الأربعاء 22 مايو 2024

إضافة «التجلى الأعظم» على أولويات عمل الحكومة.. وأساتذة الآثار: منطقة الأديان يحبها المسلم والمسيحى

منطقة التجلي الأعظم

تحقيقات2-8-2021 | 22:45

محمود بطيخ

مدينة سانت كاترين، من أهم المناطق السياحية التي يتجه إليها السياح فور زيارتهم إلى مصر، وقد يكون ما يميز المدينة هو احتوائها على أعلى قمم جبلية فى مصر، والسبب وراء ظهور تلك القمم هو الخسف الأفريقى الأعظم، الذى حدث منذ حوالى 24 مليون سنة مضت، وقد تسبب ذلك لخسف في نشأة البحر الأحمر وخليج العقبة، واهتمام الحكومة بإنشاء مشروع موقع التجلي الأعظم، ينبع من أهمية تلك المنطقة في الجانب الاستثماري السياحي، ويسميها العلماء بأنها منطقة الأديان، حيث يحبها المسلم والمسيحي على حد سواء.

وفي هذا الصدد، قال أساتذة الآثار إن مشروع تطوير موقع «التجلي الأعظم» بمدينة سانت كاترين، من أهم المشروعات التي تضيفها وزارة السياحة إلى الأماكن السياحية، مشيرين إلى أن أي موقع تاريخي في مصر يمكن يحدث فيه ما حدث في حفل نقل المومياوات، ويصبح حدث تاريخي.

سانت كاترين منطقة الأديان وكل الأمم تسارع لزيارتها
قال الدكتور جمال عبد الرحيم، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بكلية الآثار جامعة القاهرة، إن مشروع تطوير موقع «التجلي الأعظم» بمدينة سانت كاترين، من أهم المشروعات التي تضيفها وزارة السياحة إلى الأماكن السياحية، مشيرًا إلى أن التكاتف مع كل الهيئات هو ما نشاهده في تلك الأيام، كمحافظة جنوب سيناء، ووسط سيناء ، وشمالها، ومحافظة القاهرة، مع موازرة السياحة، كلهم يبحثون عن تنشيط العملية السياحية، سواء الداخلية أو الخارجية.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن منطقة سانت كاترين هي منطقة الأديان، وكثير من الأمم سواء مسلمين أو مسيحيين، أو عرف، يحبون تلك المنطقة، ويتهافتون على زيارتها.

وتابع أن الحكومة أعطت الأولية في المشروعات إلى التجلي الأعظم لأنهم يرون أي المناطق لها الأولوية، ويبدئون في تطويرها، موضحًا أنهم يبحثون عن السياح وأي الأماكن التي يتجهون لزيارتها ويبدأون في الاهتمام بها تطويرها، على نسك علمية مدروسة، من خلال الأخذ برأي العلماء والخبراء كل في مجاله.

وأوضح أن الأجانب كانوا منذ عشرين عام مضت، لا ينزلون في أي مناطق، وذلك بسبب عدم الاهتمام بالكثير من الأماكن السياحية، متابعًا أن الآن السائح بدء ف التوجه إلى مناطق أثرية جديدة تم تطويرها، مثل شارع المعز، والجمالية.

وأفاد أنه يوجد سلبيات ولكن ليست مثل السلبيات التي كانت موجودة منذ وقت طويل، مشيرًا إلى أن الرجل السياحية في الوقت الراهن بدأت في الاتجاه إلى المناطق السياحية الإسلامية والقبطية واليهودية، حيث يوجد في مصر معابد يهودية، ومجمع الأديان.

واهتمام الوزارة بالآثار الدينية يرجع إلى أن مصر كلها تعيش داخل تلك البوتقة لأنها مجتمع كان يضم الأديان الثلاثة، المسلم والمسيحي واليهودي.

وأشار أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية، أنه قريبًا سيشاهد المصريون متاحف كثيرة ومتعددة في كل أنحاء مصر، حيث تم بدء بكفر الشيخ، ومن ثم الغردقة، وكذا الافتتاح الجديد لمتحف شرم الشيخ، كما أن المتاحف التي عفى عليها الزمن يتم إحياءها من جديد.

عن تطوير موقع التجلي الأعظم: مصر قادرة على إبهار العالم
قالت الدكتورة سناء العادلي، أستاذ التاريخ والآثار المصرية القديمة، إن مشروع إنشاء موقع التجلي الأعظم، مهم للغاية في الجذب السياحي، موضحة أن أي موقع تاريخي في مصر يمكن يحدث فيه ما حدث في حفل نقل المومياوات، مشيرة إلى أن الفكرة قائمة في أي موقع أثري.

وأضافت في تصريح خاص لـ«دار الهلال» إن مصر قادرة على استخدام عناصر الإبهار العالمية لتوثيق المواقع الأثرية التاريخية في مصر لتخليد ذكراها، وجعلها حكاية لعشرات السنين، موضحةً أن ذلك يضيف للتراث المصري.

وتابعت أن اختيار الحكومة لتطوير أي موقع أثري لا يكون عشوائيا، ولكن يكون بناءً على خطة مدروسة وأسس معينة، حيث أن لهم توجهات أو وجهة نظر في عملية تطوير، مضيفةً أن الاكتشافات الحفرية التي تكون على أيادي أثريين مصريين أكثر بكثير من بعثات الحفائر الأجنبية.

وأشار إلى أن البعثات الأجنبية كانت تأتي وتقوم بعملها على أساس الموسم الأثري الأول ولا يجدون شيئا، ومن الممكن أن يجدوا ولكن يغطون على اكتشافاتهم، لجعل البعثة تصرف عليهم سنة وأكثر، لأن ذلك مصدر دخل بالنسبة لهم، وأما مصر فإنها توجه ميزانية محددة الغرض منها تخليد ذكرى معنية، أو تجديد موقع أثري معين، أو القيام بحفائر أثرية معينة، ولهذا فيكون المدى محدد وله هدف، ولهذا يكون لذلك نتيجة.

وأفادت أن وزارة السياحة والآثار طوال عمرها جادة في التعامل مع الآثار، ولكن سيطرة البعثات الأجنبية كانت قوية جدًا وعلم الأثار علم أجنبي تم تمصيره، وإنشاء كلية الآثار منذ 50 عاما تقريبًا، رغم أن الأجانب كانوا يضعون أيديهم على ذلك العلم سواء الألمان، الفرنسيين والإنجليز، وغيرهم.

وتابعت أنه اليوم أصبح هناك الكثير من كليات الآثار على مستوى الجمهورية ، سواء في جامعة القاهرة وجامعة عين شمس، وقسم أثار مصرية في جامعة بنها، مؤكدة أن ذلك العدد يخرج كما كبيرا من الدارسين والخريجين، والأثريين يكون من حقنا الحفر في مصر، ولهذا تم تمصير علم الآثار المصرية.