الخميس 16 مايو 2024

مفتي صربيا: نحتاج كوادر الأزهر في بلادنا وإرسال أئمة للتدريب على مواجهة التطرف في مصر (حوار)

مفتي صربيا

تحقيقات4-8-2021 | 14:21

أماني محمد

التعاون بين دار الإفتاء في بلجراد ومصر ممتاز

المسلمون يمثلون 10% من سكان صربيا

الرئيس الحالي لصربيا يعمل على التفاهم والتقارب بين الأديان

 

 

على مدار عقود من القرن الماضي عانى المسلمون من الاضطهاد الديني في صربيا، حيث تم هدم وحرق بعض المساجد وتهجير مئات الآلاف من المسلمين، لكن بدأت الأوضاع تتجه إلى الحوار بين الأديان ونشر التفاهم وقبول الآخر حسبما أكد مفتي بلجراد والجيش الصربي مصطفى حمدي يوسف سباهيتش، موضحا أن المسلمين الآن يمثلون نحو 10% من السكان هناك.

وأكد مفتي صربيا في حوار لبوابة "دار الهلال" أن هناك أوجها عديدة للتعاون بين دار الإفتاء في بلجراد ودار الإفتاء المصرية من خلال إرسال عددا من المفتين للدراسة هنا في مصر في الأكاديمية الفقهية للتدريب على الإفتاء ومواجهة الفكر المتطرف، موضحا أن الرئيس الحالي للبلاد ألكسندر فوتشيتش يبذل جهودا كبيرة للتفاهم والتقارب بين الأديان، وإلى نص الحوار:

 

وما رأيك في المؤتمر العالمي السادس لدار الإفتاء؟

المؤتمر يحمل أهمية كبرى في ظل التحديات التي تواجه العالم أجمع وخاصة بعد جائحة كورونا والتي ألقت بظلالها على عمل المؤسسات الإفتائية، وبالتالي نعمل على التعرف على كل المؤسسات الإفتائية في العالم والتواصل فيما بعد للمزيد من الاستفسارات، ونشكر لمصر وأهل مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي استضافة هذا المؤتمر.

المؤتمر يجمع المسلمين في حالة مهمة نحتاجها حالية وهو بمثابة معجزة لأن المسلمين في كل العالم منفصلين، ونحن الآن في ظل العصر الرقمي ويجب الاستفادة منه لأن الشبكة العنكبوتية مهمة في الوصول إلى الشباب وتوحيد الصفوف.

 

وكيف كان لقاء الرئيس السيسي بالوفود المشاركة في المؤتمر؟

اللقاء كان مثمرا للغاية وتناول قضايا مهمة مثل تجديد الخطاب الديني ومواجهة التطرف، فالسيسي رجل طيب للغاية.

 

 

ما هي أبرز أوجه التعاون بين مصر وصربيا؟

هناك تعاون وثيق وخاصة في آخر خمسين عاما، بدءا من التعاون مع الأزهر الشريف حيث يتم إرسال الطلاب الدارسين من صربيا للدراسة في الأزهر للاستفادة من العلم فيه كمنارة للحضارة والإسلام الوسطي والمنهج المعتدل، فنحن كأقلية مسلمة في صربيا نرى أن مصر تتميز بأنها تتعامل مع كل الأديان والحضارات، فهي أم الدنيا بالمعنى الفعلي، فالمفتين والأئمة في صربيا يتابعون ما تقوم به مصر.

 

وهل هناك بعثات أو منح دراسية لطلاب صربيا للدراسة في الأزهر؟

بالتأكيد هناك وهذا العام هناك 5 طلاب يدرسون في الأزهر، وهو عدد كافي.

 

وما هي رسالتكم للأزهر في الوقت الحالي؟

نأمل أن يكمل الأزهر دوره كما كان منذ 20 عاما، فنحن نريد ونحتاج الكوادر من الأزهر ليزوروا بلادنا، ففي شهر رمضان المبارك كان الكثير من شيوخ الأزهر يأتون إلينا، لكن بسبب جائحة كورونا توقفوا، كما أسسنا مدارس حفظ القرآن ونتمنى أن تأتي كوادر الأزهر مرة أخرى.

 

وكيف تقيم التعاون بينكم وبين دار الإفتاء المصرية؟

تعاون ممتاز، ففضيلة الدكتور شوقي علام رجل متميز يحرص على دعم التعاون مع صربيا والمؤسسات الإفتائية في كل دول العالم، وهناك أوجه كثيرة للتعاون، حيث سيتم إرسال عددا من المفتين للدراسة هنا في مصر في الأكاديمية الفقهية للتدريب على الإفتاء ومواجهة الفكر المتطرف.

 

وما هي أوضاع المسلمين في صربيا وعددهم؟

صربيا كانت تعاني من الحرب منذ عشرين عاما والآن أصبحت في الطريق للتعاون بين الأديان، حيث يعمل الرئيس الحالي للبلاد ألكسندر فوتشيتش كل ما يمكن عمله للتصالح والتفاهم والتقارب بين الأديان.

وعدد المسلمين في صربيا يقدر بنحو 10% من سكان البلاد أي ما يعادل 60 ألف مسلم.

 

هل من تحديات أو صعوبات تواجهكم هناك؟

بالتأكيد، هناك صعوبات وقد نواجهها أيضا في عدة دول إسلامية، ونعمل على خلق الحوار والمناقشات بين الأديان.

 

هل هناك مدارس دينية لتدريس الدين الإسلامي في صربيا؟

بالتأكيد هناك مدارس إسلامية لتدريب وتخريج الأئمة وهناك كليات أيضا، وهناك مدارس للتعليم الأساسي لكنها غير متواجدة في كل الأماكن بل هي في الأكثر في الجنوب الذي يضم نحو 90% منه من المسلمين.

 

وما هي الفتاوى أو القضايا التي تثير الجدل في صربيا؟

أكثر تلك القضايا هي ما يخص الشباب لأنهم الأكثر أسئلة، فلديهم أسئلة حول كيفية الحياة في ظل الوضع الحالي وحالة الانفتاح هناك، ونحن نعمل على مساعدتهم ونعطي لهم الفتاوى الخاصة بفقه الواقع لمساعدتهم في كل شئونهم.

 

وما هو المذهب الأساسي الذي تعتمدون عليه في الفتاوى؟

نعتمد على كل المذاهب الفقهية، ولكن المذهب الحنفي هو أكثر المذاهب التي نعتمد عليها.

 

هل تؤثر الشيوعية في الحكم على حياتكم؟

الشيوعية لا تزال موجودة، لكننا نمارس شعائرنا بحرية، حيث تم تأسيس 3 مساجد داخل الجيش الصربي وهناك إمام ومفتي للجيش الصربي.

 

اقرأ أيضا:
المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة: التناغم المؤسساتي الإفتائي في عصر الرقمنة ضرورة
أستاذ بجامعة أرسطو اليونانية: الحفاظ على نفس الإنسان في نوازل الجوائح مقدم على إقامة الشعائر

مدير الإدارة الدينية فى روسيا: نقدم الدعم لـ20 مليون مسلم