الأحد 5 مايو 2024

ثورة شعبٍ وجيش (10)


د. شريف درويش اللبان

مقالات2-8-2021 | 23:22

د. شريف درويش اللبان

شهدت مصر فى مطلع العقد الثانى من القرن الحادى والعشرين ثورتيْن غيرتا شكل مصر السياسى والاقتصادى والاجتماعي، الأولى فى 25 يناير 2011، والثانية فى 30 يونيه 2013، وكان الهدف الرئيس فى الثورتيْن واحد؛ وهو التأسيس لنظام حكم ديمقراطي بديلًا لنظام الحكم الاستبدادي والسلطوي في كل صوره الفردانية أو الدينية، الثورة الأولى نجحت في إسقاط نظام حكم سلطوي دام ما يقارب الثلاثين عامًا، ونجحت أيضًا في إنجاز انتخابات برلمانية ورئاسية الكل احترم نتائجها، لكن أسيء تطبيقها فتحولت إلى حكم ديني تناقض مع الهدف الأساسي للثورة الأولى فكان لا بد من ثورة ثانية ضد حكم انحرف عن المسار الديمقراطي، فامتدت أهداف الثورة الثانية ضد جماعة الإخوان لرفضها الالتزام بشرعية الشعب وشرعية الحكم الديمقراطي، ولو أنها قبلت بقواعد الممارسة الديمقراطية ما وصلت الأمور إلى حالة العنف التي شهدتها مصر والتي كانت الجماعة هى الخاسر الاول والوحيد فيها.

وبعد الثورة الثانية فى 30 يونيه 2013 انتقلت مصر الى مرحلة جديدة فى حياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية حيث وضعت خارطة للمستقبل تشمل تعديل الدستور المصري وهو ما تم بالفعل فى ديسمبر 2013، وإجراء انتخابات رئاسية وهو ما تم بالفعل فى يونيه 2014، وكانت المرحلة الثالثة لهذه الخارطة انتخاب وتاسيس البرلمان المصري وهو ما تم بالفعل بانعقاد الجلسة الاولى للبرلمان بناء على دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي للانعقاد فى 10 يناير 2016، وبذلك تكون مصر استكملت ثلاثية خارطة المستقبل الدستور والرئاسة والبرلمان.

وقد أفرزت التطورات السياسية التى شهدها العالم العربى خلال السنوات الخمس الاخيرة اختلافًا أيديولوجيًا فى وجهات نظر عديدٍ من الأنظمة العربية تجاه الربيع العربى عامةً واالتطورات السياسية التى شهدتها مصر خاصةً، وكان لدولتيْ الإمارات العربية المتحدة وقطر موقفًا شديد الاختلاف والتباين تجاه ثورات الربيع العربى بصفةٍ عامة والتطورات السياسية التى شهدتها مصر على وجه الخصوص، ومن ثم سعت الدراسة المهمة التي قام بإعدادها د. عماد الدين علي أحمد جابر أستاذ الصحافة المساعد بقسم الإعلام جامعة حلوان والمُعَار حاليًا لكلية الإعلام بإمارة الفُجيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة إلى التحليل المقارن لملامح واتجاهات الصورة الاعلامية لمصر، من خلال تحليل خطابات صحيفتيْ "الخليج" الاماراتية و"الراية" القطرية، لإبراز تأثير الانتماء السياسى للدولة والاختلاف الايديولوجى وتنوع السياسات التحريرية ونمط ملكية الصحيفتيْن والفكر السياسى للقائمين على هذه الصحف فى تشكيل ملامح الصورة الإعلامية لمصر، مع إبراز أوجه الشبه والاختلاف بينهما.

سعت الدراسة إلى توضيح ملامح وطبيعة صورة مصر كما قدمتها صحيفة "الخليج" الإماراتية لتوضيح تأثير الفكر السياسي للدولة على بناء هذه الصورة الإعلامية، وتم إجراء الدراسة بأسلوب المسح الشامل لكل المواد الصحفية التي نُشرت فى صحيفتة الدراسة لمدة ثلاثة شهور فى الفترة من الأول من يناير وحتى 31 مارس من العام 2016، وبلغت عدد المواد المنشورة فى صحيفة "الخليج" الإماراتية عن مصر (711) مادة صحفية.

ورصدت الدراسة رصد انماط واتجاهات صورة مصر فى صحافة الخليج العربى، بالتطبيق على صحيفتيْ "الخليج" الإماراتية و"الراية" القطرية، حيث اختلفت الصحيفتان كمًا وكيفًا فى نظرتيْهما لمصر، وكانت هناك ستة مجالات اتفقت فيها صحيفتا الدراسة ونقلتا من خلالها صورة مصر، وهذه المجالات هى صورة مصر السياسية، وصورة مصر العسكرية، وصورة مصر الأمنية وصورة مصر البرلمانية، وصورة مصر العربية، وأخيرًا صورة مصر القضائية، وتفردت "الخليج" بالإشارة إلى صورة مصر الدينية، بينما تفردت "الراية" القطرية فى الإشارة الى صورة مصر الاقتصادية.

 

 

  1. صورة مصر السياسية:

 قدمت صحيفة "الخليج" الإماراتية صورة مصر السياسية من خلال أُطروحتيْن اثنتيْن:

 

الأُطروحة الأولى: مصر الشرعية المعترف بها عربيًا ودوليًا:

أوضحت الصحيفة أن هناك قبولاً عربيًا لنظام السيسي تمثلت فى اللقاءات والزيارات المتبادلة حيث تلقى الرئيس العراقي فؤاد معصوم دعوة رسمية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لزيارة القاهرة، خلال استقبال الرئيس العراقى السفير المصري لدى العراق أحمد درويش حاملاً معه دعوة رسمية من الرئيس السيسي لزيارة القاهرة، ومن جانب آخر بحث ملك البحرين حمد بن عيسي آل خليفة مع الرئيس المصري تطورات الأوضاع على الساحة العربية  خلال اتصال هاتفي بينهما، تم التأكيد على قوة وعمق العلاقات بين البلدين الشقيقين واستمرار العمل علي تعزيز التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب، وتلقى الرئيس السيسي دعوة لزيارة المغرب خلال استقباله صلاح الدين مزوار وزير الشئون الخارجية والتعاون بالمملكة المغربية وسفير المملكة المغربية بالقاهرة، وتأكيد السيسي حرص مصر على تحقيق نقلة نوعية في مختلف مجالات التعاون الثنائي مع المغرب. وأشارت الى زيارة نائب رئيس الوزراء وزير خارجية اليمن عبد الملك المخلافى للقاهرة لبحث آخر تطورات الوضع في اليمن ودعم علاقات التعاون بين البلدين، وتسلم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي رسالة خطية من الرئيس السيسي تناولت مجمل التطورات على الساحة العربية والإقليمية والدولية والعلاقات الثنائية، ووصول رئيس موريتانيا محمد ولد عبد العزيز في أول زيارة له إلى مصر، تلبية لدعوة من نظيره المصري السيسي وسيجرى خلالها بحث ملفات التعاون بين البلدين.

وعلى صعيد القبول الدولي لمصر، أشارت "الخليج" إلى تسلم مصر مسؤولياتها كعضو غير دائم بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمدة عامين، في خطوة تعكس ثقة المجتمع الدولي في قدرة مصر على دعم جهود السلام والتنمية في مختلف بلدان العالم، ثم تلقي الرئيس السيسي دعوة لزيارة التشيك خلال لقائه بلوبومير زاوراليك وزير خارجية جمهورية التشيك، والذي أكد أن مصر تُعد شريكًا استراتيجيًا لبلاده في الشرق الأوسط.

ثم اجتماع الرئيس السيسي مع جون برينان مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في إطار مكافحة الإرهاب ومواجهة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة. وأشارت الصحيفة إلى زيارات خارجية قام بها الرئيس السيسي منها جولة آسيوية شملت كازاخستان واليابان وكوريا الجنوبية، ولقاءاته مع الرؤساء ورؤساء حكومات هذه الدول وتوقيع عديدٍ من الاتفاقات التجارية والعسكرية.

علاوة على نشاط الرئيس السيسي إفريقيًا حيث حث السيسي القادة الافارقة على توفير التمويل لمهمات حفظ السلام، وزيادة المساهمات المالية تفعيلاً لمبدأ الملكية الإفريقية والتزاماً بمسؤولية أبناء القارة عن مستقبلهم مع زيادة الموارد لتنفيذ المشروعات والبرامج الطموحة، ثم قمة إفريقية ثلاثية في شرم الشيخ برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وبمشاركة الرئيس السوداني عمر البشير، ورئيس الوزراء الإثيوبى هيلاماريام ديسالين لمكافحة الارهاب.

ثم جاء اختيار مصر في اجتماعات القمة الإفريقية لعضوية مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي، تتويجاً لجهود الدبلوماسية المصرية، وتؤكد عودة الثقة الإفريقية والثقل إلى مصر في قيادة القارة على مختلف الأصعدة ، وأخيرًا اختيار مصر رئيسًا لمجموعة الشرق الأدنى في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو" خلال الاجتماع الأول للمجموعة برئاسة السفير عمرو حلمي سفير مصر في روما.

 

الأطروحة الثانية: مصر الناجحة داخليًا:

أبرزت صحيفة "الخليج" الإماراتية نجاح النظام السياسي المصري على الأصعدة الاقتصادية والتنموية والسياحية؛ حيث نجحت مصر في التعامل مع أزمة سد النهضة وفق دبلوماسية النفس الطويل وعلى احتواء أثيوبيا، وتفهم التطلعات التنموية لها، ورفعت مبدأ المكسب للجميع، وحق أديس أبابا في إقامة السد كقضية فنية وليست سياسية، ثم أشارت إلى المباحثات الفنية بين مصر وإثيوبيا فى أديس ابابا لدراسة المقترح المصري بزيادة عدد فتحات تصريف المياه خلف سد النهضة من بوابتين إلى أربع بوابات، بحضور الشركة الإيطالية المنفذة للسد، ثم القمة الإفريقية في أديس أبابا بحضور رؤساء مصر والسودان وإثيوبيا فى قمة ثلاثية لمناقشة سد النهضة.

وأشار كمال بلهادى الى سعى مصر والسودان إلى الخروج بأخف الأضرار في مفاوضاتهما المعقدة مع إثيوبيا حول ملف سد النهضة. والذى يعد الأضخم على أكبر نهر في العالم، ورغم أن السيسي حاول طمأنة مواطنيه عند افتتاح مشروعات زراعية، وأن مصر وإثيوبيا تريدان العيش، وشدد على أن مسألة المياه هي مسألة حياة أو موت، الا ان إثيوبيا لن تلتفت على ما يبدو إلى تمنيات جيرانها. وأشار مصطفى الفقي الى ثلاثة محاور يمكن أن تساهم فى حل مشكلة سد النهضة: المحور الأول دعم العلاقات بين دول حوض النيل سياسيًا على المستويات الحكومية والبرلمانية ومؤسسات المجتمع المدني، والثانى محور اقتصادي يقوم على دراسة مسحية لاحتياجات كل دولة وسبل التبادل التجاري معها، والثالث محور ثقافى يؤكد التقارب الروحي والثقافي بين مسيحيي ومسلمي الحبشة ومصر .

وأشارت الصحيفة إلى نجاحات على المستوى الاقتصادى؛ حيث وقعت مصر والصين 7 مذكرات تفاهم أثناء زيارة الرئيس الصينى للقاهرة، لتنفيذ مشروعات تنموية وخدمية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وقررت مصر تسهيل دخول الصينيين إلى مصر وتكوين شراكة مصرية صينية مشتركة فى مجالات الاسكان والمرافق فى العاصمة الادارية الجديدة لمصر، مع توقيع 21 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البلدين بإجمالي استثمارات 15 مليار دولار، وإطلاق المنطقة الثانية من تطوير القناة. وأشارت الصحيفة الى تحالف مصر والنمور الأسيوية بعد جولة آسيوية ناجحة للسيسي شملت كازاخستان واليابان وكوريا الجنوبية، وقعت خلالها مصر عديدًا من الاتفاقات الصناعية والاقتصادية، وعرضت رؤيتها في التنمية الشاملة  وهو ما يؤشر إلى أفق جديد من التعاون، وفتح الباب أمام الاستثمارات الآسيوية خاصة في محور قناة السويس.

وتم إبراز جهود الرئيس السيسي فى توفير فرض عمل للشباب، ووصفه العام الجديد بأنه سيكون عام الشباب المصري، وتكليف السيسي للبنك المركزي المصري بتنفيذ برنامج شامل يستهدف دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة المملوكة للشباب بقيمة 200 مليار جنيه خلال السنوات الأربع المقبلة، ما يساعد في توفير فرص عمل لنحو أربعة ملايين مصري.

علاوة على نجاح الرئاسة المصرية فى حل أزمة المختطفين في ليبيا، حيث استقبلهم الرئيس في مطار القاهرة مؤكدًا أن مصر لا تدخر جهدًا في تأمين أبنائها في الداخل والخارج، وأشار السيسي إلى توافر عديد من فرص العمل في المشروعات القومية الجاري تنفيذها في عديدٍ من المحافظات، والتي يمكن أن تستوعب مزيدًا من العمالة المصرية.

أشارت صحيفة "الخليج" أيضًا إلى نجاح مصر فى تأسيس مركز دولي لصيانة الطائرات مع أطراف صينية، يسهم في تغطية القارة الإفريقية، ووافقت الصين لأنه يلبى الطلب المتزايد على النقل الجوي بين الطرفين، ويعزز التنمية الاقتصادية، وحركة السياحة، وتوسيع التعاون في مجال الطيران الإقليمي، وزيادة الربط مع القارة الإفريقية.

وأجمل مفتاح شعيب الإنجازات بقوله الصفحة الجديدة التي فُتحت في مصر بتسلم مجلس النواب مهامه تحمل رؤى وإنجازات غير مسبوقة على المستوى الوطني، سواء بافتتاح مشروع قناة السويس الجديدة ومساعي تنشيط الاقتصاد، أو بتقوية مؤسستها العسكرية بالتسليح وتنويع شركائها الدوليين. والفهم السليم لكل هذه المتغيرات يشير إلى أن وجه مصر المعاصر بدأ يتضح شيئًا فشيئًا، حتى عندما تم اختطاف الطائرة المصرية وهبوطها فى قبرص أشارت الصحيفة إلى تصريحات الرئيس القبرصي بأن الحادث لا علاقة له بالإرهاب، وأشارت الداخلية المصرية إلى أن مختطف لطائرة مصاب بالاضطراب النفسي وخضع لكل الإجراءات الأمنية التفتيشية فى مطار برج العرب.

 

  1. صورة مصر العسكرية:

قدمت صحيفة "الخليج" الإماراتية صورة مصر العسكرية  من خلال أُطروحتيْن اثنتيْن:

 

الأُطروحة الأولى: مصر العسكرية الناجحة في مكافحة العناصر الإرهابية:

أبرزت صحيفة "الخليج" الإماراتية صورة مصر الإيجابية من خلال أنشطة القوات المسلحة فى التصدى للعناصر الإرهابية حيث أكد الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي أن التحديات تزيد عزم الجيش على اقتلاع الإرهاب، وأن تحدياتنا مرتبطة باقتلاع الإرهاب من سيناء وإحكام السيطرة على الحدود البرية والساحلية.

تحقيق الأمن فى سيناء: اشارت الصحيفة إلى إن إحدى الدوريات التابعة للجيش الثالث الميداني تمكنت من ضبط مخزن خاص بالعناصر الإرهابية بجبل أم حصيرة بالقرب من القصيمة، حيث تم العثور بداخله على 32 شيكارة من مادة TNTشديدة الانفجار تزن 1,5 طنًا، ونشرت تأكيدات القوات المسلحة أن قوات إنفاذ القانون من الجيشيْن الثاني والثالث الميداني، تمكنت من قتل 29 إرهابيًا بشمال ووسط سيناء، في إطار استكمال المرحلة الثانية من عملية "حق الشهيد".

وأشار يوسف مكى إلى أن الإرهابيين يستخدمون الآراضي الليبية لنقل أسلحة الخراب والدمار إلى مصر، ولن يكون بالإمكان هزيمة الإرهاب في أرض الكنانة، إلا باقتلاع جذوره في ليبيا وتونس، وتجفيف منابع وجوده في كل بقعة عربية ولا يكفي أن يعلن القادة والشعوب العربية، تضامنهم بعضهم مع البعض الآخر، بل لابد من تفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك، صونًا وحمايةً لجميع أقطار الوطن العربي، وضمانًا لأمنها واستقرارها.

ونشرت "الخليج" إشادة رئيس الأركان البريطاني الجنرال مايك جاكسون بدور الجيش المصري، مؤكدًا أن مصر تقوم بدور مهم في تهدئة الصراعات الموجودة بالمنطقة العربية خاصة والشرق الأوسط عامة، وذلك لأنها تتمتع بقوة عسكرية قوية وموقع استراتيجي حاكم يساعدها على إنجاز هذه المهمة الصعبة، وتأكيدات سفير بريطانيا في القاهرة جون كاسن مساندة بريطانيا لمصر في الحرب ضد الإرهاب خاصة خطر داعش، وتوثيق التعاون العسكري بين البلدين.

 

الأُطروحة الثانية: مصر القوية تدريبًا وتسليحًا واستعدادًا:

حيث نقلت الصحيفة مباحثات الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع المصري مع الفريق أول رشاد محمود رئيس هيئة الأركان المشتركة الباكستانية، حول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك والتعاون العسكري المتميز بين البلدين. وأشارت إلى أشكال التعاون بين الجيش المصري والجيوش العربية؛ حيث أشار نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الكويتى الشيخ خالد الجراح إلى التلاحم بين الجيشيْن الكويتي والمصري لمنع أي اختراق لأمن الوطن العربي، تزامنًا مع زيارة خالد العبيدي وزير الدفاع العراقي لمصر التقى خلالها الرئيس السيسي والفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع.

وأبرزت الصحيفة التعاون العسكري المصري الإماراتي؛ حيث التقى وزير الدفاع ورئيس الأركان المصرييْن مع رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية الفريق الركن حمد محمد ثان الرميثي والوفد المرافق له حيث جرى بحث علاقات التعاون العسكري بين البلدين ومكافحة الإرهاب وتفعيل الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، كما أشارت "الخليج" الى مشاركة مصر والسعودية في تدريبات "رعد الشمال"، بمشاركة عدد من الدول العربية والإسلامية، حيث اشاد وزير الدفاع بقوات التدخل السريع واستعدادها القتالي الجاد، لتنفيذ أية مهام قتالية تُكلف بها مؤكدًا أن أمن مصر واستقرارها يكمن في امتلاك جيش وطني قوي قادر على مواجهة كل التحديات.

وفى مجال تحديث القوات المسلحة تتسلم القاهرة 3 مقاتلات من طراز "رافال" في إطار الاتفاقية التي أبرمتها مصر مع فرنسا في فبراير 2015، والتي تقضي بتسليم 24 طائرة وفرقاطة من طراز «فريم»، وتتيح هذه الصفقة للقوات المصرية تحقيق خطوة نوعية في زيادة قدرتها على القيام بمهامها في دعم جهود الأمن والاستقرار. وأعقب ذلك تدريبات رمايات بالذخيرة الحية للقوات الجوية والبحرية بين مصر وفرنسا مع انطلاق المرحلة الرئيسة للتدريب المشترك «رمسيس - 2016» والذي استمر لعدة أيام أمام سواحل مدينة الإسكندرية والمجال الجوي المصري، في إطار خطة التدريبات المشتركة للقوات المسلحة لكلا البلدين.

كما نفذت قوات بحرية مصرية إماراتية أمريكية "تحية النسر 2016"، وهى التدريبات البحرية المشتركة بين القطع البحرية المصرية والإماراتية والأمريكية في البحر الأحمر، وتضمنت تنفيذ إدارة أعمال قتال بحرية كالاستطلاع البحري، وتنفيذ عدة تشكيلات إبحار لاتخاذ الأوضاع الهجومية والدفاعية والتعامل مع الأهداف المعادية بكفاءة عالية.

وتناولت "الخليج" أنشطة الفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة حيث شهد مراحل الإعداد والتدريب القتالي لعناصر القوات الخاصة، بقيادة وحدات الصاعقة، التي شملت المهارات الرياضية والبدنية، والتعايش وفنون الاشتباك والدفاع عن النفس، وذلك في إطار متابعة قدرة وجاهزية الوحدات والتشكيلات. وشهد رئيس الأركان المصرية «صمود 4» للجيش الثالث الميدانى، الذي نفذته الوحدات المدرعة باستخدام مقلدات الرماية «المايلز»، في إطار الخطة السنوية للتدريب القتالي.

 

  1. صورة مصر الامنية :

وقدمت صحيفة "الخليج" الإماراتية هذه الصورة من خلال ثلاث أُطروحات:

 

الأُطروحة الأولى: الأمن المصري فى محاربة العناصر الإجرامية:

أشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى دور الشرطة المصرية الإيجابى فى التصدى للعمليات الإجرامية؛ حيث تمكنت قوات الأمن من قتل ثلاثة مسلحين حاولوا اقتحام فندق في مدينة الغردقة الواقعة على البحر الأحمر، مما كان له الأثر الطيب لدى السياح والتأكد من الأمن الذى تنعم به مصر. وأشارت إلى تمكن أجهزة الأمن خلال حملات أمنية في سيناء من ملاحقة تجار الأسلحة وضبط أسلحة متنوعة من بينها مدفع مضاد للطائرات وقاذف «آر. بي. جي»، وقتل 3 إرهابيين حاولوا اغتيال رئيس جامعة الزقازيق.

ونقلت عن وزارة الداخلية أن مصلحة الأمن العام بالتنسيق مع مديريات الأمن وقوات الأمن المركزي، قامت بعدة حملات أمنية لضبط الخارجين على القانون، وتمكنت من ضبط 165 قطعة سلاح ناري، وضبط ورشتين لتصنيع الأسلحة والاتجار فيها، وإلقاء القبض على تشكيليْن عصابييٍن، و96 هارباً من أحكام القضاء، مطلوب ضبطهم أمنيًا.

وأشارت "الخليج" إلى انشطة وزير الداخلية المصري مجدي عبد الغفار، حيث ناقش التعاون الأمني مع ألمانيا، خلال استقباله يوليوس جيورج لوي سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية بالقاهرة، والذى رحب بتطوير مستوى التنسيق المعلوماتي مع أجهزة الأمن الألمانية، في ضوء ما تفرضه الأوضاع الإقليمية الراهنة من تحديات وتهديدات، علاوة على تأكيدات وزير الداخلية المصري على ضرورة تحديث برامج التدريب، لمواجهة الجريمة الإلكترونية، خاصة في مجال الإرهاب مؤكدًا أن وزارة الداخلية تولي اهتمامًا فائقًا لعملية التدريب، إيمانًا منها بالدور المهم والحيوي. وفى ضوء جهود وزارة الداخلية اعلنت أنها فحصت 19 حالة اختفاء وتغيب، وأنها تلقت 130 شكوى من المجلس القومي لحقوق الإنسان بشأن هذه الحالات، وأن اللجان المشكلة من جانب الداخلية قامت بموافاة المجلس بموقف هذه الحالات، مؤكدة استمرار التعاون مع المجلس، لفحص باقي الحالات التزاماً بواجبها الوطني تجاه الرأي العام.

وفى الاستعداد لذكرى ثورة 25 يناير أكد اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية المصري، مواجهة أي عناصر خارجة عن القانون بمنتهى الحسم، وأن العمل الأمني في المرحلة الحالية يتطلب الالتزام بالأداء والحفاظ على حقوق الإنسان ومراعاة البعد الإنساني للمواطنين، ووجه الوزير بحسن معاملة المواطنين لتدعيم أواصر الثقة بين الشرطة والشعب.

وأشار احمد مصطفى إلى أن أخطر ما في الوثائق التي عُثر عليها والمتعلقة بجماعة الإخوان وأعلنتها وزارة العدل المصرية رغبة الإخوان في إنشاء جهاز أمني إخواني خاص يتبع مباشرة لرئاسة الجمهورية، هدفه أخونة مفاصل الدولة كافة وتسريح أصحاب الخبرة في الأجهزة الأمنية المصرية، واستبدالهم بعناصر إخوانية لا خبرات ولا مؤهلات لهم.

وفى المقابل طالب عبد الله السناوى بإصلاح جهاز الشرطة، على نحو جاد حتى لا ندخل إلى متاهة بلا نهاية، وإن لم ينصلح الجهاز الحكومي على نحو جذري فإن بنيان الدولة يصعب أن يصمد لأي تحديات، وانه في حال تصدع المؤسسات العامة يجد الإرهاب بيئته المناسبة للتوطن والتمدد، ويضرب المستقبل كله ويمنع أي أمل في بناء دولةٍ حديثة.

 

الأُطروحة الثانية: تضحيات رجال الأمن فى محاربة الارهاب:

اعتادت "الخليج" الإماراتية الإشارة إلى تضحيات رجال الشرطة البواسل فى مواجهاتهم للعناصر الإرهابية والإجرامية؛ فنقلت استشهاد عقيد في الشرطة ومجند، إثر تعرضهما لهجوم مسلح أثناء توجههما إلى عملهما بالسيارة في محافظة الجيزة. وأشار الحسين الزاوي إلى أن هناك من يعمل على دعم التنظيمات الإرهابية التي تستهدف الأبرياء من المواطنين والقوات المسلحة، ويرى بعضهم أن استهداف قوات الشرطة أمر مشروع، وبموازاة ذلك هناك من يرفض المساعدة على تخفيف معاناة الفقراء والمعوزين، ولكنه لا يجد حرجاً في تقديم الملايين للتنظيمات المتطرفة في سيناء.

ونشرت الصحيفة تصريحات وزير الداخلية المصري مجدي عبد الغفار أن التقدير الذي يلقاه رجال الشرطة من الشعب المصري يزيدهم إصرارًا على بذل أقصى الجهود بلا توانٍ، وبالتضحية بأرواحهم بلا تردد من أجل تحقيق الأمن لمصر.

ونشرت "الخليج" بيان تنظيم "داعش" الإرهابي، الذى اعلن مسؤوليته عن حادث التفجير في ضاحية الهرم الخميس 21 يناير 2016 وأسفر عن استشهاد سبعة من قوات الأمن وإصابة عشرة آخرين، وأدانت أحزاب وقوى سياسية الحادث الإجرامي، مؤكدين أن مثل هذه العمليات الإرهابية لن تزيد الشعب إلا إصرارًا على اجتثاث الإرهاب.

وأشارت "الخليج" إلى تأكيدات وزير الداخلية أن مصر تواجه إرهابًا عالميًا يسعى لزعزعة استقرار الدول، في احتفالية عيد الشرطة ال 64 والذى حضره الرئيس السيسي والذى تعهد بالقصاص للشهداء وكرّم العديد من أسر الشهداء، وانهمرت دموع الرئيس عند احتضانه طفلة رضيعة من أبناء شهداء الشرطة وشدد السيسي لن نترك ثأر الشرطة.

وفى اكبر عملية تعرضت لها قوات الامن خلال فترة الدراسة استشهاد 13 شرطياً مصرياً بهجوم إرهابي بهجوم بقذائف ال «أر بي جي» والهاون شنه مسلحون على حاجز للجيش والشرطة المصرية مدينة العريش شمال سيناء.

وطالب عبد الله السناوى بالقصاص العادل لشهداء الشرطة فمن حق أسر شهداء الشرطة أن تطمئن قلوبهم على أن المجرمين قد نالوا عقابهم، لكن الأخطر أن هناك أصواتاً تتصور أن القصاص لشهداء الشرطة يعني ظلم آخرين لم يتورطوا في أي عنف، يقبعون خلف القضبان ولا يصح القول إن العفو عن الموقوفين من شباب يناير تنكر لتضحيات الشرطة.

 

الأُطروحة الثالثة: مكافحة جماعة الإخوان وعلاقة الجماعة بالإرهاب الدولي:

دأبت الصحيفة على ربط جماعة "الإخوان" بالعمليات الارهابية داخل مصر وخارجها؛ حيث أشار مصطفى الفقى أن عام 2015 هو عام داعش بحق، وأثبتت الاحداث أن جرائم داعش فاقت التصور وجاوزت الحدود، وأنها جرائم موجهة ضد الإسلام تشويهًا لصورته، وتمزيقًا لمكانته، وأن كل تنظيمات الإسلام السياسي تدين بالولاء للحركة الأم وهي جماعة "الإخوان" التي انطلقت من مصر عام 1928، رافعةً شعار الخلافة الإسلامية والدولة الدينية.

وأوضح عبد الإله بلقزيز سبب كراهية الشعب المصري لجماعة "الإخوان"، حيث بدت الجماعة شديدة التلهُّف على السلطة، وأساء "الإخوان" التصرّف واعتبروا انتخابات الرئاسة 2012 نهايةً للمرحلة الانتقالية، وأقصوا شركاءهم في الثورة ودفعوا بهم إلى المعارضة، وفرضوا شروطهم في كتابة الدستور وفتحوا المعارك مع القضاء والصحافة بل ومع الجيش، وكانتِ النتيجة أنهم خرجوا من السلطة بقوّةِ ضغط الشارع وضغط الجيش.

ونقلت الصحيفة تصريحات وزير الاوقاف المصري مختار جمعة قوله "داعش" يستقي أفكاره من فتاوى الإخوان واصفًا قيادات الإخوان بالأدعياء العملاء الخونة لدينهم وأوطانهم، ويبنون فلسفاتهم الفكرية على الهدم والتخريب والتدمير، وأن ما دعا إليه سيد قطب هو بعض ما نشهده الآن من إنهاك الدولة وهو عين ما تنتهجه "داعش" وحليفتها جماعة الإخوان حاليًا، وتأكيد حلمي النمنم وزير الثقافة المصري أن جماعة "الإخوان" الإرهابية، هي المفرخة الرئيسة التي أطلقت مختلف التنظيمات الإرهابية، مثل "القاعدة" و"داعش"، وكل جماعات الإسلام السياسي التي انتهجت طريق العنف. ونشرت الصحيفة تصريحات الرئيس التشيكي ميلوس زيمان أن جماعة "الإخوان" مسؤولة عن تدفق نحو مليون مهاجر إلى أوروبا، مستخدمة إمكانات مالية مصدرها عدد من الدول، والهجرة طريقها للسيطرة على أوروبا بشكل تدريجي .

وأشار عثمان النمر إلى أن غالبية حركات الإسلام السياسي وأذرعها العسكرية من "الإخوان" و"حزب التحرير الإسلامي" و"حزب الله" و"الدعوة" و"المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" و"القاعدة" و"طالبان" و"داعش" و"بوكو حرام" وغيرها من المسميات المحلية والمناطقية، فاشية الجوهر والمخبر، لا تملك مشروعاً يخاطب العصر أو يُحسن التواصل مع الأصل، تلغي العقل وتصادر حرية التفكير، وتؤمن بعقلية القطيع لتسيير الناس، وبث الذعر والخوف لضمان استمرارها.

وربط عمار عوض بين الولايات المتحدة وجماعة "الإخوان"، حيث أشار إلى زيارة الرئيس الأمريكي أوباما إلى مسجد إسلامي في بالتيمور وتبادله القبلات مع أعضاء من جماعة "الإخوان"، علمًا بأن ثمة تقارير تشير إلى علاقة المسجد بالتنظيم الدولي للإخوان، وأن محمد آدم الشيخ إمام المسجد لمدة 15 عاماً، عضوًا في جماعة "الإخوان" في السودان منذ عام 1970.

وطالبت مصر الإنتربول الدولى بملاحقة 64 إخوانيًا بتهمة الإرهاب من بينهم يوسف القرضاوي، ووجدي غنيم، ومحمود عزت نائب مرشد جماعة الإخوان، ومحمود حسين، أمين عام الجماعة، وأكرم الشاعر القيادي بالجماعة ومحمد عبد المقصود القيادي في الجبهة السلفية، وصلاح عبد المقصود وزير الإعلام السابق، ومحمد محسوب نائب رئيس حزب الوسط، وطارق الزمر رئيس حزب البناء والتنمية، وعاصم عبد الماجد القيادي بالجماعة الإسلامية.

وأكد ناصر زيدان إن الإرهاب لا دين له ولا وطن، والفرصة مُهيأة للانقضاض على المجموعات التي تسانده، والفرصة مُهيأة لاجتثاث الإرهاب من خلال التعاون الدولي الصادق لمواجهته، بعيدًا عن الحسابات الخاطئة، إن المراهنة على الاستفادة من تفاعلات الأعمال الإرهابية لزيادة نفوذ أو تأثير هذه الدولة أو تلك مراهنة فاشلة.

 

  1. صورة مصر العربية:

قدمت صحيفة "الخليج" الإماراتية صورة مصر العربية من خلال ثلاث أُطروحات:

 

الأُطروحة الأولى : وقوف مصر مع كل الأشقاء العرب فى كل المجالات:

اعتادت "الخليج" الإماراتية الإشارة الى وقوف مصر مع الأشقاء العرب فى كل المجالات، فعلى المستوى السياسى تأكيد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي مساندة مصر للكويت في جهودها المبذولة لمكافحة الإرهاب، والحفاظ على الأمن والاستقرار وتعزيز الأمن القومي العربي. ونشرت الصحيفة تأكيدات سامح شكري وزير الخارجية المصري أن بلاده اتخذت قرارها بقطع العلاقات مع إيران منذ 27 عامًا، مؤكدًا رفض مصر أي تدخل إيراني في الشأن الداخلي للمملكة وأن أمن السعودية من أمن مصر. وطالب رجال الاعلام وكتاب مصر باتخاذ بموقف عربي موحد يوقف العبث الإيراني، واصفين الاعتداء الإيراني على مقار البعثات الدبلوماسية السعودية بطهران بالعمل الهمجي، وانتهاكًا للمواثيق والأعراف الدولية، وطالب سياسيون مصريون الدول العربية باتخاذ موقف مماثل في الاجتماع القادم على مستوى وزراء الخارجية العرب.

وأشارت الصحيفة إلى وقوف مصر الى جانب القضية الفلسطينية، فأشارت على لسان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد التوصل إلى تفاهم مؤقت مع مصر لفتح منفذ رفح البرى بمعزل عن حركة "حماس" للتخفيف عن الشعب الفلسطيني. وطالبت مصر مجلس الأمن بتحمل مسؤوليته تجاه حماية حقوق الشعب الفلسطيني وتصحيح الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ووضع حد لمُعاناة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ 62 عام.

وأشارت "الخليج" فى مقالها الافتتاحي إلى أن خطيئة "حماس" أنها وضعت معتقدها الديني كفرع لجماعة "الإخوان" كأساس لعلاقاتها العربية خاصة مع مصر جعلها موضع شبهة، خصوصًا أن علاقاتها مع "الإخوان" ودورها في دعمهم أثناء توليهم السلطة في مصر ترك فجوة في العلاقات الثنائية وحالة من الشك والريبة تجاه الحركة، وكان الأجدى النظر إلى علاقاتها مع مصر كعلاقة استراتيجية من منطلق أن أمن مصر هو جزء من أمن القطاع والعكس صحيح.

واستضافت القاهرة وفد حركة "حماس" وحركة "فتح" لبحث خطوات المصالحة الفلسطينية لبحث نتائج لقاء الدوحة بينهما، وما أعقبه من زيارة وفد من "حماس" الى القاهرة لتحسين العلاقات وسعيًا لإزالة التوتر بين الجانبيْن بعد اتهام "حماس" بالتورط في اغتيال النائب العام المصري هشام بركات.

وأشار عاطف الغمري إلى أن مشاركة مصر فى المؤتمر الذي عقد في المملكة المتحدة، في الفترة من 14- 18 ديسمبر 2015، حول منع الانتشار النووي، لم يكن يغيب عن مصر ما يخص الدول العربية ويتعلق بأمنها القومي، بسبب امتناع إسرائيل عن الانضمام لمعاهدة منع الانتشار، لإنجاح جهود إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل.

واعتادت "الخليج" باستمرار الإشارة إلى وقوف مصر مع الأشقاء العرب عسكريًا، حيث أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر لن تتوانَ عن الدفاع عن أشقائها في الخليج في حالة تعرضهم لتهديد مباشر، مؤكدًا أن الجيش المصري هو جيش كل العرب وأن عبارة "مسافة السكة" تعكس هذا المفهوم، وأنها قادرة على صد أي هجوم على أشقائها.

كما وافق مجلس الدفاع الوطني المصري على تمديد مهام القوات المسلحة المصرية في الخارج لمدة عام للدفاع عن الأمن القومي والعربي، وتمديد مشاركة القوات المصرية في مهمة قتالية خارج الحدود للدفاع عن الأمن القومي العربي. وأشار خيري منصور أن ما تعلنه مصر في عديدٍ من المناسبات هو أن أمنها من الأمن القومي العربي وأنها ليست خارج هذا السياق التاريخي والجغرافي والحضاري للعالم العربي، وهو ما لا يمكن محوه من الذاكرة واللغة والتاريخ والجغرافيا.

 

الأُطروحة الثانية: نجاح مصر فى تصحيح مسار الربيع العربى:

دأبت "الخليج" الإماراتية الإشارة إلى فشل الربيع العربي باستثناء مصر، والتى ترى الصحيفة أن ثورة 30 يونيه صححت مسار هذا الربيع، ففى البداية أشارت "الخليج" إلى أن الربيع العربى لم ياتِ إلا بالخراب والدمار لبلدان هذا الربيع، فأشار عبد الإله بلقيز إلى أن الربيع العربى مثل عاصفة هوجاء تخرج من الإعصار خروج الوليد من رحم الأم، تقتلع المساكن والأشجار، وتقلب المراكب والسيارات، وتغرق القرى والمدن بالسيول، وتفرض على البشر والحيوانات اللجوء إلى أماكن آمنة أبعد، وتعود بالناس إلى عصورٍ بدائية، حيث لا كهرباء ولا ماء، مثل هذه العاصفة أتت عاصفة الربيع العربي هوجاء، تقتلع كل شيء أمامها فتجعله أثرًا بعد عين.

وحَملت "الخليج" فى افتتاحيتها الربيع العربى سبب مشاكل كل العرب، فبعد انطلاق الربيع العربي، ازداد النظام العربي هشاشةً وضعفًا، وفقدت الجامعة العربية بيت العرب دورها المطلوب من جراء صراعات وخلافات بينية حول القضايا خلال هذه السنوات وأدت إلى حروب أهلية في أكثر من مكان، وإلى بروز ظاهرة الإرهاب والتطرف التي تشكل تهديدًا مباشرًا لكل الدول العربية والعالم بأسره.

وطالب محمد على فخرو بتصحيح مسارات الربيع العربي كلها؛ فشعارات حرية وكرامة إنسانية وعدالة اجتماعية كانت قمة العقلانية التي يجب أن تحقق بوسائل عقلانية، لكن للأسف انتهت ثورات الربيع العربي الكبرى إلى حالة الوهن واليأس العربية الراهنة، المطلوب من المفكرين والمثقفين مساعدة الوطن العربي على الخروج من الجحيم.

وأكد إلياس سحاب إلى أنه عندما قامت ثورة 25 يناير كان الأمل أن تستعيد مصر دورها العربي، لكن تسلل "الإخوان" إلى الثورة العظيمة، وانقضوا عليها من أبواب الانتخابات الديمقراطية، لكن شعب مصر لم تحتمل هذا التزوير التاريخي لطبيعة ثورة 25 يناير، فقام بثورة ثانية عظيمة في 30 يونيو لتصحيح المسار المختل.

وأكد عبد الإله بلقزيز إلى أن غياب التنظيم هو ما أضر بالربيع العربى وانعكس على العالم العربي ففي حالات الربيع يطالعنا الدرس السياسي التاريخي الكبير بدون تنظيم لا سياسة ولا أفق سياسي ولاإصلاح او ثورة، او تغيير، فالفوضى لا تلد غير الفوضى، هذا لم يعد درساً نظرياً في حالتنا العربية، بات حقيقةً واقعيةً يومية.

وبينت الخليج فى مقالتها الافتتاحية الى انه منذ اللحظة التي استكمل فيها الشعب المصري ثورته في 30 يونيو 2013 وصحح مسار ثورة 25 يناير2011 واستردها من جماعة الإخوان الذين سطوا عليها بالخداع والتضليل والنفاق، فإن مصر بقواتها المسلحة وأجهزة أمنها لم تتوقف لحظة عن خوض معركة الدفاع عن الثورتيْن وحماية الشعب المصري وأمنه ضد القوى المعادية للثورة من فلول الإخوان والجماعات الإرهابية في سيناء وداخل مصر.

ونقلت الصحيفة تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي في ذكرى 25 يناير بأن يونيو صححت يناير، ففي ثورة يناير ضحى خيرة الشباب بأرواحهم لدفع دماء جديدة تعيد إحياء قيم تؤسس لمصر الجديدة التي يحيا ابناؤها بكرامة وعدالة تسود ربوع الوطن، إلا أن الثورة انحرفت عن مسارها بسبب من حاولوا ان ينسبوها لأنفسهم عنوة، وذلك في إشارة إلى تنظيم "الإخوان"، مؤكدًا أن مصر الآن تحولت من وطن لجماعة إلى وطن للجميع.

وأكد غسان العزي انه فيما خلا الحالتيْن التونسية والمصرية فإن دول الربيع العربي الأخرى دخلت في أتون حروب أهلية لا أفق لها، نعم هى ثورات شعبية هدفها إسقاط النظام القائم على الجور والتعسف ولكن دون تقديم بديل واضح، فهى ثورات عفوية لم يكن مخططًا لها ، تم تدارك اخطائها فى مصر عام 2013.

وبين إدريس لكريني أن الحراك الشعبى أعاد الأمل إلى شعوب المنطقة نحو تعزيز الحقوق والحريات وبناء دولة مدنية ديمقراطية، لكن هناك تحديات مرتبطة بحالة الجمود السياسي التي شهدتها المنطقة والصعوبات الاجتماعية كتفشي البطالة والفقر، والصعوبات الاقتصادية، والمحيط الإقليمي والدولي المتهافت، والقوى الداخلية المقاومة للتغيير.

وأكد مصطفى الفقى أن الشعوب الناهضة شرقًا وغربًا على السواء قامت على دعائم حركات إصلاحية وليس مجرد انفعالات ثورية، فالثورة بلا إصلاح هي جسد بلا رأس وعضلات بلا عقل، قد يؤدي إلى تشنجات وعواقب وخيمة ويكون من مظاهرها الانفلات الأمني والتدهور الأخلاقي وكنانة الله في أرضه لا تحتمل ذلك مرة أخرى!.

 

الأُطروحة الثالثة: مصر المؤهلة لقيادة العمل العربى والجامعة العربية:

جاء اختيار السيد احمد الو الغيط لأمانة جامعة الدول العربية بمثابة صورة إيجابية نقلتها الصحيفة عن مصر، حيث أعلن الرئيس المصري تقدم مصر بمرشح جديد ذي ثقل وخبرة دبلوماسية كبيرة إلى الملوك والرؤساء والقادة العرب لمنصب الأمين العام للجامعة ثم إعلان القاهرة ترشح أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري الأسبق رسميًا لمنصب الأمين العام للجامعة، وتم إبلاغ الدول العربية بهذا الترشيح خلفاً للأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، وأكد نبيل العربى أن أبو الغيط قادر على قيادة الجامعة العربية والنهوض بالعمل العربي المشترك ووصفه بربان السفينة الماهر الذي يمتلك الخبرة والقدرة على قيادة الجامعة فلدية سجل حافل بالإنجازات وكان دائمًا قريبًا من دوائر صنع القرار.

وأكد يوسف مكى أهمية جامعة الدول العربية وأمينها الجديد لأن الأمة العربية مثقلة بكثير من المشاكل  ولا مناص للخروج من مأزق التشظي الراهن بدون هوية ثقافية عربية جامعة تملك القدرة على الصمود، في ظل التحولات السياسية الهائلة التي تجري حولنا ولعل العروبة كهوية ثقافية هي مشروع الخلاص في مواجهة الاحتراب الراهن.

وأشار محمد الصالحى الزعابى الى ضرورة تعديل ميثاق الجامعة العربية وهيكلها الإداري والتنفيذي، وأن تكون القرارات الصادرة عنها لها قوة التنفيذ والالتزام والاحترام بين الدول الأعضاء كافة، مع إنشاء محكمة العدل العربية لتتصدى لحل القضايا التي قد تحدث بين الدول الأعضاء ويكون لها الاختصاص في القضايا الخاصة بحقوق الإنسان العربي.

وأشارت الصحيفة إلى أن جهود الإمارات والسعودية بإقناع قطر والسودان بالعودة عن تحفظاتهما مما اسفر عن توافق عربي على اختيار أبو الغيط أمينًا عامًا للجامعة، وكان الاعتراض القطري على أبو الغيط لدوره في عدم اكتمال النصاب القانوني للقمة العربية الطارئة التي دعت إليها الدوحة 2009 لبحث سبل التصدي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فضلاً عن انتمائه لنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك.

وأكد محمود الريماوى أن مؤسسة الجامعة هي الهيكل الوحيد الباقي الذي يشهد على عروبة الكيانات والأنظمة، وإن الظروف الحالية غير قابلة لفرز بديل عن الجامعة، لأن البديل العملي هو الفراغ والتشظي، ومن هنا الحرص الذي يبديه الجميع مع هذه المؤسسة، ليس هناك طرف عربي يبدي أي رغبة في الانسحاب من الجامعة أو تجميد عضويته.

وفى المقابل لم يرحب عبد الله السناوى باختيار أبو الغيط لأمانة الجامعة العربية بقوله لا يوجد عاقل واحد في العالم العربي يدعو إلى تفكيك المنظمة القومية، رغم ما وصلت إليه من تدهور، تحدي البقاء هو أخطر المهام الموكلة إلى الأمين العام القادم، وأن فرض أسماء من ظلال الماضي كأبو الغيط مجازفة بمصير الجامعة العربية في لحظة قاسية من تاريخها.

 

 

المقارنة بين إخفاقات مرسى ونجاحات السيسي:

اعتادت "الخليج" عقد المقارنات بين إخفاقات الرئيس الأسبق محمد مرسي ونجاحات الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي لتأكيد ملامح صورة مصر لديها، حيث قارنت بين معالجة مرسى ومعالجة السيسي لأزمة سد النهضة قائلة حرصت مصر السيسي على عدم الانجرار إلى سياسة الانفعال التي حاولت أثيوبيا جرها إليها مستفيدة من أخطاء نظام "الإخوان"، عندما أذاع مرسي جلسة الحوار حول أزمة السد مع عدد من قوى الموالية له وهدد باستخدام القوة، استثمرتها أديس أبابا دوليًا،، اما فى فترة السيسي فكانت تعمل مع نظيرتيْها السودانية والإثيوبية لحل الأزمة بطريقة هادئة.

وقارنت الصحيفة بين الانشقاقات في صفوف أنصار جماعة "الإخوان" وتوحد القوى السياسية خلف الرئيس السيسي، حيث أشارت إلى الانتقادات العنيفة للقيادي الهارب عاصم عبد الماجد، أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية عبر تويتر لجماعة "الإخوان"، الذي حملهم المسؤولية كاملة عن فشل التيار الإسلامي، حيث أنهم توحدوا خلفهم وتركوا لهم القيادة كاملة.

أيضًا قارن أحمد مصطفى بين برلمان 2016، وبرلمان الإخوان والسلفيين 2012 بقوله الجميع يطمح لأن يكون مجلس النواب المصري بنسخته الجديدة مثالاً يُحتذى ومنبرًا لحوار ديمقراطي شفاف تُتاح فيه الفرصة لجميع التيارات السياسية للتعبير عن آرائها بحرية مطلقة وممارسة النقد الذاتي لتلافي السلبيات وتكريس الإيجابيات وفق مبدأ احترام الرأي والرأي الآخر، تنوع التيارات السياسية لبرلمان مصر 2016 سيثري بالتأكيد العمل الديمقراطي في البلاد، ويؤسس لمرحلة جديدة في الحياة السياسية المصرية وتشكل بداية لعملية تطور ديمقراطي حقيقي، ما يخدم مصلحة الوطن.

وقارن وربط حافظ البرغوثى بين فكر مُرشد "الإخوان" ومُرشد ايران، حيث اتفق "الإخوان" مع الإدارة الأمريكية على التزام الجماعة بأمن إسرائيل، فهم "الإخوان" من واشنطن أن بوسعهم استباحة الدول العربية الأخرى، ولذلك سعوا إلى تحريك خلايا نائمة لهم في الإمارات للصرف على أنشطتهم الخارجية، نفس الأمر إيران تواطئت مع الأمريكان قبيل انسحابهم من العراق، فالإخوان تري أن المسلم هو من انتمى إلى الجماعة، وايران تري كل شيعي هو منها وإليها.

وقارن عبد الله السناوى بين ثورة يوليو 1952 وثورة يناير 2011 قائلاً قوة يناير أتت من حجم المشاركة الشعبية الواسعة لكن نقطة ضعف يناير أنها ثورة بلا رأس ولا قيادة وجرى التلاعب بأهدافها واختطافها من أصحابها، لكن ثورة يوليو نجحت لأنها عبرت عن المشروع الوطني المتجدد، كان انحياز يوليو حاسمًا في قضية العدالة الاجتماعية والتحرر الوطني، فثورة يوليو هى الحقيقة السياسية الوحيدة في النصف الثاني من القرن العشرين بتعبير الأستاذ هيكل.