرير البترول، وأوضح المهندس محمد حشيش رئيس الشركة أن أعمال التطوير ورفع الكفاءة تسير وفقًا للجداول الزمنية الموضوعة والتي ستؤدي إلى تحقيق زيادة في الإنتاج ورفع العائد على رأس المال، فضلاً عن توفير مادة التغذية اللازمة من المازوت لمشروع المصرية للتكرير لتحويله إلى منتجات بترولية يحتاجها السوق المحلي، مشيرًا إلى اهتمام الشركة بدعم إمكانيات الأمن والسلامة داخل الوحدات الإنتاجية.