الجمعة 17 مايو 2024

«ضيافة شبرا» إهمال وتلوث وحمام مشترك.. وسكان الإيواء: نفسنا في أوضة وصالة

20-5-2017 | 14:16

7 سنوات أو تزيد مرت منذ أن فارقت الحاجة روحية منزلها في حي شبرا الخيمة، ونسيت بعدها الشعور بالأمان، تشكو قسوة الحياة، والتجاهل الحكومي، وطول الانتظار في سبيل الحصول على شقة تؤويها وأسرتها، تستعين ببيع بعض الحلوى والمقرمشات لتكون مصدر دخل لها ولعائلتها، المكونة من أكثر من7  أفراد، منذ طلاق ابنتها وعودتها للعيش معها برفقة أبنائها.

داخل دار الضيافة في عزبة سليم بحي شرق شبرا الخيمة، تقطن روحية مع ما يزيد عن 40 أسرة، نصفها تقريبا جاوز 7 سنوات في هذا البناء، وجميعها فقدت منازلها، إما بسبب صدور قرارات إزالة لها أو تعرضها لحرائق، أو انهيارها، إلا أن جميع من بداخل الدار لا يزالون يعيشون ن على أمل تحقق الوعد، بالحصول على شقة تحقق لهم العيش الآمن.

كانت روحية تقطن في عقار بشبرا الخيمة، إلا أنه تعرض للهدم نتيجة لشرخ كبير به، وأثناء إخلائه كان ينهار فعليا، فلحق الأهالي ما لحقوا قبل أن يقع كليا، وجاءت السيدة المسنة لتسكن في دار الإيواء مع آخرين برفقة زوجها، الذي فارق الحياة فيما بعد، وتطلقت الابنة وجاءت مع أبنائها الأربعة للعيش معها، ومع ابنها الذي يؤدي خدمته العسكرية الآن، فضاقت الغرفة التي تعيش بها عليهم، لتحصل على غرفة مجاورة تركتها صاحبتها للعيش مع ابنتها، لظروف خاصة بمرض زوجها.

قسمت روحية ابنتها المطلقة أغراضهما على الحجرتين، ما جعل إحداها أشبه بكومة من الملابس والكراتين المرصوصة، وبعد وعود منح شقق لـ66 أسرة في دار الضيافة، استثنيت نحو 23 أسرة، هي التي بقيت منذ أغسطس الماضي.

أما عن الحاصلين على الوحدات السكنية، فتقول روحية إنهم أصحاب بيوت وشقق، مضيفة: «ابني يمتلك بيتا في سرياقوس وحصل على شقة في بهتيم، وأنا لم أحصل عليها رغم أحقيتي بها».

زاد عدد الأسر خلال الأشهر التسع الماضية، عقب حريق منزل جاء قاطنوه للعيش في دار الضيافة، وتلقوا معونات من فاعلي الخير بتبرعات عينية عوضا عن ممتلكاتهم المحترقة، حسب توضيح أم مروان إحدى القاطنات في الدار، قائلة: «منذ أغسطس الماضي يخبروننا أننا سنحصل على الشقق في أقرب وقت، بعد أن حددوا 4 أشهر مدة للانتقال، لكن هذا لم يحدث».

«قيمة إيجار الغرفة 50 جنيها شهريا يدفعونها في الحي»، توضح أم مروان، مستكملة: «منذ 7 سنوات أيضا انتظرنا الحصول على وحدة سكنية، والمسئولون قالوا إنها مكونة من حجرة وصالة فارغة، وحين علم الأهالي حاولوا الحصول عليها رغم ذلك، لكن في النهاية لم تسلم لأي منهم إلا عقب بناء الوحدات السكنية، وانتقال الأسر جميعها إليها».

ويقع في كل جناح نحو 5 غرف، ومطبخ، وحمام مشترك، للجانب كله، ما دفع عزة محمد إلى شراء بوتاجاز صغير داخل غرفتها لتجهز أكلها به، مضيفة: «كانت حمامات هذا الجانب مهدودة لإجراء تصليحات، وكنا نذهب لقضاء حاجتنا في الجانب الآخر، وهو أمر شاق، فضلا عن كونه غير مريح، ويسبب لشجار بين السكان في أوقات كثيرة».

واستطردت: «كنت أسخن المياه على البوتاجاز، وآخذها معي إلى الحمام في الجناح الآخر، بالطبع كان موقف صعبا ومحرجا أحيانا».

وتتشابه طبيعة حياة الأسر المقسمة على جانبين داخل الدار، المكونة من 6 طوابق، في كل منها جناحان أيمن وأيسر، وتشير عزة إلى إنها جاءت إلى الدار عقب صدور قرار إزالة لمنزلها في المنشية الجديدة بشبرا الخيمة.

وتتابع: «لدي 3 أطفال، أكبرهم لا يتعدى 8 سنوات، وأنتظر طفلي الرابع، ولدت ابني الأصغر هنا، وها أنا في انتظار آخر سيولد بعد أشهر معدودة، لا أطلب الكثير، فقط غرفة وصالة، بالتأكيد ستكون أفضل مما نحن فيه، نحن تحملنا الشتاء الماضي بأعجوبة، وأولادي كانوا يمرضون باستمرار، وأصيبوا بتلوث».

واستكملت: «كنا 66 أسرة من حقنا الحصول على شقق، إلا أن 23 أسرة منا بقيت كما هي، بعد حصول سكان من حي غرب على شققنا، وعلى الرغم من ذلك قدمنا شكاوى وطلبات، وحصلنا على ردود لجميعها، لكن دون جدوى».