ينتشر السلاح بكثرة فى صعيد مصر كما هو معروف، ولأسباب عديدة الحد من تلك الظاهرة ليس بالأمر اليسير، ومن بين تلك الأسباب كثرة الثأر بالصعيد مما يستدعي وجود العديد من الأسلحة النارية بالمنازل، إضافة إلى أن بعض أهالي الصعيد يعتقدون بأنه حماية لهم من بعضهم البعض، وعماد المنزل قائم على حيازة الأسلحة.
ويقول "سيد خالد" محامي بمحكمة أسيوط، إن قضايا حيازة السلاح منتشرة منذ زمن طويل في الصعيد، خاصة في القرى، وذلك نظراً لطبيعة البيئة، التي تتميز بالعنصرية القبلية والتعصب الأعمى إلي جانب غياب الوعي الديني لدي الكثير منهم، حيث تضج المحاكم في الصعيد بقضايا الجنايات، والتي تكون ناتجه من جراء أسباب غير منطقية، وسببها الرئيسي المشاكل على الأراضي الزراعية بين الفلاحين، واستخدام السلاح في المشاجرات بين الأهالي.
ويذكر "مصطفي عبد الجليل" قاطن بالصعيد، أن الثأر موجود في عائلته منذ أكثر من 25 عامًا، إثر خلاف مع عائلة أخري، نتج عنه قتل 2 وإصابة 4 من عائلته، وهناك مساعي للصلح ما بين العائلتين، ولكن الأمر ليس بالسهل، وفي بعض الأحيان الذي يدفع العائلات للأخذ بالثأر هو القيل والقال من قِبل الناس، ووجود السلاح بالصعيد بكثرة.
ويضيف "سيد محم" شيخ أزهري، أن القرآن الكريم، حث على التسامح في قوله عز وجل "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس"، لذلك لا بد من التسامح والتراحم فيما بيننا، ونترك الأمر لله في رد المظالم والحقوق لأصحابها، كما أنه هناك العديد من الخطب والدروس التي تدعو إلى العفو والبعد عن القتل والثأر، وهناك من يستجيب لتلك الخطب وتؤثر فيه وهناك من تسيطر عليه العصبية القبلية.
ويتابع " طلعت إبراهيم" مواطن ، أن الثأر في الصعيد لم ولن ينتهي، فهذا ليس بظاهرة جديدة تبدأ وتنتهي من وقت لآخر، ولكن هذا الأمر من قديم الأزل، وعلى الرغم من الجهود المبذولة في هذا الإطار، إلا أنه ليس بالأمر اليسير، فهناك صعوبة كبيرة في ذلك، وذلك نتيجة حيازة السلاح بين الناس.