السبت 23 نوفمبر 2024

ثقافة

متاحف مصر| متحف ميت رهينة

  • 4-8-2021 | 17:21

طباعة
  • عبدالله مسعد

يقع متحف ميت رهينة بمنطقة البدرشين بمنطقة الجيزة، وتم تأسيس المتحف عام 1985م، ولقد كانت منف -ميت رهينة- ولا تزال كتابا عظيما يحكى تاريخ الحضارة المصرية القديمة بفخر حقيقى ، فقد منحتنا آثار المدينة المكتشفة معلومات قيمة عن تاريخ مصر وحضارتها طوال عصور الأسرات المصرية والعصر الهيللينستى كذلك. 

والمتأمل لموقع منف -ميت رهينة- يجد أنها تشمل العديد من التلال والأكوام الأثرية الممتدة لمسافات متباعدة، كما تضمنت بعض برك المياه الواسعة التى تحتوى على مواقع أثرية هامة أسفلها، ولقد اقتصر الموقع الأثرى لمنف في الوقت الحالى على المواقع الواقعة حول قرية ميت رهينة على الضفة الغربية لنهر النيل ، والتى تضمنت أهم ما تبقى من معالم منف الأثرية ، حيث يتمثل أبرزها فى متحف صغير ومتحف آخر مفتوح تعرض فيه بعض التماثيل المكتشفة بالموقع ، ويعود تاريخ أغلب القطع المعروضة إلى عصر الدولة الحديثة .

يتكون متحف ميت رهينة من مبنى صغير الذي يحتوي على تمثال ضخم لرمسيس الثاني العظيم و 19 وكذلك المتحف الذي يحتوي على تمثال أبو الهول في وسطها و 17 قطعة توضع على منصتي وحديقة المتحف التي 13 قطعة من القطع الأثرية.

و هذا المكان يعد أول متحف مفتوح بمنف، وأنشأته هيئة الآثار المصرية عام 1985 م للحفاظ علي التمثال الضخم، والمتحف عبارة عن منصة علوية ليتمكن الزائر من مشاهدة التمثال والمرور حوله بسهولة ويسر.

والتمثال عليه خنجر في حزام الملك زين مقبضه علي هيئة رأسين لصقر وكان مستخدما للحماية، و 10 خراطيش موزعة على حزامه وأسورته وكتفه الأيمن ولفة البردي الأسطوانية التي يحملها في يديه، وعلى التمثال صورة طفل يعتقد أنه "خع إمواس" الابن الأكبر وأول أبناء الملك رمسيس الثاني، كما أنه على التمثال أيضا نجد نقشا لسيدة أو أميرة ترفع قدم الملك، ويعتقد أنه زوجته أو ترفع قدمه لتسانده.
 والمتحف يضم أيضا العديد من تيجان الأعمدة التي اشتهرت باستخدامها في المعابد المصرية، وتمثال لقزم من الحجر الجيري يمثل الإله بس المسئول عن حماية المرأة عند الولادة.

وهناك أيضا مائدة قرابين من البازلت، وعليها نقش بارز لأشكال الخبز وأواني الجعة المختلفة التي كانت تقدم كقرابين، وتمثال لإمرأة من حجر الكوارتزيت يصورها مرتدية ملابس ملكية أنيقة، ونحت جداري من الحجر الجيري يمثل مناظر الاحتفال بـ الإله بتاح . 

يضم المتحف ايضا تمثال للملك رمسيس الثانى والمستلقى على ظهره فى بناية المتحف الحديثة، وهذا التمثال العملاق والمصنوع من الحجر الجيرى هو توأم ذلك التمثال العملاق الشهير للملك رمسيس الثانى والذى خرج من منف وكان يتوسط ميدان رمسيس -باب الحديد سابقا- في قلب القاهرة والذي نقل حاليا إلى الجيزة في المتحف المصرى الكبير الذي لايزال في طور البناء والتجهيز، وكلا التمثالين كانا يقفان خارج معبد بتاح الكبير بمنف.

ومن أروع الاثار المكتشفة على الاطلاق والتى خرجت من منف -ميت رهينة-، ذلك التمثال الضخم للملك رمسيس الثانى فى هيئة أبو الهول من الجرانيت الأحمر والذى يتواجد حاليا فى متحف الاثار والانثروبولوجيا ببنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية رقم E12326) ).

وكان قد عثر عليه عند سور وحرم معبد بتاح الشهير بالعاصمة المصرية التليدة، ويلاحظ من خلال النقوش المسجلة عليه أنه قد تضمن خمسة اسماء للملك رمسيس الثانى مسجلة على الصدر والقاعدة ، كما قام الملك مرنبتاح ابن وخليفة الملك رمسيس الثانى بوضع خراطيشه على كتفى التمثال بعد وفاة والده، وهذا التمثال يعد ثالث أصخم تماثيل أبو الهول فى العالم بعد تمثالى هضبة الجيزة الشهير والتمثال الموجود فى ميت رهينة فى المتحف المفتوح والمصنوع من الألبستر.

أما عن المتحف المفتوح بميت رهينة فيحتوي على عددا من التماثيل الأخرى الرائعة لرمسيس الثاني، من أبرزهم ذلك التمثال الواقف المصنوع من الجرانيت الأحمر والذى أوضحت الدراسات الحديثة أنه كان ينتمى فى الأصل للملك سنوسرت الأول من الأسرة الثانية عشر، وتمثال أبو الهول الضخم المصنوع من الألبستر والذي يعود تاريخه إلى عصر الدولة الحديثة، ويعد هذا التمثال ثاني أضخم تماثيل أبو الهول لدينا بعد تمثال هضبة الجيزة الشهير .

وإلى الغرب من السور المحيط بالمتحف المفتوح تتواجد بعض موائد التحنيط التى كانت متواجدة فى بيت عجول أبيس ، حيث كانت هذه الحيوانات الرمز المقدس للمعبود بتاح ، والتى كان يتم تحنيطها بعد الوفاة فى حفل دينى مهيب لتوضع فى السيرابيوم بسقارة تحت إشراف الكاهن الأعلى للمعبود بتاح . ولقد صنعت موائد التحنيط هذه من الكالسيت ويتجاوز طولها الخمسة أمتار ، ويؤرخ بيت التحنيط بعهد الملك شيشنق الأول من الأسرة الثانية والعشرين . 2

ومن المعالم الأثرية الهامة بمنف ( ميت رهينة ) بقايا السور الذى كان محيطا بمعبد بتاح الكبير ، والذى كان يغطى مساحة ضخمة تغطى الأراضى الزراعية حاليا أغلبها ،

ويؤرخ غالبية ما تبقى من معبد بتاح بعهد الملك رمسيس الثانى ، وقد كان هذا المعبد واحدا من أعظم وأضخم معابد مصر على الاطلاق ، وكل ما تبقى منه اليوم هو أجزاء من صالة الأعمدة . وهناك العديد من القطع الحجرية والتى يعود تاريخها إلى عهد أمنحتب الثالث من الأسرة الثامنة عشرة قد أعيد استخدامها فى معبد بتاح ، وقد تم تسجيلها من قبل الاثاريين العاملين بمركز شيكاغو هاوس البحثى الأمريكى بالأقصر .

وإلى الشرق فى موقع كوم ربيع يتواجد معبد صغير للمعبودة حتحور تم بناؤه كذلك خلال عهد رمسيس الثانى ، وكل ما تبقى منه بعض رؤوس الأعمدة الحتحورية والكتل الحجرية التى سجلت عليها بعض المناظر الدينية ، وفى الجنوب الغربى يتواجد معبد صغير للملك سيتى الأول من الأسرة التاسعة عشرة ، وقد أثبتت الحفائر الحديثة وجود مستوطنة يمتد تاريخها من عصر الدولة الوسطى وحتى العصر المتأخر فى الجانب الغربى من موقع كوم الربيع.

 

الاكثر قراءة