الجمعة 28 يونيو 2024

تلقى تهانى من الفخرانى ويسرا وإلهام شاهين .. الأب بطرس دانيال : البابا كان يرفع أصبعه بعلامة الإعجاب عند سماع التراتيل

21-5-2017 | 10:57

حوار: هبة عادل

زيارة تاريخية.. نعم

بابا السلام .. نعم

عن الأب فرنسيس بابا روما نتحدث وعن زيارته المباركة إلى أرض مصر قبل أيام.

ولما كان الأب بطرس دانيال.. هو كاهن كاثوليكى حيث الطائفة التى يترأسها بابا الفاتيكان.. ولكنه فى رأينا كان بدرجة فنان.. وإن كان مثل الأب بطرس يوجد كثير من الكهنة الكاثوليك على أرص مصرنا الحبيبة لكن يظل موقعه كمدير للمركز الكاثوليكى المصرى للسينما هو أحد أبرز علامات تميزه.. لاسيما بالنسبة لنا نحن المهتمين والمتابعين للفنون والسينما وعندما يكون الأب بطرس دانيال هو أحد شهود العيان لهذه الرحلة بأحداثها الكثيرة.. فقد باردنا أن نفتح خزائن أسرار وكواليس هذه الزيارة كما شاهدها وتابعها... وربما صنع العديد من تفاصيلها التى نتعرف عليها فى هذا الحوار..

وفى خلفية معلوماتية نود أن نلقى الضوء على حب الأب بطرس دانيال للفنون وتعلمه إياها قبل الخوض فى ثنايا الحوار.. فالمعروف عن الأب بطرس عشقه للموسيقى منذ المرحلة الاعدادية وقد توسمت فيه مدرسته المجرية هذه الموهبة الواعدة.. ولما سلك فى الرهبنة الفرنسيسكانية طلبوا منه السفر إلى إيطاليا للحصول على درجة الماجستير فى الإعلام ثم عاد للعمل بالمركز الكاثوليكى للسينما إلى أن أصبح مديرا له.

نبدأ بالحديث عن تفاصيل زيارة بابا السلام لمصر كيف ومتى استمعت أول مرة لنبأ هذه الزيارة؟

كان هناك مشروع لهذه الزيارة بطلب من رئيس الرهبنة الفرنسيسكانية فى العالم موجه إلى البابا فرنسيس ليزور مصر فى 2018 وذلك لإحياء مناسبة مرور 800 عام على زيارة القديس فرنسيس مؤسس الرهبنة الفرنسيسكانية إلى الملك الكامل الأيوبى فى دمياط وهذا يعد حدثاً عالمىاً كبيراً.. لكن دعوة الرئيس السيسى والبابا تواضروس والشيخ الطيب.. اختارت أن تكون هذه الزيارة فى 2017 فلبى البابا النداء.. وقد تم اختيارى لأكون أحد أربعة من الكهنة الكاثوليك هم أعضاء اللجنة المنظمة لمراسم وطقوس زيارة البابا إلى مصر وقد علمنا قبلها بشهر وبدأنا فى التنسيق والإعداد لكل كبيرة وصغيرة.

مثل ماذ؟

تفقدنا كل الأماكن التى سيزورها البابا وفكرنا كيف سيكون فرشها وكيف نختار القساوسة الذين سيصلون مع البابا فى الاستاد وكيف نختار الأطفال الذين سيقدمون للبابا التحية ويرتدون الزي الفرعوني وكيف نرسل الدعوات لخمسة وعشرين ألفاً من جميع الكنائس لحضور القداس مع قداسته وكل هذه الأشياء كانت تتم بالقرعة ودرسنا مقاس الكراسي والهيكل وحتي الشموع ووضعنا خطة للترانيم المناسبة في كل مكان سيزوره البابا بما يناسب هذا المكان ورتبنا كلمات الصلاة من أجل البابا والأساقفة والرئيس السيسي والقيادات والمرضي وذوي الاحتياجات الخاصة ومن أجل أن يعم السلام في كل مكان.

وماذا عن التجهيزات للصلاة في الاستاد والتي اتسعت لخمسة عشرين مصليا؟

في الاستاد أعددنا للمكان الذي سيرتدي فيه البابا الملابس الخاصة بالصلاة بخلاف غرف اللبس الخاصة بالكارادلة والبطريرك والأساقفة وأخري للكهنة.

كما فكرنا كيف نملأ الساعتين السابقتين لقيام القداس وحيث تتجمع حشود المصلين فأعددنا فيديوهات لزيارة البابا للرئيس السيسي والشيخ الطيب والبابا تواضروس وكذلك تقديم الترانيم والكورالات المختلفة.

وهل جمعك لقاء مباشر مع البابا سواء من قبل أو أثناء هذه الزيارة؟

كنت قد نلت شرف الخدمة واللقاء بالبابا يوحنا بولس الثاني من قبل.. أما البابا فرنسيس فلم أحظ معه بهذا الشرف.. وفى هذه الزيارة كان لي دور تنظيمي لم أكن لأتركه ثانية واحدة.. فلم أتمكن للأسف من مصافحته مباشرة لانشغالي بتقديم فقرات الكورال.

أنت قائد كورال سان جوزيف بكنيسة سان جوزيف التي تترأسها.. وهو الكورال الذي شاهدناه علي شاشات التليفزيون أثناء الزيارة.. ماذا عن الموضوع؟

كان لنا شرف اختيار لجنة المراسم والطقوس لكورال سان جوزيف ليكون الكورال الذي يقدم ترانيمه وألحانه أمام قداسة البابا.. وقد رافقناه ثلاث مرات.. الأولي أثناء دخوله بالسيارة الجولف وتفقده في جولة علي أرض الاستاد قبل الصلاة وقد استقبلناه بترانيم حماسية مفرحة مثل «هللويا يا هندل» وهي للموسيقار العالمي هندل وقدمنا أربعة ترانيم حماسية قوية في استقباله وفي الصلاة بالكنيسة البطرسية قدمنا ترانيم منها لحن اليوبيل أو نشيد اليوبيل وهو لحن عالمي معروف منذ عام 2000 وذلك حيث يعد الكورال والترانيم هي جزء أساسي من القداس الكاثوليكي.

وبأي لغة كانت تُنشد هذه الترانيم؟

باللغات الفرنسية والإيطالية والعربية واللاتينية وكان الكورال يضم 28 شخصاً بين عازف ومرنم علي رأسهم السيدة ماجدولين ميشيل قائدة الكورال ورمسيس وديع علي الساكسفون ومارلين وليم علي الفلوت والأجراس لسماح لويز وأنا أقوم بالعزف علي الأورج.. وفي صلاة الكنيسة البطرسية قدمنا ترتيلة (طوبي للساعيين للسلام) وكنا حريصين في كل حدث أن نختار له ما يناسبه من تراتيل وكان هدفنا الأول والأخير أن نقدم صورة تشرف مصرنا الغالية أمام العالم أجمع.

وكيف رصدتم رد فعل البابا علي هذه الفقرات؟

لا أنسي أبدا أثناء دخوله الاستاد ومروره بالسيارة واستماعه عبر السماعات إلي التراتيل أن رفع يده وأصبعه بعلامة الإعجاب حتي صفق له الفريق كله من سعادتهم بهذا التشجيع.

وكيف كانت ردود الأفعال مقابل هذا الجهد الذي بذلتموه؟

أرسل لي السفير علاء يوسف رسالة أثني فيها علي الكورال وأنه كان أكثر من رائع وأرسل لي الفنان يحيي الفخراني برسالة تهنئة قال فيها أحسنتم.. الموسيقي والعزف والأداء كان في منتهي الروعة والزيارة كلها ناجحة ومؤثرة جداً كذلك أرسل لي الفنان نبيل الحلفاوي تهنئة خاصة لي وللكورال متبوعة بكل الفرحة والفخر لأداء شرف مصر كلها.. وكذلك جاءتنا رسائل تهنئة من كندا وأستراليا وإيطاليا ومن تليفزيون الفاتيكان الذي أعاد عرض الكورال علي شاشته 7 مرات ولا أنسي أبدا تهنئة الفنانات يسرا - نهال عنبر - ندي بسيوني وإلهام شاهين.

وماذا عن كواليس أخري يمكن أن تكشفها لنا؟

قبل الزيارة الرسمية.. جاء إلي مصر أحد أفراد الأمن الخاصين بحراسة وتأمين البابا فرنسيس إلي مصر وتفقد الأماكن التي سيزورها قداسته وكان معه ثمانية أشخاص من طقم الحرس وثلاثة من مسئولي الطقوس لدي البابا.

استقبلناهم وذهبنا معهم إلي هذه الأماكن ورغم أن البابا نفسه لم يكن خائفا علي الإطلاق من زيارة مصر.. لكن كلنا كنا نصلي وندعو أن تمر الزيارة علي خير وصلينا شكر بعد أن تمت لأنها في وجه مصر كلها.

وكيف تري أهداف هذه الزيارة؟

أهداف البابا من هذه الزيارة كانت رسالة إنسانية روحية أكثر منها سياسية وقد صلي وتحدث من قلبه عن المحبة والسلام الحقيقيين ونادي من أجل الحرية والتعاون وإزالة الفوارق بين الطبقات وأكد علي ضرورة احترام الآخر والاختلافات وصدق النوايا.

صف لنا مشاعرك الشخصية أثناء عزفك وتقديمك للكورال أمام قداسة بابا الفاتيكان؟

كانت بالطبع لحظات سعادة لا توصف وممزوجة بالمسئولية وكان مونسنيور جويدو ماريني مسئول الطقوس والاحتفالات لقداسة البابا والذي يرافقه في كل احتفالاته يأتي لي من حين لآخر ليسألني عن بعض النقاط التنظيمية في خط سير الاحتفال والترانيم وعمل الكورال.

بصراحة.. هل تري أن التغطية والمتابعة الإعلامية لإحداث الزيارة.. جاءت بمثابة نوع من المصالحة لأقباط مصر بعد أحداث ضرب وتفجيرات الكنائس التي أصابت الكل بالحزن مؤخراً؟

لا .. ليس هذا هو الهدف أو المقصد تماما .. لكن كان الاهتمام بهذه الزيارة لقيمتها وقيمة قداسة البابا وقد تولي اللواء محسن عبدالنبي رئيس الشئون المعنوية بالقوات المسلحة الإعداد والترتيب لهذه الزيارة علي كافة المستويات منذ لحظة وصول البابا إلي المطار وتوجهه إلي قصر الاتحادية وزيارته لشيخ الأزهر والبطرسية والفندق والسفارة والقداس الذي أقيم في الاستاد ومن ثم تابعت وسائل الإعلام هذا الحدث الكبير الذي شرف مصر وكانت مصر علي قدر المسئولية أيضاً من جانبها.